عمان- يتسم اضطراب الأعراض الجسدية Somatic symptom disorder بالتركيز المفرط من المصاب على ما لديه من أحاسيس جسدية، سواء كانت ألما أو إرهاقا أو غيرهما؛ حيث تسبب له هذه الأحاسيس شعورا شديدا بالضيق والاضطراب النفسي، كما وتعطله عن ممارسة نشاطاته اليومية حتى وإن كان الألم أو الإرهاق طفيفا. قد يكون لدى المصاب مرض عضوي بالفعل يسبب له هذه الأعراض الجسدية، لكن ردة فعله على هذه الأعراض هي ما لا تعد طبيعية وإنما تعد مرضية.

هذا ما ذكره موقع "www.mayoclinic.org" الذي أوضح أن المصاب تكون دائما لديه أفكار سيئة حول ما لديه من أعراض جسدية ويطلب الرعاية الطبية ويواصل في محاولة إيجاد تفسير لهذه الأعراض، سواء من خلال الطبيب أو عبر البحث في الإنترنت أو غير ذلك من أساليب البحث حتى بعد توصل الطبيب إلى التشخيص لحالته. ويركز المصاب بهذا الاضطراب بشكل كبير على حياته وقدرته على ممارسة نشاطاته اليومية مما قد يؤدي به إلى الإصابة بالعوق عنها.
أما عن العلاج، فهو يساعد على التخفيف من الأعراض والسيطرة عليها، كما ويهدف إلى تحسين جودة الحياة لدى المصاب وإزالة ما لديه من اكتئاب وقلق.
الأعراض
تتضمن أعراض اضطراب الأعراض الجسدية الآتي:
- الأحاسيس المحددة، منها الألم وضيق التنفس أو الأحاسيس الأكثر تعميما، كالإرهاق والضعف العام.
- الأحاسيس التي ليس لها علاقة بأي اضطراب عضوي، أو الأحاسيس التي تدل بالفعل على الإصابة بمرض عضوي ما.
- وجود أعراض جسدية فعلية.
ويعد الألم أكثر الأعراض الجسدية لهذا الاضطراب من حيث الشيوع. ويتصاحب مع التفكير المفرط والمشاعر والسلوكات السلبية المتعلقة بهذه الأعراض. وتتضمن هذه الأفكار والمشاعر والسلوكيات الآتي:
- القلق المستمر حول احتمالية الإصابة بالمرض.
- الشعور بأن الأحاسيس العضوية الطبيعية علامات على مرض عضوي خطير.
- الخوف المفرط من هذه الأحاسيس رغم عدم وجود دليل على أنها تدل على وجود مرض عضوي خطير.
- الشعور بأن ما خُضع له من تشخيص وفحوصات لا يعد كافيا.
- الاعتقاد بأن ممارسة النشاط الجسدي تؤدي إلى إصابات خطيرة.
- تفقد الجسم بشكل متكرر جدا بحثا عن وجود علامات غير طبيعية وخطيرة.
- عدم التجاوب مع العلاج العضوي والحساسية الشديدة للتأثيرات الجانبية للأدوية.
- الإصابة بخلل وعوق أشد مما هو متوقع من المرض العضوي.
العلاج
الهدف من علاج هذا الاضطراب هو تحسين الأعراض ورفع جودة الحياة. ويتم ذلك عبر الأسلوبين العلاجيين؛ النفسي والدوائي:
- العلاج النفسي
ولأن الأعراض الجسدية قد تكون ناجمة عن أسباب نفسية، منها القلق، فالعلاج النفسي يعد فعالا في هذه الحالة؛ حيث يتم استخدام أسلوب علاجي يعرف بالعلاج المعرفي السلوكي، والذي يساعد على الآتي:
* فحص وتعديل التوقعات والمعتقدات حول الصحة والأعراض الجسدية.
* تعلم كيفية التقليل من الضغط النفسي.
* تعلم كيفية التعامل مع الأعراض الجسدية.
* تعلم كيفية التقليل من التركيز على الأعراض الجسدية.
* ممارسة النشاطات الجسدية من دون الخوف الزائد من التعرض للإصابات.
- العلاج الدوائي
يهدف العلاج الدوائي لهذا الاضطراب إلى تخليص المصاب من أعراض الاكتئاب والقلق اللذين يترافقان معه. ويتم لهذا الغرض استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب.

JoomShaper