الجديدة\
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فرياح التغيير التي تهب على سوريا ورغم صعوبتها وصعوبة الوصول إلى بر الأمان معها ولغاية هذه اللحظة، لم تحمل معها سوى الدمار والخراب على السوريين ومنهم النساء اللواتي يواجهن مشكلة أصبحت اليوم تطرق أبواب العديد منهن وهي الاعتداء الجنسي. قد تواجه النساء حول العالم مشكلة الاعتداء الجنسي في أي وقت لكن ما يميز هذه المشكلة اليوم تحديداً في سوريا هو الوضع الأمني واستخدام الاغتصاب كتكتيك في الحرب للنيل من المعارضة أو لانتزاع اعترافات أو حتى للانتقام من الحكومة وبالتالي تكون المرأة هي وحدها من يدفع الثمن، ومرتين، مرة من جسدها وأخرى من كرامتها وكرامة أسرتها.
منظمة “نساء تحت الحصار” وثقت 81 حالة اعتداء جنسي منذ بدء المظاهرات المناهضة للحكومة السورية، وقالت لورين وولف مديرة المنظمة أن “من الواضح من التقارير التي تم جمعها عبر جماعات حقوق الإنسان التي ترصد الأوضاع هناك وأقوال الشهود ووسائل الإعلام أن السوريات يتعرضن لاغتصاب جماعي أو الاعتداء كتكتيك حربي”.
وبين تبادل الاتهامات بين الجيش الحر وبين القوات الحكومية تقع النساء السوريات ضحية الاعتداءات المتكررة والتي لا يمكن توثيقها جميعا لان العادات في مجتمعاتنا الشرقية والعربية خاصة تعتبر المرأة وإن كانت ضحية متهمة في عيون الجهلاء.

وولف تقول “من السهل التوصل إلى نتيجة مفادها أن الأوضاع تدهورت حقا إلى حالة شبه حيوانية… إنهم يعاملون المرأة حقا بصورة غير آدمية. إنها ساحة معركة أخرى تدور فيها الحرب. وتضيف “إن حكومة الأسد تقول بأنها تحارب (إرهابيين) مدعومين من الخارج وإن أكثر من 4600 فرد من قوات الأمن قتلوا أيضا في أعمال العنف. وقالت وولف انه في حين لا يوجد دليل على أن الحكومة أمرت أفراد الشبيحة بالاعتداء على النساء أو اغتصابهن فإن نحو 67 في المئة من الحالات الموثقة نفذها أفراد من القوات الحكومية أو الشبيحة. وتابعت أن هناك أدلة أيضا من التقارير على أن الضحايا المستهدفات هن من أقارب أعضاء في الجيش السوري الحر المعارض ومن المرجح أن يكون استهدافهن بهدف معاقبة مقاتلي المعارضة.

وقالت وولف: “سمعنا تقارير عن جنود يدخلون منزلا أو قوات من الشبيحة تدخل منزلا وتبحث عن رجل في الأسرة من المفترض أن يكون عضوا في قوات المعارضة ثم يغتصبون أمامه المرأة”.

وقالت وولف إنه لم ترد لجماعتها تقارير عن أعضاء من “الجيش السوري الحر” يهاجمون النساء لكن ليس بوسعها أن تؤكد أن مسلحي المعارضة لم ينخرطوا هم أيضا في اعتداءات جنسية لأن الكثير من الهجمات لا يبلغ عنها. ولم يتسن لواضعي التقرير التحقق من جهة مستقلة من أغلب الحالات أو إحصاء العدد الإجمالي للضحايا نظرا لأن التقارير تتحدث عن مهاجمة قرى دون تقديم السياق الذي تم فيه ذلك وعدد الضحايا. وعلى الرغم من عدم القدرة على التوصل إلى أرقام بعينها قالت وولف إن نتائج الفريق ما زالت دقيقة على الأقل من ناحية سرد الوقائع بسبب تقارير الطرف الثالث التي تخرج من سورية.

وقتل 20 في المئة على الأقل من النساء اللاتي شملهن التقارير بعد الاعتداء وهو أسلوب كثيرا ما يستخدم في مناطق الأزمات لإظهار السيطرة الكاملة على العدو. وقالت وولف “استغلال جسد المرأة ثم التخلص منه هو الوحشية الكاملة”.

وأسست وولف وغلوريا ستاينم جماعة “نساء تحت الحصار” وهو مشروع تابع لمركز إعلام المرأة لتسليط الضوء على استخدام الاغتصاب كأداة حرب ودفع الحكومات للتدخل خلال الصراعات التي يجري فيها استغلال النساء. وستاينم صحافية أميركية ونشطة في مجال حقوق المرأة.

JoomShaper