فادي الداهوك
لم ينسَ السوريون يوم أول من أمس أن يكرّموا ثائرات سوريا. فيوم المرأة العالمي احتفلوا به على طريقتهم تكريماً لما قدّمته في الثورة السورية.
يقول السوريون إنها أم الشهيد وزوجة المعتقل وصانعة علم الاستقلال وملاك رحمة الثورة، ومن أجلها أطلقوا على يوم الجمعة الماضي تسمية "المرأة السورية الثائرة".
لأول مرة منذ انطلاق الثورة اختلف البعض على تسمية الجمعة حيثُ اعترض ناشطون وهيئات ثورية على عدم طرح تسمية تخص المرأة في التصويت الأسبوعي الذي تطلقه "صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد" على "فايسبوك"، لتكون التسمية شعاراً يرفعه السوريون في كل المحافظات.
أولى الاعتراضات جاءت من "لجان التنسيق المحلية" حيث أصدرت التنسيقيات المنضوية في اللجان بياناً موحداً جاء فيه: "إننا في لجان التنسيق المحلية في سوريا، كالعديد من الجهات الثورية، إذ نغض النظر في معظم الأحيان عن بعض التسميات الهزيلة حفاظاً على وحدة الصفّ، نرى أن كثيراً من التطورات والأحداث تستحق لفت النظر لها بتسمية الجمعة. وسنختار لهذه الجمعة 8 آذار 2013 أن نكرم المرأة السورية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة".
وتأكيداً على دور المرأة في الثورة السورية ومستقبل البلاد أطلقت ناشطات سوريات حملة "أنا هي I am SHE "، وتقول ياسمين مرعي من الفريق القائم على الحملة "كانت الفكرة أن نحشد تضامناً عالمياً مع المرأة السورية، وبدأنا الحملة على فايسبوك وتويتر حيث تم في البداية التواصل مع شخصيات سورية من ناشطين وفنانين وكتاب مثل سميح شقير ومالك جندلي والإعلامي توفيق حلاق ونشطاء من فرنسا وألمانيا وواشنطن والسعودية وتونس، واليوم نحن نتحضر لأول فعالية على الأرض ستكون في غازي عينتاب بتركيا وستليها فعاليات أخرى في اسطنبول".
وحول دور المرأة في مستقبل سوريا تقول مرعي: "خلال الثورة كانت المرأة السورية زوجة شهيد ومعتقلة وناشطة مدنية وتقوم بأدوار إعلامية وطبية وتوثيقية ونريد بعد الثورة أن تكون المرأة السورية العنصر الأساسي لتفعيل موضوع السلم الأهلي لما لها من تأثير ومكانة في المجتمع السوري".
وفي السياق ذاته، أصدر مكتب المرأة في المجلس الوطني السوري بياناً أورد فيه إحصاءات عن ضحايا العنف من النساء، حيث بلغ عدد الشهيدات بحسب البيان 11657 والمعتقلات 4500 معتقلة، كما طالب البيان بأن يكون يوم الثامن من آذار يوم مناصرة للمرأة السورية وهي تحمل جراحاتها مصممة على نيل الحرية والكرامة مهما كلفها من ثمن.
وتحدثت الدكتورة تغريد الحجلي رئيسة مكتب المرأة في المجلس الوطني في هذه المناسبة قائلة: "لم تعد قضية المرأة كونها شريحة في المجتمع ولا هي منعزلة عن قضايا الوطن الكبرى، لأنها غدت قضية الأمة بأسرها، وتغيير الرؤية لهذه القضية سينعكس على مجمل تصورات الرؤى السياسية والاجتماعية والاقتصادية لأي وطن، فالمرأة في الثورة السورية شاركت الرجل بكل فعالياتها فنالها ما نالها جراء هذه المشاركة من قتل واعتقال وتعذيب بل فاقت الرجال مأساة بتعرّضها إلى أقسى درجات العنف النفسي والجسدي، حيث لم يتهاون النظام المجرم عن اعتقالها وتعذيبها وإهانتها واغتصابها، قضية المرأة بكل أبعادها هي قضية سياسية وطنية من الدرجة الأولى، هي قضية المجتمع بأكمله، قضية حياته ومستقبله وفلسفته ومواقفه من المستقبل وهي قضية تشكيل إنسانه الجديد".

JoomShaper