علي الطنطاوي
لا تشكّوا بالنصر، فإن الشك في النصر شَكٌّ في نفوسكم وشَكّ في الله. ها هو ذا السلاح في أيديكم، فاستكملوا إيمانكم واستعينوا بربكم، فإنكم غالبون. أنتم الغالبون ما كنتم مع الله، والنصر لكم ما نصرتم الله وحاربتم لإعلاء كلمة الله.
سيُصاب منا رجال ورجال، وستخرب لنا دور ودور… هذه هي الحرب، ولكن هذا كله لا يفتّ في أعضادنا ولا يُدخل الضعف على قلوبنا. كل أمة في الدنيا تنال ويُنال منها، ولكنها لا تموت: {إن يَمْسسكم قَرْحٌ فقد مسّ القومَ قَرْحٌ مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وليعلمَ الله الذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء، والله لا يحب الظالمين}.
يا أيها الناس: دعوا اللهو والترف، ودعوا الخلاف والنزاع، وكونوا جميعاً جنود الله في المعركة الحمراء، فهذي بشائر النصر قد بَدَتْ لكم، وهذي طبول الظفر قد دُقّت أمامكم، وهذا هو فجر يومكم الجديد قد انبلج. فاصبروا فالنصر لكم؛ {يا أيّها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون}.

هتاف المجد: في حوادث مصر (1956)

JoomShaper