أكدت دراسة حديثة أن للرضاعة الطبيعية تأثيراً» إيجابياً» على صحة الأم ولا تقتصر فوائدها على صحة الطفل.
وكشفت الدراسة البريطانية التي أجريت على أكثر من 7000 امرأة تجاوزن الخمسين عاماً أن النساء اللواتي يرضعن أطفالهن طبيعياً أقل عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل، وأثبتت أنه كلما زادت فترة الرضاعة الطبيعية قلت فرص الإصابة بالتهاب المفاصل.
وأكدت النتائج أن الأمهات المرضعات، خاصة اللاتي ترضعن أطفالها لفترة طويلة، تنخفض فرص إصابتها بالتهابات المفاصل إلى النصف مقارنة بالأمهات اللاتي يلجأن إلى الرضاعة الصناعية. وللرضاعة الطبيعية فوائد كثيرة للأم والطفل، حيث يوصي الأطباء بإرضاع الطفل لمدة تصل إلى عامين لأنها تساعد في وقاية الأم من سرطان الثدي وتحمي الطفل من الإصابة بالسرطان وتجنبه التعرض للعدوى المتكررة‏. ولا شك أن فوائد الرضاعة الطبيعية وحليب الأم باتت مثبتة لا جدل حولها، إلا أن دراسة أجراها أطباء في مستشفى بوسطن للأطفال في الولايات المتحدة مؤخراً، أظهرت أن الرضاعة الطبيعية لفترة أطول، ترتبط بتحسين اللغة الاستقبالية في سن ثلاث السنوات، وتحسين الذكاء اللفظي وغير اللفظي لدى الإنسان في السابعة من عمره، بحسب ما نشرت «الديلي ساينس». وتشير نتائج البحث في الخصوص إلى أن الأدلة تدعم العلاقة بين الرضاعة الطبيعية والفوائد الصحية في مرحلة الطفولة، ولكن مدى مساهمة الرضاعة الطبيعية في تعزيز التنمية المعرفية، هو أقل تأكيداً.
الى ذلك.. أثبتت دراسة أميركية حديثة أن للأنسولين تأثيراً مهماً في عملية تكوين الحليب الطبيعي عند الأم المرضع، حيث يزيد الأنسولين من فعالية الغدد المسؤولة عن تصنيع الحليب في الثدي. ونُشرت هذه الدراسة في دورية المكتبة العامة للعلوم «PLOS one»، وبيّن الباحثون أن ما لفت نظرهم لاحتمال وجود تأثير للأنسولين على الرضاعة الطبيعية هو المعلومات والدراسات السابقة التي بيّنت وجود تأخر بإنتاج الحليب بعد الولادة، بالإضافة لانخفاض كميته لدى الأمهات اللواتي ترتفع لديهن عوامل خطر الداء السكري المعروفة مثل السمنة أو زيادة الوزن أو الحمل بعمر متقدم أو ولادة طفل كبير الحجم.
ولطالما تم استبعاد وجود دور للأنسولين في إنتاج الحليب عند الأم، واقتصر الظن بأن دوره ينحصر في تأمين الغلوكوز لخلايا الثدي كباقي خلايا الجسم، ولكن الجديد الذي بينته هذه الدراسة من خلال «المتابعة الجينية وفحص المورثات» أن الأنسولين يزيد من حساسية الغدد المسؤولة عن تصنيع الحليب في الثدي، والتي تحدث نتيجة لتغيرات جينية تطرأ على هذه الغدد وتتفعل بالحمل والإرضاع، هذه الغدد هي المكونة للبروتين والدسم والمواد المغذية الأخرى التي تدخل في تكوين حليب الأم واللازمة للرضيع. (وكالات)

JoomShaper