د/ عامر أبو سلامة
استحقاقات وضرورات
في 27/ 5/2013/ تنطلق هذه الحملة العالمية، تحت شعار( سورية تناديكم) لمناصرة القضية السورية، والوقوف إلى جانب الشعب السوري، في محنته، وتستمر حتى 2/6/2013/.
ولا يخفى على أحد كبر مصاب الشعب السوري، في محنته التي يمر بها، دفاعاً عن البلد والنفس والدم والعرض والقيم والمباديء، باحثاً عن حريته وكرامته واستقلاله وإنسانيته، التي أبى نظام العصابة المتلسلط على رقاب أبناء الشعب السوري، على مدى خمسين عاماً، إلا أن يحرم الشعب السوري منها، بكل الوسائل، وبالأساليب المختلفة.
ومن ميزات الحالة الراهنة، وجميل أدائها، وروعة تعاطيها مع الواقعة، أن شعب سورية بجملته العامة، هو صانع القرار في مواجهة هذا النظام العصابة، فالثورة ثورة شعب، وليست ثورة حزب أو جماعة، أو طائفة من الناس، وهذا كله له مؤشراته واستحقاقاته، التي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار، لكل مراقب للحدث، أو فاعل فيه، حتى لا يحرف المسار، أو تحرف عربة المسيرة التي أراد لها أصحابها، غير الذي يريد هؤلاء الذين يبحثون عن مسارات أخرى، أو يدخلوها في خانات ليست في حساب شعب سورية، أو حتى خطرت لهم على بال.
( سورية تناديكم)...
بعد قريب من مائة ألف شهيد، يدعوكم واجب المناصرة للوقوف إلى جانب إخوانكم، في سورية الجريحة، المنكوبة بهذا النظام العصابة المجرم.
( سورية تناديكم)
بعد مئات الألوف من اليتامى.
( أنا وكافل اليتيم كهاتين).
( سورية تناديكم)
ورائحة الدم في كل زاوية، وصناعة الخوف في كل بقعة، وهدم المنازل في كل حارة وقرية ومدينة، وحرق المزارع والمتاجر، لم يسلم منها إلا النزر اليسير.
( سورية تناديكم)....
حرائرها في خطر، ودموع نسائها، لا تتوقف، واستغاثات المعذبات، لا تعرف الهدوء.....
( فهل من معتصم؟؟).
( سورية تناديكم)
في زمن الخذلان العالمي، والتفرج الدولي، والبرود المذهل تجاه هذا الحدث المريع!!!! وجهد الطيبين، وما بذلوا وما قدموا- رغم كثرته- لم يسد الرمق، ولم يخلخل المعادلة، ولم يحم العرض، وعلى كل حال شكراً لكل من وقف مع شعب سورية من أصحاب الغيرة والنخوة، وقدموا وبذلوا وضحوا، من كل أنحاء العالم، ولو بشق تمرة، أو شطر كلمة.
( ومن لا يشكر الناس، لا يشكر الله).
( سورية تناديكم)....
بعد ملايين النازحين واللاجئين والمهاجرين، في الخيام وفي العراء، وحول منابت الشجر، يبحثون عن رغيف خبز وبطانية، وما زال المجتمع الدولي يفكر في الحل!!! ويبحث عن مخرج؟؟؟!!!!!
( سورية تناديكم)
وقد هدمت المساجد، ودكت المعابد، وخربت المعالم، واعتقل العلماء، واستشهد كثير منهم، وضربوا في داخل بيوت الله، وفيها مزقت المصاحف، وديس عليها.
( سورية تناديكم).....
وقد قال الله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى)..ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول: ( من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته).
( سورية تناديكم)...
حتى توؤي نازحاً أو لاجئاً، وتطعم جائعاً، وتكسو من يحتاج لذلك، أو تقدم له ما يحمي الدم، ويحفظ العرض، ويقي المال من التلف، أراد لسورية شبيحة النظام العصابة، أن تحترق، رحم الله من ألقى دلواً على النار لتنطفأ.
( سورية تناديكم)
فمئات الألوف، من الجرحى ينتظرون قارورة دواء، أو طرفاً صناعياً، أو عملية عاجلة، فالمصاب أليم، والكارثة كبيرة، فأين أشقاؤنا العرب، وإخواننا المسلمون، وأحرار العالم؟؟؟
بالتعاون نتجاوز المحنة.....
بالتكافل نصنع البسمة.....
بالتعاضد نبني الحياة....
بالمساندة نقضي على الخمول.....
بالعمل لصالح المظلومين، نقهر الظالمين....
بروح الإيثار، نهدم جدران الأنا، والانكفاء على الذات، بالشعور بعذابات الآخرين، نمضي لرفعها عنهم، بالمشاعر الإنسانية، تشرق الدنيا، بتبني قضية عادلة، يتحقق العدل، وترفع راية الفضيلة، وتتكون منارات الأمل، وتتشكل صوامع العطاء ذخراً للخير، وتصرخ الدنيا بملء فيها، أني ما زالت بخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
( سورية تناديكم)...
- التفاصيل