واشنطن- خدمة قدس برس
قال باحثون أمريكيون إن أعراض أمراض طيف التوحد لا تظهر بشكل مفاجىء عند الأطفال الذين يبلغون من العمر ستة أشهر، إلا أنه يمكن رصدها في مرحلة متأخرة من السنة الأولى، حيث تبرز على شكل تراجع في مهارات التواصل عند هؤلاء الأطفال.
وبحسب مختصين؛ يعد التوحد من اضطرابات النمو التي تعكس عجزاً في المهارات الاجتماعية والتواصل عند الفرد، وهي  تظهرعادة قبيل بلوغه العام الثالث، ويعتقد بأن لهذا النوع من الاضطرابات صلة باضطرابات في نمو الدماغ، والتي يرجح أنها تبدأ خلال الحياة الجنينية.
وعمد باحثون من جامعة "كاليفورنيا- سانت ديفيس" الأمريكية إلى إجراء مقارنة بين مجموعتين من الأطفال الرضع؛ جمعت إحداهما أشقاء لأطفال مصابين بالتوحد، وقد أُخضع الأطفال المشاركين للاختبارات الخاصة بتشخيص اضطرابات التوحد.

كما تضمنت الدراسة التي استمرت مدة ثلاث سنوات متابعة المشاركين لغايات رصد أي فروق في التطور بين المجموعتين، حيث تم تقييم التطور لديهم فيما يختص بالتواصل مع الآخرين، عن طريق التبسم والمناغاة والاتصال بالعين.

وتفيد نتائج الدراسة التي سُتنشر الشهر القادم آذار (مارس) 2010 في "دورية الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين"؛ بأنه لم يتم رصد فروق واضحة بين المجموعتين فيما يختص بتطورهم عند بدء الدراسة، إلا أن التراجع في مهارات التواصل الاجتماعي وتأخرها دون المستوى الطبيعي، كانت سمة مميزة عند غالبية الأطفال الذين تم تشخيصهم لاحقاً كمصابين بالتوحد.

ومن جهة نظر البروفيسور سالي أوزونوف، الاختصاصية في مجال الطب النفسي من جامعة  "كاليفورنيا- سانت ديفيس" و رئيس فريق المؤلفين؛ تقدم الدراسة  الأخيرة إجابة عن وقت ظهور أول علامات الإصابة بالتوحد.

وأوضحت أوزونزف أن غالبية الأطفال يبدون طبيعيين نسبياً بعد ولادتهم، وذلك بالنسبة لما يمتلكونه من قدرات اجتماعية، إلا أنه تبدأ بعد ذلك أعراض التوحد بالظهور، وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين الشهر السادس ونهاية العام الأول، حيث يحدث تراجع تدريجي في الاستجابة الاجتماعية لديهم.  

وتضيف الاختصاصية: "بعكس ماكنا نعتقد، تظهر علامات التوحد المرتبطة بالسلوك في وقت لاحق من السنة الأولى عند معظم الأطفال المصابين".

JoomShaper