ليما علي عبد
وجدت دراسة حديثة أن علاج الأرق المستمر بنفس وقت علاج الاكتئاب يضاعف احتمالية التخلص من الاكتئاب، وهذا بحسب موقع WebMD الذي عرف الأرق الذي اعتمد في هذه الدراسة بأنه مرور شهر كامل على الشخص من دون أن يحصل على نوم كاف، ما أثر على عمله وحياته العائلية وعلاقاته مع الآخرين.
ويذكر أن الأطباء قد وجدوا، منذ زمن طويل، رابطا بين هذين الاضطرابين، غير أن العديدين يعتقدون أن الاكتئاب يؤدي إلى الأرق. أما الآن، فإن الخبراء يشتبهون بأن اضطرابات النوم تسبق الاكتئاب في بعض الأحيان.
وتجدر الإشارة إلى أنه في حال تأكيد الدراسات الجارية هذه النتائج، فستحدث تغيرات جذرية في علاج الاكتئاب، حيث ستكون التقدم الأكبر في هذا المجال منذ اكتشاف الفلوؤكسيتين العام 1987، وهو دواء مضاد للاكتئاب يحمل الاسم التجاري بروزاك.
وقد علقت على ذلك كولين كارني، وهي القائمة الرئيسية على هذه الدراسة، مشيرة إلى أنه يجب تدعيم علاج الاكتئاب بعلاج آخر يركز على الأرق.
أما الدكتور ستيفين فاينسيلفر، وهو مدير قسم النوم في كلية طب جامعة سيني، فأوضح أن الاكتئاب والأرق هما اضطرابان شائعان وعادة ما يتفاعلان معا. وأضاف أنه من الواضح أن الاكتئاب يسبب القلق كما أن القلق يسبب الاكتئاب. فهناك دلائل فعلية على أن الأرق يسبق الاكتئاب بسنوات لدى البعض. وهذا يدل، في هذه الحالات، على أنه إما أن يكون الأرق قد أدى إلى الاكتئاب أم أنه العرض المبكر له. أما الدراسة الحالية، فتشير إلى أن علاج الأرق، وتحديدا بالعلاج السلوكي، يحسن أعراض الاكتئاب بشكل ملحوظ. وقد استخدم لهذه الدراسة علاج ينقسم إلى أربع جلسات من العلاج النفسي (العلاج بالكلام) خلال ثمانية أسابيع. وخلال الجلسات، كان المعالج يعطي بعض التعليمات للمصاب، منها وضع وقت محدد للاستيقاظ والالتزام اليومي به؛ وترك السرير في حالة عدم القدرة على النوم واللجوء إلى القراءة، على سبيل المثال، مع تجنب تناول الطعام؛ وتجنب أخذ قيلولة خلال اليوم.
ويذكر أن هذه النتائج تمثل شعاعا من الأمل لدى العديد من مصابي الاكتئاب. فهذا الأسلوب العلاجي للأرق قد يفضي إلى تقدم هائل في علاجه.
أما في ما يتعلق بالدراسة، فقد وجد فريق بحثي من جامعة رايرسون في تورونتو أن الاكتئاب قد تحسن، وبشكل كبير، لدى من تجاوبوا مع عﻻج الأرق. إذ تبين أن نحو 90 % من مصابي الاكتئاب الذين تجاوبوا مع علاج الأرق المذكور أعلاه قد شفوا من الاكتئاب بعد شهرين من استخدام بعضهم لمضاد اكتئاب والبعض الآخر لدواء كاذب، وهو دواء مشابه لذلك الذي تجرى دراسته، لكن من دون أن يحتوي على مادة فعالة. وهذه النسبة تعادل ضعف ما كان عليه الوضع لدى من لم يتجاوب الأرق لديهم مع العلاج. ومن الجدير بالذكر أن دراسة صغيرة أجريت في جامعة ستانفورد قد أظهرت نفس النتائج.
علاج الأرق يسهم بالتخلص من الاكتئاب
- التفاصيل