عمان- يعد مرض الاكتئاب من أكثر الأمراض شيوعا في الوقت الحاضر بالنظر إلى الأحداث المتسارعة وغير المسبوقة التي تعصف بالعالم، فضلا عن نمط الحياة السريع الذي لا يتيح للأفراد الفرصة لالتقاط الأنفاس.

وبالنظر إلى خطورة هذا المرض الصامت، فقد اختارت منظمة الصحة العالمية أن تكون التوعية حول هذا المرض هي الموضوع الرئيسي ليوم الصحة العالمي الذي يصادف السابع من نيسان (أبريل) كل عام؛ حيث يعاني أكثر من ثلاثمائة مليون شخص في العالم من الاكتئاب كما يسبب ثمانمائة ألف وفاة سنويا، بحسب إحصاءات وأرقام منظمة الصحة العالمية.
وبالنظر إلى المفاهيم الخاطئة المرتبطة بهذا المرض، يقدم أقل من نصف مرضى الاكتئاب على تلقي العلاج، ما يشكل ضرورة ملحة لضرورة التعريف بالمرض وتشجيع الذين يعانون منه على تلقي العلاج المناسب.
ثمة الكثير من الأسئلة التي تثار حول مرض الاكتئاب، نستعرض هنا أكثرها شيوعا:

ما مسببات الاكتئاب؟
هناك عوامل عديدة قد تعد من مسببات الاكتئاب، وأهمها اختلال المواد الكيميائية المسؤولة عن إيصال الرسائل العصبية المسؤولة عن الصحة النفسية في الدماغ. كما يلعب العامل الوراثي دورا في تحفيز الإصابة بالاكتئاب، فضلا عن عدد من العوامل الأخرى والمتمثلة في تشخيص الإصابة بأمراض أخرى مثل السرطان والسكري.
وعلى الرغم من أهمية الإرادة القوية في تجاوز مرض الاكتئاب، إلا أنها غير كافية؛ حيث يتطلب تجاوز المرض تدخلا طبيا.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للوقوع فريسة لمرض الاكتئاب؟
من ناحية النوع الاجتماعي، تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الرجال، ولكن في المقابل فإن الرجال المصابين بالاكتئاب هم الأكثر إقداما على الانتحار.
ووجود الاكتئاب كسابقة في التاريخ الطبي للشخص والعائلة يزيد من عرضته للإصابة به، فضلا عن الأشخاص الذين يتعرضون لأحداث خطيرة وحزينة في حياتهم كوفاة شخص عزيز أو خسارة وظيفة أو تشخيص إصابتهم بمرض عضال.
كيف يتم تشخيص الاكتئاب؟
يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري للمريض يسأله من خلاله عن تاريخه الطبي ومن ثم يعمل على تقييم الأعراض التي يعاني منها وسؤاله عن ماهية هذه الأعراض وشدتها والفترة الزمنية التي رافقته خلالها هذه الأعراض، فضلا عن عدد آخر من الأسئلة التي تساعد الطبيب على تشخيص الاكتئاب بصورة دقيقة.
ما أعراض الاكتئاب؟
تتمثل بعض أعراض الاكتئاب في:
- الشعور المستمر بالحزن والبكاء السهل.
- عدم القدرة على الاستمتاع بالحياة.
- فقدان الشهية للطعام أو زيادتها.
- الشعور بالإرهاق المستمر.
- تغير نمط النوم.
- التفكير بالانتحار أو محاولة القيام بذلك.
كيف يعالج الاكتئاب؟
هناك عدد من الأدوية المضادة للاكتئاب التي يقوم الطبيب عادة بوصف أحدها للمريض لمدة 6 أشهر إلى سنة؛ حيث تحتاج هذه الأدوية من ستة إلى ثمانية أسابيع لتبديد الأعراض ليبدأ المريض بعدها بالشعور بالتحسن. كما أن هناك عددا من العلاجات الدوائية المفيدة للاكتئاب التي قد يختار الطبيب أن يقوم بها إلى جانب الأدوية.
ومن الجدير بالذكر أن فترة علاج الاكتئاب طويلة نسبيا، ولذلك يفضل البدء بالعلاج في المراحل الأولى من المرض وليس بعد أن يصل المريض إلى التفكير بالانتحار.
هل يمكن علاج الاكتئاب بالأعشاب؟
لا، على الرغم من قيام البعض بتسويق الأعشاب كعلاج، إلا أن استخدامها بدون استشارة الطبيب قد يتسبب بأضرار للشخص، فضلا عن وجود تعارضات لهذه الأعشاب مع عدد من الأدوية.
هل يمكن لمصابي الاكتئاب ممارسة حياتهم بصورة طبيعية؟
نعم، يمكن للشخص الذي تم تشخيص حالته بالاكتئاب أن يمارس حياته بشكل طبيعي إذا تلقى العلاج المناسب والتزم به؛حيث إن عدم تلقي العلاج يمكن أن يعيق ممارسة الحياة بصورة طبيعية أو قد يتسبب بمشاكل في علاقات الفرد مع عائلته وأصدقائه وزملائه في العمل.
قد يؤدي أيضا الاكتئاب أيضا إلى الانتحار إذا لم يتم علاجه وهنا يأتي دور العائلة المهم في التأكد من أن المريض قد راجع الطبيب المختص وتلقى العلاج المناسب لأنه في كثير من الحالات قد لا يقدم المريض على ذلك من تلقاء نفسه بسبب تأثير المرض على اهتمامه بصحته.

 

JoomShaper