إعداد/ بدرالدين حسن قربي
ختــــــام بنت محمد حسين بنيان فتاة سورية من مواليد 1992، مقيمة مع أهلها في السعودية منذ ثلاثة عشر عاماً. جاءت إلى سوريا بقصد دراسة الحقوق في جامعة دمشق. مشاركتها في تجمع سلمي شبابي في منطقة باب سريجة في قلب العاصمة دمشق يوم 22-11-2012 احتجاجاً على تواصل القتل والتدمير المتواصل لمدن وبلدات سوريا، ومطالبةً بحرية المعتقلين، وحملها للافتة كتب عليها (فقط في سوريا يُعْتَقل العقل المفكر)، تسبب باعتقال قوات الأمن لها، ثم تمّ إطلاق سراحها في 9 كانون الثاني/يناير 2013 . وفي نهاية الشهر نفسه كتبت بعض حكايتها، تقول فيها:
اثنان وعشرون يوماً مضت على خروجي من المعتقل أو ما أسميتًه بالـجحيم الملتهب، وأنا في حالة أقرب إلى حالة الهستيريا المطلقة مما حدث. أسئلة الناس من حولي لم تتوقف، " اي بتمرء .... " " عادي هو أول كم يوم وبتنسي". لم تمرّ ولم أنس ما حدث ويحدث إلى الآن وإلى هذه اللحظة.
لم أنس " أم تيم " ابنة الخمسة وعشرين ربيعاً، عندما استدعاها النقيب الى مكتبة الساعه الثانية ليلاً، لتعود لنا في حالة صدمة بعد اغتصابها بوحشية للمرة الثانية على التوالي. لم أنس وجهها .. دموعها .. تضرعها إلى الله.
لم أنس وجه " منى الوادي " عندما أخبروها بأنه سيتم إعدامها في اليوم الثاني عند العاشرة صباحاً.
لم أنس صوت " ولاء الكيال " ابنة العشرين عاماً عندما قالت لي : " شوفيلي ضهري .. ضربني على ضهري ". لم أنس آثار الضرب والكدمات على ظهرك يا ولاء..!
لم أنس انتفاض جسدك يا " إلهام" من بلدة الموحسن، عندما جاءتك نوبة الصرع للمرة الأولى، لم أنس عندما انهال السجان عليك بالشتم : " متْمَثْلي ... قومي وليييه " ونحن نتوسله أن يأتي لنا بدوائك.
لم أنس أم الآووش " ثناء سلمان " ذات الـخمسة وأربعين عاماً
عندما انقطع عنها التنفس نتيجة " الجلطة ".
لم أنس صراخنا وطرقنا على الباب من أجل إحضار الطبيب لكِ، ولاحياة لمن تنادي. دموعك المنهمرة من أجل أطفالك ... لم أنساها يا أمي يا أم الآووش (القاووش).
أم تيم .. منى الوادي .. ثناء سلمان .. إلهام ( من الموحسن )، سارة حسين .. سميرة الشاغوري .. عبير خزندار
هؤلاء مازالو يقبعون الى يومنا هذا ضمن الجحيم الملتهب
وجوههم التعبِة تحاصرني ... آلامهم لم تفارق مسامعي. إنهم في كل مكان ... ينادون .. يصرخون. ليس لديهن من يوصل صوتهن إلا من كان معهن وخرج بقدرة الله وفضله. لن ننساهن ..!! إنهن أموات أحياء خلف القضبان. فكن معهن ياالله..!!
قصة المعتقلة المحررة، ورغم أنها من أبسط القصص فيما يواجه السوريات في سجون القمع والاستبداد، فإنها وهي كذلك، تصرخ في وجه نظام الأسد للرحيل من حياة السوريين إلى الأبد. يا سفّاح مانريدك، ياجزّار مانريدك، يابشّار مانريدك. ارحل عنّا مانريدك..!!
http://www.youtube.com/watch?v=p27vS42wmZM&feature=player_detailpage
http://www.youtube.com/watch?v=m1d97dMwrFI&feature=player_detailpage