المصدر أونلاين ـ إيلاف
في مقابلة خاصة بموقع "إيلاف"، تؤكد تسنيم حمودي، رئيسة منظمة حرائر سوريا أن الوضع في مخيمات اللاجئين السوريين في الداخل السوري متردٍّ، إذ يعيش اللاجئون ظروفًا قاهرة، حيث لا كهرباء ولا تدفئة ولا وقود للطبخ ولا صرف صحي ولا مياه شفة إلا في ما ندر.
وتشكو من تدني مستوى عمليات الإغاثة في مخيمات الداخل، خصوصًا أن الشتاء القارس قد بدأ، وأن الأمراض سارية في المخيم، خصوصًا الجرب والتهاب القصبات الهوائية والاسهال والتهاب الأمعاء.
وتلفت حمودي إلى أن المرأة السورية شاركت في صناعة هذه الثورة "بكل ما تملك، فكانت المعتقلة والشهيدة والإعلامية والجريحة والطبيبة، وكانت أماً وأختاً وزوجة شهيد، وكانت ما لم يستطع الرجل أن يكون فكانت المغتصبة".
وهنا نص الحوار:

كيف تصفين الأوضاع في مخيمات اللاجئين السوريين؟
سوف أتكلم عن المخيمات الموجودة في الداخل السوري، وخاصة مخيم أطمة، الذي يضم نحو 13 ألف لاجئ حبسهم الجوع والبرد. الوضع المعيشي والصحي هناك متردٍّ. اللاجئون يعيشون ظروفًا قاهرة بكل ما للكلمة من معنى، يسكنون خياماً لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، وتقتلعها الريح متى غضبت. مقومات الحياة الأساسية غير متوافرة. لا كهرباء ولا تدفئة ولا وقود للطبخ ولا صرف صحي، وهذا خطر جدًا. ويعانون من شح المياه التي لا تتوافر إلا من خلال الصهاريج وبكميات قليلة. ويتقاسم أكثر من 300 شخص حمّامًا واحدًا.
الطرق غير معبدة، ملأها المطر بالطمي والطين. القمامة منتشرة، ومعها بعض الأمراض، خصوصًا التي تنتشر في الأماكن المزدحمة، كالقمل والجرب والتهاب القصبات الهوائية والإسهال والتهاب الأمعاء، ولا يتوافر لها علاج مناسب.
المدرسة في المخيم خيمة واحدة، تضم 150 طالبًا، وهي عبارة عن صف تجميعي وغير مجهز للتدريس. ويبقى نحو ألفي طفل بلا تعليم.

ما تقييمك لحجم المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمّة حتى الآن؟
لا أريد أن أتحدث عن جهة إغاثية معينة، لكن مستوى الإغاثة أقل من الوسط وغير كافٍ. هناك بعض الجهات الداعمة، لكن هذا لا يتناسب مع متطلبات اللاجئين، خصوصًا أنهم بحاجة إلى مصدر للتدفئة، وإلى بطانيات وكساء في هذا البرد القارس، ويحتاجون أحذية، فبعض الأطفال يمشون في العراء حفاة القدمين، هم بحاجة ماسة إلى الرعاية الطبية والأدوية. بصراحة، اللاجئون يحتاجون أبسط مقومات الحياة.

أهداف وأنشطة         

ما هي أهداف منظمة حرائر سوريا؟
منظمة حرائر سوريا منظمة نسائية سورية مستقلة تأسست في الثاني من آب (أغسطس) 2012، وتتألف من 250 عضوًا، بينهم 35 عضوًا في تركيا. تناضل منظمة حرائر سوريا من أجل التحرر الديمقراطي، وإقامة نظام دستوري، تسود فيه العدالة والمساواة، وبناء دولة المؤسسات والمجتمع المدني وحقوق الإنسان. وتعمل على دعم المرأة لمزاولة دورها في النشاط السياسي وتوعيتها لتصبح عنصرًا إيجابيًا ومبادرًا في الحياة السياسية، بعد دعم حقوقها في العلم والعمل والمساواة من أجل خلق مجتمع متوازن ومتطور.

كما نعمل على مساعدة المرأة للوصول إلى أرقى معايير المواطنة الكاملة ضمن أسس العدالة الاجتماعية والمساواة، والعمل على الارتقاء بها لتحقيق أهدافها وللاستفادة من كامل طاقاتها وقدراتها عن طريق إنشاء مراكز وبرامج لتطوير المرأة سياسيًا واجتماعيًا، وإقامة دورات وندوات ومحاضرات تسارع في توعية المرأة، والتعاون مع المنظمات العربية والدولية لتحقيق أهداف المنظمة، والعمل على بناء جيل قيادي حرّ يعتز بوطنه ويجتهد لإعادة إعمار الإنسان السوري المبدع، وبذل الجهود لتوحيد العمل بين المنظمات والجمعيات الإنسانية التي تعنى برفع مستوى الشعب ليرتقي إلى مستوى التضحيات التي قدمها.

وما أهم نشاطاتها؟
أهم نشاطات منظمة حرائر سوريا هي القيام بأعمال الإغاثة الإنسانية، وخصوصًا الجرحى في مشفى أنطاكيا الحكومي، واللاجئين في الداخل، وعقد لقاءات ثقافية، حيث تم تنفيذ لقاء ثقافي مع أطياف متنوعة من الشعب السوري، والتأكيد على أهمية الوحدة الوطنية، وإقامة ورشات عمل، إذ سيتم تنفيذ ورشتي عمل بالتعاون مع منظمة إيكان في النصف الثاني من كانون الأول (ديسمبر) الحالي.
كما تم القيام بنشاطات ترفيهية مع الأطفال اللاجئين، وتقديم ندوات عن الصحة الإنجابية وندوات عن حقوق المرأة، وإلقاء محاضرات عن الدولة المدنية، وتأهيل المرأة سياسيًا، وتأهيل المجتمع لتقبل المرأة في العمل السياسي. إلى ذلك، قامت المنظمة بتنفيذ دورة عن الإسعافات الأولية ودورة عن الصحة النوعية والأمراض السارية ودورة لغة انكليزية، وأعدت تقارير عن الوضع الصحي والمعيشي في سوريا.

نطاقان وثلاثة وأكثر
ماذا عن دور المرأة وحجم مشاركتها في الحراك الثوري في سوريا؟
تخوض النساء في سوريا معركة العزة والإباء، فتسجن وتعذب وتضرب في الله، وتهان ويمزق حجابها وتنتهك حريتها وكرامتها، فما يزيدها ذلك إلا إيمانًا وجهادًا، فهي حفيدة أسماء ووريثة خولة والخنساء. المرأة  السورية شاركت في صناعة هذا الحدث بكل ما تملك، فكانت المعتقلة والشهيدة والإعلامية والجريحة والطبيبة، وكانت أماً وأختاً وزوجة شهيد، وكانت ما لم يستطع الرجل أن يكون فكانت المغتصبة، وكانت ذات النطاقين والثلاثة والأربعة نطاقات، لانها حملت الزاد لكتيبة فلم يكفها النطاقان، فكل الولاء والإجلال لمناضلات سوريا.

تردد في الآونة الأخيرة الحديث عن مشكلة زواج القاصرات السوريات بسبب الأزمة السورية، ما رأيك في حقيقة هذه الظاهرة، وكيف يمكن مواجهتها؟
القاصر هو كل شخص دون سن 18، والزواج سنّة مؤكدة، حثّ عليها القرآن والسنة، ولم يشترط سنًا للزواج، ولكن حثّ على أن يكون الزوجان متكافئين. وهذا ما لم يحصل في ظل هذه الظروف. وللأسف قد تكون ظروف المعيشة السيئة هي التي دفعت ببعض ضعاف النفوس إلى مثل هذا الزواج.
للحدّ من هذه الظاهرة نوجّه نداءً إنسانيًا إلى أهل الثراء الواسع، بالالتفات إلى إخوانهم الفقراء المعدمين للحيلولة دون وقوعهم في براثين الفاقة والتشرد. نوجّه نداءً إلى أهل القلوب الرحيمة من جميع طبقات المجتمع لرفض هذه الظاهرة والوقوف بشدة وبكل الوسائل العقلية والقانونية لمنع حدوثها، ومواجهة الوحوش البشرية التي تستغل الظروف.
فرفقًا بهن، ولا تستغلوا بناتنا في ظل هذه الظروف. ينبغي التوعية بالآثار السلبية للزواج غير المتكافئ وزواج القاصرات من كبار السن، يجب أن يتولاها رجال الدين والأطباء. كما أوجّه نداءً إلى الأهالي للحفاظ على بناتهم، بعيدًا عن القرارات الارتجالية تحت ضغط الظروف. فالبعض يظنّ أنه يُحسن لبناته، لكنه زواج غير متكافئ بعيد كل البعد عن الإحسان.

JoomShaper