ثناء مصطفى
يؤكد المختصون فى السمنة، أن زيادة الوزن تنقسم إلى نوعين، حسب توزيع الدهون فى الجسم، سواء شكل التفاحة وهو زيادة الدهون فى منطقة الخصر والجزء العلوى من الجسم، أو شكل الكمثرى وهو زيادة الدهون فى منطقة الوركين والفخذين والأرداف.
وربطت الدراسات السابقة نوع التفاحة بمشاكل صحية كالإصابة بأمراض القلب والسكر من النوع الثانى، ونوع الكمثرى بالإصابة بسرطان الثدى.
لكن دراسة أمريكية جديدة وجدت أن نوع السمنة ليس فى حد ذاته عامل خطر على الإصابة بسرطان الثدى، لكن الأهم الوزن الإجمالى للمرأة مقارنة بالطول فيما يعرف باسم مؤشر كتلة الجسم "BMI".
ذكرت هيلث داى، أن الدراسة شملت ما يقرب من 29 ألف من النساء البيض، تم تشخيص 1,880 منهن بسرطانات ثدى على ما يقرب من 11.5 سنة من المتابعة.
تقول مؤلفة الدراسة مايا جاديت، إن ما توصلت إليه أبحاثهم أن نوع السمنة لا يفرق سواء تفاحة أو كمثرى، لكن الأهم هو الوزن الكلى للجسم مقارنة مع الطول، أى أن البدانة تزيد احتمالية الإصابة سرطان الثدى.
إلى ذلك، يعتبر سرطان الثدي أشيع أنواع السرطان المشاهدة لدى النساء، حيث تعتبر واحدة من كل ثمان نساء معرضة للإصابة بهذا المرض. ونظراً لشيوع سرطان الثدي ولإمكانية تحقيق الشفاء في حال كشفه مبكراً فيجب على كل سيدة أن تعرف ما هو سرطان الثدي، وأن تكون على علم بعوامل الخطورة التي تجعلها معرضة أكثر من غيرها للإصابة بهذا المرض، بالإضافة إلى إجراءات الكشف المبكر.

ما هو مرض السرطان؟

يتألف جسم الإنسان الطبيعي من مليارات الخلايا الصغيرة التي تتكاثر وتجدد نفسها لتحافظ على حياة الإنسان. يحدث مرض السرطان حين يخضع نوع معين من الخلايا في منطقة معينة من جسم الإنسان لتبدلات جوهرية داخل الخلية. عند حدوث هذه التبدلات فإن الخلية تتكاثر وتنقسم بشكل خارج عن السيطرة. وينجم عن ذلك تشكل عدد كبير من الخلايا السرطانية الخبيثة التي تبدأ بتشكيل كتلة في مكان بدء السرطان. وبعد ذلك لا تلبث هذه الخلايا أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم لتؤدي في النهاية إلى الوفاة.

ما هو سرطان الثدي؟

سرطان الثدي هو حدوث السرطان في غدة الثدي، وهي الغدة المسؤولة عن الإرضاع لدى الإناث. يحتوي الثدي على غدد مفرزة للحليب وعلى أقنية ناقلة للحليب وعلى أنسجة أخرى، وتتألف جميع هذه الأنسجة من الخلايا. حين تتعرض هذه الخلايا لتبدلات جوهرية وتتحول إلى خلايا سرطانية فإنها تتكاثر بشكل خارج عن السيطرة مما يؤدي إلى سرطان الثدي.

لماذا يعتبر سرطان الثدي مرضاً قاتلاً؟

إن سرطان الثدي، مثله مثل أي سرطان آخر، يمكن أن يؤدي إلى الوفاة. حين تتكاثر الخلايا السرطانية في الثدي فإنها تؤدي في البداية إلى تشكل كتلة صغيرة. ولا تلبث هذه الكتلة أن تكبر تدريجياً خلال أشهر أو سنوات. بعد ذلك تنتقل الخلايا السرطانية إلى عقد صغيرة في منطقة الإبط (تحت اتصال الذراع بالصدر) تدعى بالعقد اللمفاوية. وبعد ذلك تنتقل الخلايا السرطانية عبر الأوعية الدموية لتصل إلى الكثير من أنسجة الجسم. ويؤدي انتشار السرطان في أعضاء الجسم إلى اضطراب عملها وبالتالي حدوث الوفاة.

هل يمكن لسرطان الثدي أن يشفى؟

ربما تبعث المعلومات التي ذكرتها أعلاه على الاكتئاب. ولكن انتبهي: لقد أصبح سرطان الثدي، مثله مثل معظم أنواع السرطان الأخرى، مرضاً قابلاً للشفاء. ولكن حتى يكون الشفاء ممكناً فيجب أن يكتشف السرطان في مرحلة مبكرة. إذا اكتشف السرطان في مرحلة باكرة وحين تكون الكتلة السرطانية لا تزال صغيرة الحجم فإن هناك فرصة كبيرة لحدوث الشفاء بشكل كامل من هذا المرض. ولكن إذا اكتشف المرض في مرحلة متأخرة وكانت الكتلة السرطانية كبيرة الحجم أو إذا انتشر السرطان خارج الثدي فإن فرصة الشفاء تصبح أقل. ولذلك فإن على كل سيدة أن تقوم بالإجراءات اللازمة للكشف المبكر عن سرطان الثدي.

ما فرصة أن أصاب بسرطان الثدي؟

يعتبر سرطان الثدي أشيع السرطانات التي تصيب النساء. فإذا قمنا بإجراء إحصائية لجميع النساء في العالم فإن واحدة من كل 8 نساء سوف تصاب بسرطان الثدي خلال حياتها، وبذلك فإن فرصة الإصابة بسرطان الثدي تبلغ 12% تقريباً.

ما هو عمر الإصابة بسرطان الثدي؟

تقول الإحصائيات بأن العمر الوسطي للإصابة بسرطان الثدي يبلغ 64 سنة. ولكن يجب أن تعرفي أن سرطان الثدي يمكن أن يحدث في أي عمر. رغم أن معظم حالات سرطان الثدي تشاهد في أعمار متقدمة، وخاصة من بعد الستين من العمر، إلا أننا قد شاهدنا الكثير من المريضات اللواتي أصبن بسرطان الثدي في الثلاثينات وحتى في العشرينات من العمر. ولذلك فإن الانتباه لصحة الثدي ومتابعة إجراءات الكشف المبكر عن سرطان الثدي هي أمور أساسية لكل أنثى من بعد العشرين من العمر.

ماذا تعني عوامل الخطورة؟

لقد ذكرنا أعلاه بأن فرصة الإصابة بسرطان الثدي لدى أي سيدة مدى الحياة تبلغ حوالي 12%. ولكن بعض السيدات تكون لديهن عوامل أو حالات معينة تؤدي إلى ازدياد نسبة الإصابة بسرطان الثدي. وبالتالي فإن عوامل الخطورة هي أي عوامل أو حالات تؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بالسرطان لسبب أو لآخر.

لماذا تعتبر عوامل الخطورة مهمة؟

حين يكون لدى السيدة عوامل خطورة معينة للإصابة بسرطان الثدي فإن هذا يعني أمرين:

1 – يجب أن تقوم السيدة بإجراءات فعالة ودقيقة للكشف عن سرطان الثدي في وقت مبكر في حال حدوثه.

2 – يجب اعتبار أن كل شكوى في الثدي هي سرطان حتى يثبت العكس من خلال الفحوص المناسبة.

ما عوامل الخطورة الهامة للإصابة بسرطان الثدي؟

1 – وجود قصة إصابة في العائلة.

2 – قلة الحمول والولادات والإرضاع.

3 – تناول مانعات الحمل الفموية.

ما أهمية الإصابة العائلية في حدوث سرطان الثدي؟

تشير القصة العائلية إلى وجود تبدلات معينة في خلايا الثدي لدى العائلة والتي يتم توارثها بين الأجيال. وهذه التبدلات قد تؤهب لحدوث السرطان لدى بعض أفراد العائلة. وتعتبر القصة العائلية من أهم عوامل الخطورة للإصابة بسرطان الثدي. وكلما كانت درجة القرابة أكبر كلما كانت فرصة الإصابة بالسرطان أكبر. أي حين تشاهد إصابة بسرطان الثدي لدى إحدى قريبات الدرجة الأولى مثل الأم (انظر السؤال اللاحق) فإن فرصة الإصابة بسرطان الثدي لدى البنت تكون أكبر.

ما هي درجات القرابة العائلية؟

تقسم القرابة العائلية إلى درجات حسب هذه القرابة:

1 – القرابة من الدرجة الأولى: تشمل الأم، الأخت، والبنت.

2 – القرابة من الدرجة الثانية: تشمل الجدة، العمة، والخالة.

3 – القرابة من الدرجة الثالثة: تشمل بنات العموم والعمات، وبنات الأخوال والخالات.

والدتي أصيبت بسرطان الثدي حين كان عمرها 40 سنة فماذا يجب أن أفعل؟

إن الكشف المبكر عن سرطان الثدي هو حجر الأساس في الشفاء من هذا المرض.. ولا تختلف إجراءات الكشف المبكر في هذه الحالة عنها في السيدات الأخريات باستثناء البدء بإجراءات الكشف المبكر في أعمار أقل. وينصح بإجراء أول صورة شعاعية للثدي (ماموغرام) قبل خمس سنوات من عمر الإصابة لدى أقارب الدرجة أو الثانية. أي إذا كانت هناك إصابة بسرطان الثدي في العائلة لدى الأم أو الجدة أو الأخت بعمر معين فيجب إجراء أول ماموغرام للثدي قبل خمس سنوات من هذا العمر. وفي الحالة المذكورة في السؤال أعلاه فإن عليك البدء بإجراء أول صورة شعاعية للثدي بعمر 35 سنة. وإذا حدثت مثلاً إصابة لدى الأخت بعمر 35 سنة فإن عليك إجراء أول صورة شعاعية للثدي بعمر 30 سنة وهكذا.

ما العلاقة بين الحمول والولادات وبين سرطان الثدي؟
لوحظ أن الحمل والولادة والإرضاع الطبيعي تشكل عوامل حماية من سرطان الثدي. ولذلك فإن السيدة التي لم تحمل ولم ترضع تبدي فرصة أكبر للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالسيدة التي أنجبت عدة أولاد وأرضعتهم بشكل طبيعي. ولذلك إذا ظهرت كتلة في الثدي لدى هاتين السيدتين فإن فرصة أن تكون هذه الكتلة سرطانية هي أكبر في السيدة الأولى مقارنة بالحالة الثانية. ومن أهم العوامل التي تؤثر على فرصة الإصابة على سرطان الثدي هو عمر الأم عند إنجاب أول أولادها. فاحتمال الإصابة بسرطان الثدي في سيدة أنجبت أول أولادها بعمر 20 سنة هو أقل منه في سيدة أنجبت أول الأولاد بعمر 30 سنة.

هل يؤدي تناول الحبوب المانعة للحمل إلى زيادة فرصة الإصابة بسرطان الثدي؟

تؤدي مانعات الحمل إلى زيادة فرصة الإصابة بسرطان الثدي لدى السيدات اللواتي يتناولن هذه الحبوب لمدة أكثر من 10 سنوات مستمرة قبل الخامسة والثلاثين من العمر. مثلاً إذا بدأت السيدة بتناول الحبوب المانعة للحمل بسن العشرين واستمرت بذلك حتى سن الأربعين فإن ذلك يؤدي إلى زيادة خفيفة في نسبة الإصابة بسرطان الثدي. ولكن مانعات الحمل الحديثة تحتوي على جرعات قليلة جداً من الهرمونات وبالتالي فإن تأثيرها على زيادة نسبة سرطان الثدي هو تأثير مهمل. ولكن يفضل عدم تناول هذه الحبوب واللجوء إلى مانعات الحمل الأخرى إذا كانت لديك عوامل خطورة للإصابة بسرطان الثدي، وخاصة وجود قصة عائلية لسرطان الثدي.

هل يؤدي التدخين إلى زيادة نسبة سرطان الثدي؟

لا يوجد حتى الآن علاقة مؤكدة بين التدخين وبين سرطان الثدي، وبذلك بإمكاننا القول مبدئياً بأن التدخين لا يؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بسرطان الثدي. ولكن عليك ألا تعتبري هذه دعوة للتدخين!!! من المثبت أن التدخين هو السبب الأهم لمعظم حالات سرطان القصبات والرئة (وهو أحد السرطانات القاتلة لأن الشفاء منه صعب)، بالإضافة إلى الدور المثبت للتدخين في عدد من السرطانات الخطيرة الأخرى مثل أورام الفم، البلعوم، الحنجرة، المري، والمثانة.

هل يؤدي التوتر أو العصبية إلى زيادة فرصة الإصابة بسرطان الثدي؟
لم تثبت أي دراسات وجود علاقة مباشرة بين حالة التوتر أو العصبية أو الصدمات العاطفية وغيرها لدى بعض السيدات وبين فرصة الإصابة بسرطان الثدي.

JoomShaper