عمان -الدستور
تكون العادات الغذائية للطفل ما بين عامين وخمسة أعوام غير مستقرة وغير منتظمة في كثير من الأحيان. وعادة فإن وقت تناول الطعام عند الطفل ما بين وجبات أساسية ووجبات خفيفة يكون وقت صراع بينه وبين الأم فيما يتعلق بوقت تناول الطعام والكمية الواجب تناولها وحتى نوعية الطعام التي يتم تناولها ودائما ما تنشأ الخلافات حول تلك الأمور. إن الطفل تكون حاجاته الجسمانية والعاطفية مختلفة عن حاجات الشخص البالغ، وهو الأمر الذي يجب أن تدركه الأم جيدا لتقليل الخلافات حول وجبات الطعام. وبالإضافة لما سبق فإن الطفل في فترة الثلاثة والأربعة والخمسة أعوام تكون لديه آراؤه الخاصة في كل الأمور، وخاصة فيما يتعلق بتناول الطعام. يجب أن تكون السعرات الحرارية التي تدخل جسم طفلكِ سعرات حرارية مفيدة له، ويجب أن يكون نظامه الغذائي مكونا من مجموعة من الأطعمة المفيدة مثل اللحوم اللينة والدجاج والخضروات والحبوب ومنتجات الألبان والفواكه. إن الوجبات العائلية فرصة جيدة لكي تتأكد الأم من أن الطفل يتناول طعامه وتجعله يتعلم آداب المائدة وتشجعه على تبادل أطراف الحديث مع باقي أفراد العائلة. ويجب أن يكون وقت تناول الطعام وقتا دون أي إزعاج أو إلهاءات. على الأم أن تتوقع أن وقت تناول الطعام بالنسبة للطفل قد يكون وقتا غير منظم بعض الشيء، حيث قد يسكب الطفل الطعام وهو يأكل، مع الوضع في الاعتبار أنه يجب كأم ألا تدعي هذا الأمر يشكل نوعا من الضغط عليكِ أنتِ والطفل.
يجب أن يتناول الطفل وجبات خفيفة صحية خلال اليوم، إلى جانب الوجبات الأساسية، مع الوضع في الاعتبار أن الوجبات الخفيفة يجب أن تكون كمياتها صغيرة مع وجوب الاعتماد على الماء بدلا من العصير. إن النظام الغذائي للطفل ما فوق العامين يجب أن يتكون من عناصر قليلة الدهون وقليلة الدهون المشبعة وقليلة الكوليسترول، وهذا يعني أنكِ يجب ألا تستبعدي الدهون تماما من النظام الغذائي لطفلكِ، ولكنكِ يجب أن تختاري الأطعمة قليلة الدهون وإذا كنتِ ستختارين أطعمة بها نسبة دهون كبيرة فيمكنكِ مثلا أن تختاري الأفوكادو والمكسرات.
اعطي طفلكِ الفرصة لتجربة مجموعة من الأطعمة الجديدة وعليكِ أن تجربي الطعام الجديد مع الطفل أكثر من مرة حتى يتعود عليه، مع الوضع في الاعتبار أن الأمر قد يستغرق مع الطفل عدة أشهر حتى يتعود على الطعام الجديد المقدم إليه. على الأم أن تبتعد عن إجبار الطفل على تناول الطعام أو إجباره على إنهاء طبقه لأن مثل تلك الأمور ستؤثر على علاقته بالطعام سلبيا. احرصي على أن تكون الوجبات التي تقدمينها لطفلكِ متوازنة، ومن كل مجموعات الطعام، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل لن يكون ملتزما دائما بنظام صارم فيما يخص تناول الطعام. ويجب أن تعلمي أن الأمراض التي تصيب الطفل قد تؤثر بكل تأكيد على كمية الطعام التي يتناولها وعدد المرات التي يتناول فيها الطعام. على الأم أن تعلم أن الطفل إذا كان يشاهد التليفزيون كثيرا منذ الصغر فإنه سيكون معرضا لأن يكون وزنه زائدا في المستقبل.