في كارثة إنسانية جديدة تشهدها سوريا وتحديداً ريف إدلب، استشهد 8 أطفال بريف معرة النعمان الشرقي اليوم الثلاثاء، جراء إعطائهم لقاحاً فاسداً ضد مرض الحصبة، واكتظت المشافي الميدانية بعشرات الأطفال الذين تم تلقيحهم عبر فريق طبي تابع لوزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة.
وأفاد مراسل (سراج برس) أن حالات التسمم واستشهاد الأطفال بدأت من بلدة (سنجار) وقراها مثل صراع، وأم مويلات وشهدت بلدات جرجناز، معر شورين، تل منس بريف معرة النعمان الشرقي حالات وفيات اخرى، بعد تلقيح الأطفال بلقاح فاسد من قبل فريق عمل وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة، التابعة للائتلاف السوري المعارض، وبأن مشافي جرجناز، ومعرشورين وغيرها استقبلت اليوم نحو 100 مصاب من الأطفال الذين تم تلقيحهم بلقاح فاسد لمرض الحصبة، ومن بين الأطفال الشهداء ثلاثة من بلدة جرجناز من عائلة الدغيم.وأشار المراسل أن مع بداية اليوم الثاني من حملة لقاح الأطفال التي تمت عبر فرق مديرية الصحة التابعة للوزارة المذكورة في ادلب والتي تنقلت بالسيارات والدراجات الآلية ضد مرض الحصبة في ريف معرة النعمان الشرقي، ظهرت حالات الوفاة وأن أكثر من 100 إصابة تسمم نقلت جميعها إلى المشافي الميدانية، وبأن الأهالي أوقفوا اللقاح في ريف معرة النعمان الغربي وجبل الزاوية الذي لم يشهد حالات تسمم.
وطالب أهالي الأطفال الشهداء بمحاسبة وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة، على إدخالها كميات لقاح فاسدة، دون التأكد من صلاحيتها، بينما أكد مصدر في الحكومة المؤقتة أن اللقاح الذي تم إعطائه للأطفال وصل إلى المنطقة عبر سيارة أرسلها النظام إلى تلك المنطقة عبر طرق خناصر.
وقال أحد الاطباء أن هناك مادة مضافة للقاح سببت حساسية مفرطة أدت الى موت الاطفال. مصادر اخرى أكدت أن هناك سوء تخرين للقاح أدى الى إفساده، وأن سوء التخزين يؤثر فقط على فعالية الدواء.
من جانبها وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة أوعزت بإيقاف الجولة الثانية من حملة التلقيح ضد مرض الحصبة التي بدأت أمس الاثنين في جميع المناطق المحررة، وذلك إثر حدوث حالات وفاة وإصابات بين الأطفال في مراكز اللقاح في مدينة ريف إدلب.
وفي بيان صادر عن مديرية صحة إدلب الحرة بعد الكارثة أعلنت إن جميع الاحتمالات المتوقعة تشير إلى حدوث خرق جنائي من قبل أيادِ مجهولة حتى الآن، وبأنها أحالت الموضوع إلى القضاء للتحقيق في الكارثة ولاتزال القضية قيد البحث.
وأكدت المديرية أن كافة اللقاحات مستلمة بشكل كامل عبر منظمة الصحة العالمية ، وتشير التحقيقات الأولية إلى أن كافة الاحتمالات المتعلقة لها صلة باختراق أمني محدود من قبل مخربين يرجّح صلتهم بالنظام الذي يسعى لاستهداف القطّاع الصحي لسوريا الحرة وخلق البلبلة.
وطمئنت المديرية كافة الأهالي الذين قاموا بتلقيح أطفالهم أن اللقاح سليم تماماً ولا يوجد أي خطر على أطفالهم الذين أخذوا اللقاح، معلنة إيقاف التلقيح في كافة مراكز محافظة إدلب فور ورود البيانات المتعلقة حتى استكمال التحقيق وبيان المتسبب.