يميل العديد من الشباب والشابات ممن يرغبون في خفض أوزانهم إلى تجنّب تناول الشوكولاته لما يعتقدون به بأن الشوكولاته سوف تزيد من وزن الجسم ولن تساعدهم في خسارة أي وزن. وحقيقة الأمر بأن هذا المنطق غير مرغوب به في ممارساتنا الصحية السليمة لأن الخبرات الغذائية والأبحاث السريرية أثبتت عكس ذلك.
وعادة ما ينصح بتناول الشوكولاته في النظام الغذائي المعني بكل من خسارة الوزن وفي الحفاظ على الوزن المفقود لأن تناولها يبث روحا إيجابية فينا، ويساعدنا على الاندماج في جلساتنا بدون تقديم أعذار حول "ما بقدر آكل شوكولاته، عامل دايت!".
وتشير أحدث الدراسات الأوروبية إلى أن تناول قطعة من الشوكولاته يوميا يعكس حالة من الشبع والامتلاء في مجمل اليوم ويقلّل من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحلوة والمالحة والدهنية، بعكس ما يتم تداوله في جلساتنا بل وإقناع الآخرين به.
وتأتي ممارسة الابتعاد أو منع تناول قطعة من الشوكولاته في اليوم عند الرغبة في خسارة الوزن أو الحفاظ عليه إلى ولادة عادة جديدة ونشأة حالة نفسية لدينا، مما يتسبّب في الإقبال على تناول كميات كبيرة من الشوكولاته فور الانتهاء من البرنامج الغذائي، أو عند توفّر فرصة لأخذ قسط من الراحة منه.
وتخلق هذه الممارسة فرصة لدخولنا في حلقة مفرغة من مقياس عدم تناول الشوكولاته إلى تناولها بشراهة، وفي كثير من الأحيان لا تكون ظاهرة مع العائلة والناس بل في الخفاء، مولّدة بالتالي مشاعر سلبية من الندم والكآبة وفقدان الثقة بالنفس والعصبية والحزن والانطوائية والتي بدورها تحفّز تناول المزيد من الشوكولاته أو النهم في مختلف أنواع الأطعمة.
وتشير الدراسات أيضا إلى أن تناول الشوكولاته من شأنه أن يساند الحفاظ على قلب صحي لأن الشوكولاته غنية بمادة الفلافونات، وهي نوع من أنواع المواد المضادة للأكسدة الضرورية لصحة قلبنا وأوعيتنا الدموية. وتشير بعض الدراسات والتقارير إلى أن الفلافونات في الشوكولاته السوداء خاصة قادرة على المحافظة على صحة القلب وصحة الأوعية الدموية المغذية للقلب.
وتأتي الفلافونات من حبوب الكاكاو، ويختلف محتوى مادة الفلافونات باختلاف نوع الشوكولاته ومحتواها من الكاكاو؛ إذ تعد الشوكولاته السوداء غنية طبيعيا به نظرا لاحتوائها على كمية غنية من الكاكاو، بينما تعد أنواع الشوكولاته المصنوعة من حليب الشوكولاته فقيرة به، وهي غالبا ما تكون من أكثر الأنواع استهلاكا ووفرة في الأسواق.
ورغم أن الشوكولاته هي نوع من أنواع الدهون، ولكننا نعتبر تناولها باعتدال صحيا ومفيدا لصحة الوزن والقلب والمزاج ولزيادة قدرتنا على التمتّع باتباع نظام غذائي صحي. ويكمن مفهوم الاعتدال في تناول الشوكولاته نظرا لأنها عادة ما تكون غنية بالسكر والدهون والسعرات الحرارية؛ إذ إن استهلاك كمية كبيرة من الشوكولاته يؤدي إلى زيادة في الوزن، وارتفاع في كل من مستوى السكر والدهون في الدم، بينما يوفر استهلاك كمية قليلة من الشوكولاته -على الأقل مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع حسب الدراسات- فرصة أكبر للالتزام بحمية غذائية صحية ومخفّضة للوزن بدون التأثير على مستوى كل من السكر والدهون في الدم، خاصة لدى الفتيات والنساء. كما يسهم تناول الشوكولاته أيضا في الحفاظ على الوزن المفقود بعد خسارته. ويشكّل الاعتدال تناول قطعة من الشوكولاته بحجم إصبعين أو بوزن 20 غراما من الشوكولاته في المرة الواحدة.
وثمة بعض الحالات المرضية؛ مثل حالات اضطراب خفقان القلب، التي ينصح بها توخي الحذر من تناول الشوكولاته بصورة يومية نظرا لاحتوائها على مادة الكافيين المنبهة، إضافة الى من يعاني من ارتفاع في مستوى فوسفور الدم؛ لأن بعض أنواع الشوكولاته تحتوي على كمية جيدة من الفوسفور.
استشارية التغذية الطبية والعلاجية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.