تتيانا الكور
تنتشر لدى كثيرين عادة استعمال الملينات المنبهة من أجل التخلص من الإمساك والوزن الزائد.
وتعد الملينات المنبهة أحد أنواع الملينات المتوفرة في الأسواق والتي تتميز بقدرتها على التأثير على حركة القولون من خلال إثارة خلايا جدار القولون، ما يتسبب في تسريع عملية دفع ما تبقى من الغذاء المتجمع في القولون إلى خارج جسمنا. ومن أمثلة الملينات المنبهة هي زيت الخروع، السينا، النبق، الألوفيرا، وبعض الأدوية التجارية التي تحتوي على مادة ترايفينيل ميثان أو مادة الأنثراكوينون.
وتحتل الملينات المنبهة قائمة التحذيرات الصحية إذ يجب أن نتوخى الحذر لدى استعمالها لأنها تسبب خللا في توازن كل من الأملاح والمعادن في جسمنا، مثل الصوديوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم والفوسفور الضرورية لسلامة عضلاتنا وجهازنا العصبي، خاصة عضلات وأعصاب القلب والقولون، فأي خلل في توازن كل من الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والفوسفور يتسبب في خلل ما في أعضائنا الحيوية كالقلب والقولون.
إضافة لذلك، تسبب الملينات المنبهة الجفاف، خاصة عند عدم شرب كمية كافية من الماء والسوائل خلال اليوم. ويؤدي الجفاف الشديد إلى الرجفة، الضعف، ضبابية الرؤية، الإغماء، وفي أشد حالات الجفاف، قد يسبب الفشل الكلوي والموت. وغالبا ما يتطلب معالجة الجفاف التدخل والعلاج الطبي.
ويزيد استعمال الملينات المنبهة من اعتماديتنا على تناول الملين المنبه فنفقد بالتالي قدرتنا على الإستجابة لتناول الملين المنبه ما لم يتم تناوله وزيادة الكمية عبر الأيام. كما وتؤثر الملينات المنبهة على أعضائنا الداخلية مسببة الضرر لها إذ تشير أحدث الأدلة العلمية إلى أن الاستعمال المزمن والمفرط للملينات المنبهة قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.
وينطوي العلاج التقليدي للإمساك على تعديل نمط الحياة والغذاء والصحة النفسية والأدوية المتناولة، من خلال زيادة ممارسة الرياضة وتناول الألياف الغذائية بنوعيها القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، مثل تلك الموجودة في الحبوب الكاملة كالنخالة، والشوفان، والبقوليات، والمكسرات، والفواكه والخضار والتمر. اضافة الى شرب كمية كافية من الماء والسوائل، وتنظيم تناول الأدوية المسببة للإمساك ضمن البرنامج اليومي مع مراعاة تاريخ استخدام أي ملين.
ولا ينطوي أو يقتصر حل مشكلة الامساك على تناول التمر والترمس والخبز الأسمر فقط كما يعتقد البعض، انما تعتمد مسألة الحل على تقييم الوضع الصحي والفردي.
ويقتضي استعمال الملينات المنبهة في معالجة الإمساك في حالات معينة وطارئة وتحت إشراف طبي، وعادة ما يتراوح تأثير الملين المنبه خلال 6 إلى 10 ساعات، أما التحاميل والإبر الشرجية، فقد يكون مفعولها سريعا وفي غضون ساعة من الزمن.
وتندرج لدينا ممارسة استعمال الملينات المنبهة من أجل التخلص من السعرات الحرارية غير المرغوب بها، خاصة بعد الانغماس في تناول الغذاء بكثرة والوجبات الدسمة أو الشيبس والشوكولاتة أو الحلويات. وتأتي هذه الممارسة نظير ما يعتقده البعض بأن الملينات المنبهة سوف تعمل على زيادة اندفاعية الغذاء المتناول خلال القناة الهضمية قبل أن يستوعبها الجسم ويهضمها ويخزنها.
وعند الإشارة إلى السند العلمي، فإن فترة تأثير الملين المنبه تتراوح ما بين 6 إلى 10 ساعات، أي بعد أن نكون قد انتهينا من عملية الهضم وتخزين الطاقة. وعادة ما يتبادل الأفراد خبراتهم في الشعور بالخفة والنحول، والمعدة الفاضية، والأمعاء الفارغة لدى تناول هذا النوع من الملينات، ولكن السند العلمي يثبت عكس ذلك بمجرد شرب الماء والسوائل والعودة إلى السلوك الغذائي والنمط الحياتي.
وبالرغم من أن استعمال الملينات المنبهة يعتبر آمن على المدى القصير، وتحت إشراف طبي، ولكنه غير آمن على المدى البعيد إذ إن هنالك تقارير جديدة متفرقة تشير إلى ردود فعل غير اعتيادية للاستعمال المزمن لبعض أنواع الملينات المنبهة (السنا) والتي سجل تناولها وجود التهابات وتقرحات في الكبد.
وكما هو الحال مع جميع أنواع الملينات، يمنع إستعمال الملينات المنبهة لدى من يعاني أو تعاني من اضطراب أو مرض في القولون، مثل التهاب القولون التقرحي، إضافة لمن يتناولون أدوية معينة والتي تؤثر على مستوى البوتاسيوم في جسمنا، مثل دواء الديجوكسين، وبعض أنواع الأدوية المدرة للبول. كما يمنع استعمال الملينات المنبهة خلال فترتي الحمل والرضاعة.

تتيانا الكور
استشارية التغذية الطبية والعلاجية

JoomShaper