أحمد فراج العجمي
حلفايا تنزفً من مخبزها
أطفالا وشبابًا وشيوخًا
تختلط الأعمارْ
لا فرق هنالك بين الأبيضِ والأحمر ِ
تمتزج الألوانُ
تبعثرُ كلَّ الأسرارْ
وتشكّلُ أشلاءُ النورِ مسافاتِ الفجّارْ
حلفايا قد خرج أبي
لا يخشى بطشَ الإعصارْ
فالجوعُ على وجهِ الطفلِ وقودٌ
يُشعلُ فيه براكينَ الإصرارْ
فيحثُّ خطاهُ إلى المجهولِ صباحًا يتنقل بين جدارِ وجدارْ
والشظفُ المنقوشُ على جفنيهِ
غدا يتلمّسُ دربَ الأقدارْ
وعلى خديه أخاديدُ البؤسِ
فلا يملؤها إلا الدمعُ المنهارْ
يخطو المسكينُ على حذرٍ
كي يغنمَ كيسًا
فإذا بالغِلِّ يحرِّكُ حقدَ الأشرارْ
والمطرُ المسكوبُ يصارعُ
صاروخًا همجيًّا
في أفقٍ مطموسِ الأخبارْ
يقذفه إنسانٌ آليٌّ
منزوعُ الرحمةِ
مقطوعُ الإبصارْ
فيهبُّ من الفرنِ دخانُ الجرمِ
يفوحُ برائحةِ العارْ
والرعبُ هنالك مرتعدٌ من صوتِ التفجيرِ
ومن قذفِ الأخطارْ
وصراخٌ ملتبسٌ بعويلٍ
وكبارٌ يبكونَ بصوتِ صغارْ
ودماءُ الجوعى
تستبقُ شظاياهُ الحمقى
وتشقُّ بوطنِ العربِ الأنهارْ
حلفايا
يُغمَسُ خبزكِ في مُهَجِ الأحرارْ
وطحينُكِ مبتلٌّ بدموعِ الثكلى
وعجينُكِ محترقٌ بلهيبِ السلطةِ
يا ويحَ النارْ
كوني يا نارُ بإذنِ اللهِ عليهمْ بردًا وسلامًا
وليحرقْ
ماء القصرِ الباردِ سوأةَ بشارْ

JoomShaper