سوريا يا حَبِيْبَتِي مِنْ أينَ لي…أنْ آتي إِلَيْكِ و كلُّ نسْرٍ يُجْرِمِ…
و اللهِ ما كنتُ بِلَيْلِ الغُربَةِ…دارٍ و لكنَّ الوَحيدَ بِعالِمِ…
آهٍ ألا يا ظالِماً ما همُّكَ…إذْ عِنْدَكَ فَرْحٌ و عِرْسٌ من دَمي…
كَمْ كُنَّا نَهْواكَ لكِنَّ ظُلْمَكَ…عَارٌ عَلَيْنا مَنْ يَهْواكَ يُرْجَمِ…
و سَكَبْنا وَثْقَنا فيكَ و ما خِلْنا…أنَّ الوُثُوقَ في كَأْسِكَ المُتَهَدِّمِ…
جانٍ يَجِنُّ بِجَنَّةٍ تَجْنِي الجَّنَى…جانَتْ بِجِنِّ جُنُونِ ذا المُتَجَمِّمِ…
لا يَرْحَمُ الرَّحْمانُ مَنْ يَضْري بِنا…مُتَبَسِّمٌ أنتَ لِكُلِّ مُبَسَّمِ…
و بَعيدَةٌ عنِّي أراضِي حبيبتي…أحبيبتي سوريّا لَسْتُ بِمُجْرِمِ…
بيْضاءُ أتْرِبَةُ الشّهيدِ و دارُه…سوْداءُ مِنْ حُزْنٍ و من مُتَآلِمِ…
أشْجارُها مالَتْ لِكُلِّ رياحِها…بِتُرابِها حَضَنَتْ ثِمارَ الموْسِمِ…
و عُيونُها ترْوي بلا أنْ تُلْمَسَ…ما بالُكمْ إذ تروي كلَّ العالَمِ…
كَرٌّ و فَرٌّ في الحواري و ما بِكمْ…لا إخوةً بالعُرْبِ بل بِالمَقْلَمِ…
هذا و قد عارَكْتُمُ لِقَضِيَّتِي…ذُوقُوا العَذابَ فَعُمْرُكُم ما ذُقْتُمِ…
و اسْأَلْ عنِ الأحْرارِ فِي سُورِيَّتِي…تَجِدِ الرِّجالَ بِوِدِّهم لَمْ تَظْلُمِ…
لا قائِداً إلَّا الحَبِيبُ مُحَمَّدٌ…مَنْ قادَهُ الظُلَّامُ قد يَتَسَمَّمِ…
إيمانُنا باللهِ حقَّقَ نَصْرَنا…فَلَقَدْ صَبَرْنا كَافْتِراسِ الهَيْثَمِ…
إنْ تَسْألِ الأطْفالَ ما حالُ الوَطَنْ…قالوا عَليلٌ و القُلوبُ تُلَمْلَمِ…
دِمَشْقُ يا ذا الشَأمِ و الخَيْراتِ و ال…رِيْحِ المُعَذِّبَةِ العَدُوِّ الظَّالِمِ…
قِدْسَيَّا و الدَّارُ البَعِيدَةُ فَوْقَها…العُمْرُ فِيها في التُّرابِ القَشْعَمِ…
و ذَكَرْتُهم في غُرْبَةٍ لَسْتُ بِها…إلّا الوَحِيدَ بِذِكْرِكُم بِتَآلُمِ…
أَوْقَفْتُ نَفْسي في طِلالٍ كاذِبة…كَيْ أُشْفِي صَدْراً أُغْلِلَ بِتَراكُمِ…
حُزْنٌ و هَمٌّ و الكَآبَةُ مَوْطِنِي…فأَذَقْتِنِي مَعْنَى الفِراقِ العَلْقَمِ…
و تَذَكَّرِي أنِّي وَحِيدٌ و اعْلَمِي…و تَذَكَّرِي أنَّي بَعِيدٌ و اعْلَمِي…
هِبَةُ الرَّحِيمِ تَمُوتُ لا مَحْبُوبَتِي…هِبَتِي من اللهِ الحَبِيبَةُ و الدَّمِ…
مِنْ بُعْدِ آلافِ البِلادِ أَسْمَعُ…جُرْحاً لإخْواني بِكُلِّ مُنَعَّمِ…
زُفَّ الشَّهيدُ بِوَرْدَةٍ و تَنَاقَصَت…زَفَّاً بِكُلِّ قَريبَةٍ مِنْ أَرْحُمِ…
عُودِي كَما كُنتِ دِمَشْقُ حَبيبَتي…فَتَلاحَموا أنتم و أنتِ تَلاحَمي…
لا سَهْرَةً تُشْفِي غَليلَ صَدْرِيَ…في بَلْدَةٍ تَأْوِينِي مِثْلَ المَيْتَمِ…
إنَّ السِّهامَ السَّاكِنينَ بِمَوْطِني…كالنَّارِ تُغْلِي صَدْرَ حُرٍّ حازِمِ…
عُرْبٌ فَتَبَّاً لِلْعُرُوبَةً إنْ تَكُنْ…صَمْتاً يُقَوِّي قَلْبَ شَخْصٍ مُجْرِمِ…
أعْرابُ أنتم تَبَّاً لِلْأُخُوَّةِ…إن كَانَتِ الثَوْراتُ منكم تُهْزَمِ…
إِخْوانُ مِنْ فِلَسْطِينَ الشَّقِيقَةِ…ثَارُوا مَعَ الأحْرارِ سُوْرِيِّ الدَّمِ…
ضُبِّي ضِبابَ ضَبَابِهم و تَضَبْضَبي…و تَلَمْلَمِي تَلَمْلَمِي تَلَمْلَمِي…
يَا رَبِّي أَنْتَ فِي القُلُوبِ و تَعْلَمُ…مَا صَابَنا فِي سُوْرِيا هَيَّا ارْحَمِ…
يَاْ جَيْشَنا الأحْرارَ قَسُّوا قُلُوْبَكُمْ…دُكُّوا مَدَافِعَ حِقْدِهِمْ بِتَهَزُّمِ…
يَاْ حُرَّنا حَارِبْ و لا تَرْحَمْهُما…حَيَّاكَ رَبِّي يا أَخِيْ هَيَّا اعْدِمِ…
رَبَّي رَجَاءً احْمِ جَيْشَنا الحُرَّ…و احْمِ أخَي و الأُخْتَ لا لا تَنْقِمِي…
ثُوْرُوا و لا تَسْتَنْجِدُوا بِالعُرْبِ لا…صَبْرَاً جَمِيْلاً حَتَّى لَوْ كَالعَلْقَمِ…
إنْ شَاْءَ رَبِّي بَعْدَ نَصْرٍ قَادِمٍ…حُجَّاجُ بَيْتٍ قَدْ سُقُوا مِنْ زَمْزَمِ…
سوريّا عُودِي للرَّنيمِ و حُسْنِهِ…فَتَرَنَّمِي سُورِيَّتِي و تَرَنَّمِي…
مسْتَوطِنٌ بِكَآبَتي لا مَوْطِني…و النّاس لا تَدْري بِلَيْلي العاتِمِ…
————-
وحيد هبة الله
سوريا حبيبتي
- التفاصيل