ليس هناك مايثير سعادة اى امرأة ويغمرها بمشاعر الفرح والرضا بقدر مايثيره علمها بنبأ حملها، ففى تلك اللحظة قد تشعر انها ملكت الدنيا وماعليها بتلك الهبة التى هباها لها الله كى تمارس بها غريزتها الفطرية وهى الأمومة، الا ان سرعان ما سعادتها تتضاعف بلاشك حينما تعلم انها حامل فى توأم، فعلى الرغم  من ان الفرحة تصبح فرحتين الا ان سرعان مايتملكها شعور بالمخاوف والقلق من هذا الحمل وماذا تفعل كى تمر تلك الفترة بأمان، هذا علاوة على مشاعر الخوف من الولادة، وخاصة اذا كانت تلك التجربة الاولى لها مع الامومة، ثم بعد الولادة تبدأ مخاوف جديدة تظهر حول الاسلوب الامثل للتعامل مع توأميها وماهى التربية الصحيحة لهما كى ينشأ كلا منهما بشخصية مختلفة غير متأثر بالاخر.

فى البداية ترىد. فاطمة عبد الخالق استاذة امراض النساء والتوليد بالقاهرة ان ليس هناك علامات واضحة تستطيع ان تستدل بها المرأة عن حملها بطفل واحد او توأم الا عن طريق الطبيب الذى يقوم بفحص الرحم بالاشعة الفوق صوتية ويستطيع تشخيص الحمل وجنس المولود، الا ان بشكل عام هناك بعض العلامات البسيطة التى قد يختلف ظهورها عند امرأة لأخرى ، ولاتطبق قاعدة عامة لكل امرأة حامل بتوأم ، فأحيانا مايزداد شعور المرأة بالتقيىء والغثيان فى حمل التوأم خلال الاشهر الاولى عن المعدل الطبيعى للحمل فى جنين واحد، أيضا احيانا باجراء تحليل هرمون الحمل فى الفترة الاولى من الحمل يظهر ان الهرمون زائد فى نسبته عن الحمل الطبيعى، اما بعد مرور ستة عشر اسبوعا من الحمل قد تشعر المرأة أيضا بحركة الجنين فى بطنها ولكن بشكل زائد عن الطفل الواحد والاحساس بحركة الجنين يختلف حسب طبيعة الحمل، فالحمل الاول غالبا ماتشعر المرأة بحركة الجنين بعد اتمامها منتصف الشهر الخامس، اما الحمل المتكرر فيكون الاحساس بحركة الجنين خلال الايام الاولى من اتمام الشهر الخامس.

وتضيف د. فاطمة ان هناك نوعين من الحمل التوأمى النوع الاول يطلق عليه التوأم الاخوى الغير متطابق وهو الناتج عن تلقيح حيوانين منويين مختلفين لبوضتين مختلفتين ، فنجد فى هذا النوع ان كلا من الجنينين يحمل صفات وراثية مختلفة عن الاخر ويكون اما جنسين مختلفين او جنس واحد، اما التوأم المتطابق وهو الناتج عن تلقيح حيوان منوى واحد لبويضة واحدة ثم انقسامها لاحقا الى بويضتين ملقحتين ، ثم تبدأ كل بويضة فى اخذ المسار الطبيعى للنمو وتكون الجنين، والذى يكون الجنينين جنسين مختلفين .

اما بالنسبة لكيفية العناية بالتوأمين اثناء فترة الحمل وبعد الولادة ، فيرى د. سعد الدين قناوى استاذ امراض النساء والتوليد ان حمل الام فى اكثر من جنين من شأنه ان يزيد من احتمالات معانتها خلال فترة الحمل عن المعدل الطبيعى للحمل فى جنين واحد، فغالبا ماتجدها تعانى الشعور الشديد بالغثيان وحدوث حرقة فى المعدة وقلة النوم والشعور بالاجهاد والتعب وضيق التنفس وهو مايتطلب منها العناية الكاملة بصحتها طوال تلك الفترة والمتابعة المستمرة مع الطبيب للتأكد من سلامتها وسلامة جنينها ولتجنب حدوث اى مضاعفات صحية طوال فترة حملها.

عليها ايضا ان تكثر من تناول العناصر الغذائية اللازمة لنمو جنينها بسلام ، وتلك التى تحتوى على حمض الفوليك والكالسيوم والحديد والبروتينات والحديد والفيتامينات بشكل يومى، ومن الممكن ان يعطيها الطبيب المختص تلك العناصر على هيئة كبسلاوت مكملات غذائية لمد الجسم بها.

لابد وان تكون الام الحامل بتوأم حذرة جدا فيما يخص الحركة والتنقلات والسفر وغيره لمنع احتمالات السقوط او الاجهاد.

- بالنسبة للولادة فمعدل الحمل الطبيعى غالبا مايكون مابين 38 و42 اسبوعا ، اما بالنسبة للحمل فى توأم فقد يقل المعدل قليلا ليصل الى 37 او 39 اسبوعا ، وهو ماقد يعرض المرأة للمخاض المبكر او الولادة المبكرة التى قد تتسب فى عدم اكتمال استعداد رئة الجنين للتنفس بشكل طبيعى او ان يكونوزن الطفل قليلا او تعتريه بعض المتاعب المؤقته فى عمل جهازه الهضمى، الا انها مشكلات قد يتغلب عليها الاطباء بوضع الجنينين او احداهما فى الحضانة لأستكمال نموه بشكل طبيعى اذا استلزم الامر.

تربية التوأم ليس بالامر الهين، وهو احد المهام الصعبة التى تلقى على عاتق الام ويتطلب منها انجازها على اكمل وجه،فالحقيقة ان تربية طفل واحد عملية شاقة جدا لكل من الابوين فماذا اذن عن طفلين؟!!

د. عزيزة السيد استاذة علم النفس بجامعة الأزهر ترى ان هناك بعض الاخطاء التى قد ترتكبها الام دون قصد اثناء تربية طفليها التوأم ، مما قد ينتج عنه اثار نفسية سلبية كبيرة على الطفلين وتؤثر فى نمو شخصيتهما:

- تلجأ احيانا الام من باب الترفيه والتسلية والسعادة بطفليها التوأم  الى ان تجعلهما متشابهين فى كل شىء حتى الملابس، فلتعلمى عزيزتى الام ان بالرغم من الرابطة القوين بين طفليكى الا ان كل منهما لابد وان يكون له شخصية مستقلة عن الاخر وانكى لابد وان تتعاملى معهما على هذا الأساس، فلاتحاولى ان تتعاملى معهم على انهم نسخة من بعضهما ، فهذا سيكون له اثر سلبى كبير على شخصية طفليكى فيما بعد، كما ان التعامل معهما على اساس انهما شخص واحد سيجلب لهما متاعب نفسية عديدة فى المستقبل اذا اضطرا الانفصال عن بعضهما بمقتضى ظروف الحياة المختلفة بعدما يكونا اعتادا منكى طوال حياتهما فى الصغر على اعتماد كل منهما بالكامل على الاخر.

- تعاملى معهما بعدل كامل، فلاتحاولى ان تفرقى فى المعاملة بينهما مهما حدث لان ذلك سيزرع الكراهية بين الأخوين .

- حاولى ان تعطى لكل منهما وقتا مستقلا عن الاخر فى الاهتمام والعناية بهما كى تنمى بذلك لديهم شعور الاستقلالية وتعززيه، وتجعلى كل طرف منهما يشعر بشخصيته المستقله عن الاخر.

JoomShaper