عمان- أفادت مواقع عدة، منها موقعا "eurekalert.org" و"www.sciencedaily.com"، أن الأشخاص الذين يرون أنفسهم أكبر سنا من عمرهم الحقيقي تزيد احتمالية إدخالهم إلى المستشفيات مع تقدمهم بالسن، وهذا بصرف النظر عن سنهم الحقيقي وغير ذلك من العوامل الأخرى، وهذا ما وجده بحث جديد.

وقد ذكر يانيك ستيفان، من جامعة مونتيبيلير في فرنسا والقائم الرئيسي على الدراسة المذكورة، أن شعورك تجاه سنك يصنع فرقا. فقد وجدت أبحاث سابقة أن ذلك قد يؤثر أيضا على رفاهية الشخص وغير ذلك من العوامل المتعلقة بالصحة. أما الآن، فقد ازداد على ذلك بأنه قد يمكنك من من توقع ما إن كان سينتهي الأمر بإدخال الشخص إلى المستشفى أم ﻻ.
وقد شارك بالبحث ما يزيد على 10 آلاف شخص بالغ في الوﻻيات المتحدة وتم نشره في دورية "Health Psychology".
وبصرف النظر عما وجدته الدراسات السابقة أن هناك رابطا بين المشاكل الصحية والعمر الحقيقي للشخص، فإن هذا البحث يعد الأول من نوعه الذي يختبر كون الشعور بكبر السن

يرتبط باحتمالية أعلى للإدخال إلى المستشفى، بناء على ما ذكر بالدورية.
أما عن الكيفية التي أجريت من خلالها هذه الدراسة، والتي أجراها الدكتور ستيفان وزملاؤه، فقد تم تحليل بيانات من ثلاث دراسات طويلة الأمد تم إجراؤها بين عامي 1995 و2013 لدى مشاركين تتراوح أعمارهم بين 24 و102 عام. وقد ظهر من خلال هذه الدراسة أن من سجلوا بأنهم يشعرون بأنهم أكبر من سنهم الحقيقي كانت لديهم احتمالية تزيد على 10-25 % للإدخال إلى المستشفى خلال العامين إلى 10 أعوام التي تلت الدراسة، وذلك مع أخذ السن والجنس والعرق بعين الاعتبار.
وذكرت الدكتورة أنجيلينا آر سوتين، وهي إحدى القائمات الرئيسيات على هذا البحث، أن وجود أعراض اكتئابية أكثر، فضلا عن الصحة الجسدية الضعيفة، ساعدت بتفسير الشعور بكبر السن واحتمالية الإدخال إلى المستشفيات. وأضافت أن الشعور بكبر السن يرتبط بضعف في الصحة الجسدية والنفسية. كما أن ذلك يزيد من الاختلالات الفسيولوجية، والتي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض والحاجة لاستخدام الخدمات الصحية مع مرور الوقت.
ويذكر أنه في بداية الدراسة، تم تقييم السن الحقيقية للمشاركين مع السن التي يشعرون بأنهم فيها.
كما وقد طلب الباحثون من المشاركين إعطاءهم قائمة بما تم سابقا تشخيصه لديهم من أمراض. كما وقد قام المشاركون بتعبئة استبيان حول أسئلة صممت لتقييم أعراض الاكتئاب.
وفي بداية الدراسة، وفي مواعيد أخرى، قام المشاركون من الفئة الأولى بتسجيل ما إن كانوا قد أدخلوا إلى المستشفى لأي سبب من الأسباب أم ﻻ، وذلك خلال العام الماضي لدى بعض المشتركين، والعامين الماضيين لدى الآخرين.
ويذكر أن من يشعرون بأنهم أكبر من سنهم الحقيقية كانوا أكثر عرضة لكثرة الجلوس وعدم الحركة. فضلا عن ذلك، فإنهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بتراجع معرفي بشكل أسرع من أقرانهم. وذلك كله يسهم بالحاجة إلى الإدخال إلى المستشفيات.
وقد ذكر الدكتور ستيفان أنه، بأخذ هذه الدراسة كاملة، قد وجد أن السن الحقيقية وغيرها من العوامل الشخصية، فضلا عن العوامل المتعلقة بالمعرفة والسلوك والصحة، قد تكون أداة مهمة للتعرف على الأشخاص الذين هم عرضة أكثر ممن هم في سنهم الحقيقية للإدخال للمستشفيات. وأضاف أن من يشعرون بأنهم أكبر من سنهم يستفيدون من العلاجات الصحية القياسية، منها النشاط الجسدي، والذي يقلل من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والأمراض المزمنة، الأمر الذي يخفف من احتمالية إدخالهم إلى المستشفيات.

ليما علي عبد
مترجمة وكاتبة تقارير طبية

JoomShaper