ليما علي عبد

عمان- تترافق اضطرابات القلق، التي تشمل اضطراب القلق العام واضطراب الهلع والرهاب بأنواعه، مع أعراض مختلفة، وهذه الأعراض لا تكون جميعها نفسية بالضرورة. فهي قد تتضمن أعراضا جسدية أيضا، منها توتر العضلات واضطراب المعدة والصداع، وهذا بناء على ما ذكره موقع “www.healthline.com” الذي أضاف أن هذه الأعراض الجسدية قد تشمل أيضا تنميل مناطق مختلفة من الجسم.
كيف يحدث التنميل الناجم عن القلق؟
يحدث التنميل الناجم عن القلق نتيجة لأسباب عدة، أهمها ما يلي:


السبب الأول: استجابة الكر أو الفر
يصاب الشخص بالقلق عندما يشعر بالخطر والتهديد أو عندما يقع تحت ضغط نفسي. وللسيطرة على ذلك، يستجيب الجسم عبر ما يعرف باستجابة الكر أو الفر التي تؤدي بالدماغ إلى البدء بإرسال الإشارات للجسم فورا لإخباره أن يستعد لمواجهة الخطر أو الفرار منه.
وتقع زيادة تدفق الدم في العضلات وأعضاء الجسم الرئيسية ضمن الاستعدادات المهمة التي يقوم بها الجسم بناء على هذه الإشارات التي يرسلها الدماغ، فالعضلات وتلك الأعضاء تلعب دورا كبيرا في دعم مواجهة الخطر أو الفرار منه. ويأتي هذا الدم المتدفق من الأطراف بما أنها لا تلعب دورا كبيرا في هذه الاستجابة، لكن تدفق الدم بسرعة بعيدا عن اليدين والقدمين باتجاه الأعضاء الأخرى يسبب في بعض الأحيان حدوث تنميل مؤقت بها.
السبب الثاني: فرط التهوية
إن كان القلق مزمنا لديك، فلا بد أن تكون واجهتك تأثيراته المزعجة على تنفسك. فعندما تشعر بقلق شديد، قد تجد أنفاسك تتسارع أو تصبح غير منتظمة، لكن ذلك غالبا لا يستمر لوقت طويل. ورغم ذلك، فإن الأوعية الدموية تستجيب لهذه التغيرات في الأنفاس عبر التضيق وإيقاف تدفق الدم للمناطق الأقل أهمية في جسدك، منها الأطراف، وذلك للحفاظ على تدفقه في الأماكن الأكثر حاجة له.
ومع تدفق الدم بعيدا عن الوجه وأصابع اليدين والقدمين، قد يحدث تنميل فيها. أما إن استمرت حالة فرط التهوية هذه لمدة طويلة، فإن تدفق الدم للدماغ سينخفض، ويفضي ذلك إلى زيادة التنميل في الأطراف، وقد يفقد الشخص وعيه إن استمرت أكثر.
كيف تتعامل مع التنميل الناجم عن القلق؟
إن كان القلق يسبب إصابتك بالتنميل، فآتيا بعض الأساليب التي تساعدك على التخلص منه:

ممارسة الحركة الجسدية: تقدم ممارسة النشاطات الحركية الجسدية بانتظام مساعدة كبيرة على التخفيف من الضغط النفسي الناجم عن القلق. كما أن تحركك حتى داخل المنزل عندما يأتيك شعور مفاجئ بالقلق يسهم إلى حد كبير في تهدئتك، وذلك يعود إلى أسباب عدة، منها تشتيته لذهنك عن القلق، بالإضافة إلى تعزيزه لتدفق الدم في أطرافك وجسدك بأكمله، ومساعدته لأنفاسك على العودة إلى طبيعتها التي تسبق شعورك بالقلق. وإن كنت لا تشعر بالقدرة على ممارسة تمارين مكثفة، فبإمكانك ممارسة المشي معتدل السرعة أو تمارين التمدد بدلا منها، على سبيل المثال.
ممارسة تمارين التنفس: تساعد تمارين التنفس العميق على السيطرة على القلق والضغط النفسي، كما أنها تساعد على إزالة الشعور بالتنميل نتيجة لأنه غالبا ما ينجم عن اضطراب التنفس كما ذكر أعلاه.
ممارسة نشاطات تساعد على الهدوء: مارس نشاطا ممتعا يساعد على تشتيت ذهنك عن القلق. ويشار إلى أنه ليس من الضروري أن يتطلب ذلك الخروج من المنزل، فبإمكانك، على سبيل المثال، أن تتصل بصديق ترتاح له أو تشرب كوبا من عصيرك المفضل أو تجلس لبعض الوقت في الطبيعة.

JoomShaper