الكاتب : محمد عمار نحاس
رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال في الحديث الصحيح: (عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده.)
ومن هنا كانت أرض الشام قبلة آل بيت الرسول – صلى الله عليه وسلم - و ملاذ أصحابه الكرام -رضي الله عنهم وأرضاهم- فحيث وليت وجهك في دمشق الشام ترى ضريح من أضرحة آل البيت أو من أضرحة أصحاب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فليس من العجب أن ترى مقام أمهات المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر والسيدة هند أم سلمه والسيدة رمله أم حبيبه -عليهم رضوان الله- ولو اتجهت جنوباً لوجدت حفيدة المختار السيدة زينب بنت علي -رضي الله عنهما-
ومن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من علم فضل الشام وأهلها فطاب له المقام بينهم والموت بأرضها فهذا مقام بلال الحبشي وعبد الله بن جعفر وعبد الله ابن أم مكتوم وفي شرق الشام ترى ضريح نزيل المزه سفير رسول الله -صلى الله عليه واله سلم- للشام صاحب الوجه الجميل دحية الكلبي وصاحبة اللسان الفصيح والقلب الصابر الخنساء -رضي الله عنهم أجمعين وأرضاهم- .
وأما حمص الشام التي كانت محط أنظار صحابة رسول الله ومربط خيلهم فضمت ضريح الصحابي الجليل صاحب السيف المسلول خالد بن الوليد والصحابي الجليل أبو موسى الأشعري والعرباض بن سارية و وحشي بن ثوبان ناهيك عما تضم مقبرة الكتيب من أضرحة صحابة أجلاء -رضي الله عنهم وأرضاهم- أجمعين .
والشام جل مدنها كانت منزل أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فعمار بن ياسر و أويس القرني وغيرهم عليهم من الله الرضا والتسليم .
إنها الشام كنانة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يضام نزيلها ولا يقهر أهلها فلا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فمن ذا الذي يضيمهم وهم خير أجناد الأرض .
فطوبى للشام ارض البدلاء و طوبى لكم يا أبناء الجيش الحر وأنتم على أعتاب الشام تنصرون المظلوم و ترفعون راية الحق فحرائرها لكم أمهات وشبابها لكم عون بإذن الله واعلموا انه لا يضركم من أرادكم بسوء وإن علا شأنه و النصر لكم محتوم فذاك وعد حق من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
في الصحيح أنه قال: (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة.) واعلموا إن أرواح صحابة رسول الله نزلاء الشام تحفكم كما الملائكة .
إذا الحادثات بلغن المدى *** وكادت لهن تذوب المهج
وحل البلاء وقل الوفا *** فعند التناهي يكون الفرج
لا يضرهم من خذلهم
- التفاصيل