ليما علي عبد
موقع الصفحة الرسمية للدكتور أشرف الصالحي، اختصاصي الأمراض النفسية والإدمان، مصابي اضطراب الشخصية الوسواسية بتميزهم بدقة التنظيم والتخطيط والاهتمام الشديد بأدق التفاصيل وصغائر الأمور.
ويتسم هؤلاء المصابون بعدم المرونة النفسية، علاوة على الصرامة والتزمت في تنفيذ القوانين. كما أن لديهم نزعة إلى الإفراط في النظام. فهم عادة ما يجابهون الصعوبات في القيام بالمهام، وذلك نتيجة لنزعتهم إلى الكمال. فهم يهتمون بأن تنجز مهامهم على أكمل وجه، حتى في أصغر وأدق تفاصيلها. كما أنهم يجدون صعوبة بالاشتراك مع الآخرين في العمل أو تسليمهم لأعمالهم، وذلك لحرصهم المفرط على إنجاز الأعمال بالطريقة المخطط لها وخوفهم من أن يقوم الآخرون بالخروج عنها. وذلك فضلا عن عدم تقبلهم للتغيير والعفوية.
ويشار إلى أنه من الملائم أن يعمل مصابو هذا الاضطراب في المهن التي تتطلب الكثير من الدقة في التفاصيل، منها إدارة ورقابة الحسابات، غير أنهم يكونون عرضة للإصابة بالاكتئاب في الظروف والأوضاع التي تتطلب الخروج عن الرتابة، حتى وإن كانت ناجمة عن تلقيهم ترقية في مكان العمل.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك خلطا بين اضطراب الشخصية الوسواسية واضطراب الوسواس القهري. أما الفرق بينهما، فهو أن مصابي اضطراب الشخصية الوسواسية لا يقومون، بشكل قهري،بأعمال معينة وتكرارها مرة بعد مرة، منها غسل الأيدي بشكل متكرر من دون الحاجة واقعيا لذلك. لكن ما يميزهم هو النزعة إلى الكمال وتفضيله عن أي شيء آخر. كما أنهم يشعرون بالقلق والتوتر الشديدين إن لم تسر الأمور على أكمل وجه، وذلك من وجهة نظرهم.
وحسبما يمكن توقعه، فإن مصابي هذا الاضطراب يجدون صعوبة في علاقاتهم مع الآخرين، وذلك لما يضعونه من متطلبات عليهم، سواء أكانوا أصدقاء أو أزواجا أو أبناء أو غير ذلك. مع ذلك، فهم قادرون على عيش حياة طبيعية وتكوين عائلات والالتزام بأعمالهم.
أما عن العلاج، فقد ذكر موقع psychcentral.com أن مصابي هذا الاضطراب، حالهم كحال معظم مصابي اضطرابات الشخصية، يلجؤون إلى العلاج بسبب أمور أصبحت مثقلة عليهم لدرجة أن مهارات السيطرة والتحمل لديهم قد فشلت بالتعامل معها. فعلى الرغم من أن هذه المهارات عادة ما تنجح مع المصاب للتقليل مما لديه من توتر ناجم عن أعراض هذا الاضطراب، إلا أنها تفشل في بعض الأحيان.
ويذكر أن علاج هذا الاضطراب يركز على تحسين الأعراض على المدى القصير ودعم أساليب السيطرة لدى المصاب، فضلا عن تعليمه أساليب جديدة. أما عن العلاج طويل الأمد، فهو يعني تغيير شخصية المصاب، الأمر الذي يعد صعبا، كون هذه الشخصيات تقاوم التغيير.
أما عن الأساليب العلاجية المستخدمة لهذا الاضطراب، فأهمها العلاج النفسي. أما العلاج الدوائي، فغالبا ما لا يلزم إلا إن كان لدى المصاب اضطراب آخر. لكن الأدوية التي تستخدم في علاج الوسواس القهري من مجموعة المثبطات الانتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين، منها الفلوؤكسيتين، المعروف تجاريا بالبروزاك، قد يكون لها دورا في تخفيف الأعراض.
اضطراب الشخصية الوسواسية: تعريفه وعلاجه
- التفاصيل