أحرار برس
نشرت صحيفة دير تاغس شبيغل الألمانية الجمعة تقريراً تناولت فيه وضع الأطفال داخل سوريا وخارجها كلاجئين, كما تحدث عن المأساة التي يعيشها هؤلاء الأطفال منذ اندلاع الثورة السورية في الخامس عشر من آذار 2011م, ووفقاً لأرقام منظمة اليونيسيف الخيرية للأطفال فإن ما يقارب من نصف اللاجئين السوريين – مليون لاجئ- هم من الأطفال, أي ما يقارب النصف مليون. إضافة لذلك هناك ما يقارب الـ 2,2 مليون طفل ومراهق سوري يعانون وبشكل مباشر من "الحرب الأهلية" الدائرة على الأراضي السورية, وذلك إما كلاجئين في الخارج أو في سوريا نفسها, حسب ما نقلته الصحيفة عن يوكا براندت, نائب المدير التنفيذي لليونيسف في برلين الجمعة.
* سوريا مأساة الأطفال
سوريا وكما جاء في التقرير أصبحت مأساة للأطفال, فالآثار النفسية الناجمة عن الحرب خطيرة على الأطفال, بسبب معايشتهم ومشاهدتهم لأعمال العنف والتجارب المؤلمة في كثير من الأحيان, وأيضاً فإن واحداً من كل خمس مدارس في سوريا دُمّرت, ومئات الآلاف من الأطفال لا يتمكنون حالياً من الذهاب إلى مدارسهم, جرّاء ما يحدث الآن, و"هذا يهدد مستقبلهم" كما يقول برانت, لأن التعليم هو الأساس لبناء حياة جديدة وهو ما يفتقد إليه أطفال سوريا اليوم. بعد ذلك تطرقت الصحيفة عبر تقريرها لحال مخيم الزعتري في الأردن, حيث نقلت على لسان الرئيس التنفيذي لليونيسيف في ألمانيا كريستيان شنايدر, قوله إن 15 طفلاً يولد كل يوم في المخيم, هؤلاء الأطفال هم لاجئون حتى قبل أن يولدوا ويروا النور في مدينة من الخيام المؤقتة المقامة في الصحراء, ويقصد هنا مخيم الزعتري, الذي يقدم موطناً مؤقتاً لحوالي مائة ألف سوريّ. من جانبها, تحاول اليونيسف جاهدة تقديم الحد الأدنى من الضروريات للأمهات من حفاضات وأغذية وملابس خاصة بالأطفال, أيضاً هناك 23 خيمة ألعاب للأطفال في المخيم, حيث يمكن للأطفال أن يلقوا الراحة, وهذا بالطبع ليس كافياً حسب شنايدر.
* تكاليف الكارثة الإنسانية آخذة بالنمو
وأورد التقرير أرقاماً خطيرة عن معاناة الأطفال في مخيم الزعتري بالأدرن قرب الحدود مع سوريا, حيث أن ما نسبته 60% من اللاجئين في هذا المخيم هم من الأطفال, ومن المليون سوري الذي غادر البلاد ونصفه من الأطفال, كان بينهم حوالي ألف طفل هربوا دون مرافقة من أحد الوالدين أو أحد الأقارب. ليقرع بذلك اليونيسيف جرس الإنذار من هول المعاناة والمأساة, فدعت بإلحاح للتبرع العاجل بالمساعدات الإنسانية إلى سوريا والدول المجاورة التي يتواجد فيها اللاجئون من سوريا. "الحرب الأهلية" في سوريا تدخل عامها الثالث اعتباراً من 15 آذار الجاري, وتكلفة الكارثة الإنسانية هناك آخذة بالنمو, لذلك فإن حاجة اليونيسف لتغطية تكاليف النصف الأول من السنة هي 150 مليون يورو, لكنه لم يتم تمويل ما نسبته الخمس منها حتى الآن, في الأردن مثلاً وصل التمويل لنسبة 10% فقط حسب ما نقلته الصحيفة.
بدوره حذر تيد شايبان رئيس لجنة الإغاثة في اليونيسيف, إلى خطر انهيار شبكات مياه الشرب في مخيمات اللاجئين بالأدرن, ليس هناك فقط بل في بعض المدن السورية الكبرى مثل حلب وحمص أيضاً, ما يهدد بتفشي الأمراض والأوبئة نتيجة ذلك, حيث انتشرت في الآونة الأخيرة حالات من الجرب والإسهال. تزامناً مع ذلك, أعلن ديريك نيبل وزير التعاون الاقتصادي والتنمية الألماني أول أمس الجمعة, أن بلاده ستراجع خياراتها للبحث عن جهات متبرعة إضافية قائلاً "أعتقد أنه يمكننا تقديم شيئ ما", فالحكومة الألمانية قدمت دعماً وصل إلى 30 مليون يورو, وهي واحدة من أكبر الدول الداعمة لعمل منظمة اليونيسف في سوريا كما جاء في التقرير.

JoomShaper