من أكثر الأعراض شيوعا التي يشتكي منها المرضى الاحساس بالتعب والإجهاد العام وفقد النشاط والطاقة الجسدية والذهنية، وفي كثير من الحالات يظل السبب مجهولا حتى بعد الفحص والتدقيق: هل هو ضيق نفسي ام حقيقة عضوية؟ ما أسباب ذلك؟ وكيف يمكن التعامل معه؟!

في الواقع قد يكون سبب الوهن نفسيا او جسديا او مزيجا من كلا الأمرين، ويمكن تحديد ذلك بعد معرفة ما يعانيه الشخص بالضبط من أعراض مصاحبة للضعف العام، وكذلك اجراء بعض الفحوصات والتحاليل؛ لأن قائمة المسببات طويلة وتتدرج من مشاكل بسيطة وواضحة؛ الى أخرى قد تكون أكثر تعقيدا وغموضا. ومن الأسباب المعروفة فقر الدم نتيجة لنقص الحديد في الجسم وذلك خاصة عند النساء، حيث تقل كمية الدم اللازمة للأعضاء المختلفة بالجسم وبالتالي ينتج الشعور بالإرهاق مع خفقان وضيق بالتنفس، وقد يعطي القصور في وظائف القلب الأعراض ذاتها.

يعطي داء السكري هذا الشعور مع العطش الدائم وزيادة التبول، وللمشاكل المتعلقة بالنوم خاصة الشخير،وعندما ينقص نشاط الغدة الدرقية المسؤولة عن تنظيم نشاط اغلب الخلايا في الجسم، قد يشتكي الشخص من الإجهاد مع عدم تحمل للبرودة والامساك وكذلك زيادة الوزن، كما قد تسبب الكثير من الالتهابات الفيروسية هذه المشكلة، مع ارتفاع لدرجة الحرارة كالانفلونزا وفيروسات الكبد الوبائي، وكذلك فيروس نقص المناعة المكتسبة، وايضا تسبب بعض الامراض الروماتيزمية هذه المشكلة مصحوبة بآلام في المفاصل والعضلات.

ويعطي داء السكري هذا الشعور مع العطش الدائم وزيادة التبول، وللمشاكل المتعلقة بالنوم خاصة الشخير، وانقطاع النفس اثناء النوم علاقة بالاحساس بالإرهاق الدائم والرغبة في النوم اثناء النهار، ولنقص بعض الفيتامينات في الجسم دور بهذا الصدد بالأخص فيتامين بـ 12، حمض الفوليك، وفيتامين د، وقد يصاحب الاجهاد بعض الأورام الخبيثة، ومنها اورام الغدد اللمفاوية وهي عقد منتشرة في الجسم، يمكن ملاحظة تورمها في الرقبة والإبط واسفل البطن.

وكما نوهت في البداية قد يكون هذا العرض نفسيا نتيجة للقلق او الإكتئاب، وايضا قد ينتج عن استخدام الشخص لبعض انواع  الأدوية.

يتبين مما سبق ذكره ان الاجهاد والوهن ليس عرضا محددا لمرض بعينه، وإنما مؤشر لا ينبغي اهماله حتى يتسنى لمن يعاني منه التشخيص الدقيق والعلاج اللازم، فكم من حالة ظلت تقاسي شهورا واعواما، والحل في حبة دواء واحدة كالحديد او هرمون الغدة الدرقية، متعكم الله بكامل الصحة والعافية.