- مرض التوحد هو أحد الأمراض الاضطرابية العصبية والتي تؤدي الى مشاكل تطورية ونمائية والتي حيرت العلماء في علاجها، وعادة ما تظهر في الأطفال حتى عمر الثلاث سنوات.
فما طرق العلاج الأمثل للتوحد؟ وما الدور الذي تلعبه تغذية مرضى التوحد في العلاج؟
التوحد هو، وفق ما أورد موقع "ويب طب" نوع من الاضطرابات التطورية النمائية التي تعرف طبيا بـ"اضطرابات في الطيف الذاتوي" (Autism Spectrum Disorders - ASD) والتي تظهر عادة قبل بلوغ الطفل سن الثالثة، حيث ينتج هذا الاضطراب عن خلل في الجهاز العصبي، وفق ما أورد موقع "ويب طب"، وهذا الخلل عادة ما يؤثر على وظائف الدماغ ونمو الطفل وسلوكه.
ويعاني مرضى التوحد عادة من من صعوبات في التواصل والعلاقات الاجتماعية المتبادلة، ومشاكل في اللغة والسلوك. وليس هنالك عامل واحد ووحيد معروف باعتباره المسبب المؤكد، بشكل قاطع، لمرض التوحد. وقد تشكل الأعراض التي تصاحب الاضطراب تحديا يتحتم على الأهل والأطفال، على حد سواء، مواجهته. الا أن علاج هذا الاضطراب قد يشكل نقطة تحول ايجابية، وبالتالي قد يبلغ معظم الأطفال الذين يعانون من الاضطراب ليصبحوا فعالين، مفعمين بالحياة وناجحين.
علاج التوحد
الى الآن، نفتقر الى وجود علاج واضح وفعال بشكل مطلق لمرض التوحد، كما تختلف نتائجه من حالة لأخرى، الا أن العلاج المكثف والمبكر قد أثبت دوره في إحداث تغيرات واضحة في حياة مريض التوحد وسلوكه.
وفيما يلي أهم العلاجات الشائعة والمستخدمة للتوحد:
- العلاج بالأدوية: حيث تعد الأدوية المنشطة والأدوية المهدئة من العلاجات الدوائية الأوسع انتشارا اليوم.
- العلاج السلوكي (Behavioral Therapy) والعلاج بالتخاطب.
- علاجات أمراض النطق واللغة (Speech - language pathology).
- العلاج التربوي - التعليمي.
- العلاج الاجتماعي لتعزيز مهارات التواصل وتحسين اللغة.
- العلاج الغذائي بواسطة الحمية الخاصة.
وفي هذا المقال، سوف يتم التركيز على موضوع تغذية مرضى التوحد والحمية الخاصة التي أثبتت العديد من الحالات بأن لها دورا كبيرا في موضوع علاج مرض التوحد وأحرزت تقدما كبيرا ونتائج إيجابية لدى العديد منها، الا أن الباحثين والمختصين ينقسمون الى الآن الى صفين حول هذا الموضوع؛ فمنهم من لا يستطيعون تأكيد أو نفي دور الغذاء ونجاعة هذه العلاجات المتنوعة على مرضى التوحد، ومنهم من ينفي كليا دورها بما أن الأبحاث والتجارب العلمية لم تجد أي تفسير علمي لها.
وأهم العلامات الإيجابية لتطبيق هذه الحمية والتي ظهرت على مجموعة من مرضى التوحد: ازدياد معدل التركيز والانتباه، وتقليل النشاط الزائد والسلوك العدواني وتحسن في عادات تناول الطعام والنوم، وبهذا فقد لا يكون هناك ضير من تجريب هكذا نوع من العلاجات البديلة أو الحميات على مريض التوحد ولو لفترة قصيرة بما أنه ليست هناك أي آثار جانبية قد تحدثها هذه الحميات اذا ما تمت مراعاة موضوع البدائل في تغذية مرضى التوحد وسد أي نقص في الاحتياجات من العناصر الغذائية المختلفة، لملاحظة اذا ما كان هناك تغير إيجابي أم لا.
وتعرف الحمية الغذائية للمصابين بالتوحد بأنها الحمية الخالية في مكوناتها من الحمضين الأمينيين الكازين والجلوتين.
ويعرف الكازيين على أنه البروتين الأساسي المكون للحليب ومشتقاته، أما الجلوتين فهو البروتين الموجود بشكل أساسي في العديد من الكربوهيدرات، وخاصة في القمح والشعير والشوفان. وتبدأ الحمية بشكل تدريجي حيث يتم البدء بإزالة الكازيين من حمية الطفل وبعد فترة من ملاحظة التغييرات الإيجابية على الحالة تتم إزالة الجلوتين. وعادة ما يحتاج الكازيين الى فترة أسبوعين تقريبا حتى يتم تنظيف الجسم منه، بينما الجلوتين يحتاج من خمسة الى سبعة أشهر تقريبا لتخليص الجسم منه.
لقد لاحظت الأمهات اللواتي طبقن نظام تغذية مرضى التوحد على أطفالهن المصابين بالتوحد بأنه مع بدء المباشرة بتطبيق الحمية مع طفل التوحد قد تظهر في الفترة الأولى لتطبيقها بعض الأعراض مثل تكرار التبول والخمول وزيادة العاطفة والبكاء، الا أنه يفضل الاستمرار في تطبيق الحمية لرؤية النتائج المرجوة. وبأنه في حال حدوث أي خلل في اتباع الحمية؛ أي إدخال بعض كميات الجلوتين أو الكازيين، فقد يعاني الطفل من بعض ردود الفعل كزيادة النشاط أو السلوك العدواني.
دور تغذية مرضى التوحد في علاجهم
- التفاصيل