ليما علي عبد
عمان – تثير اضطرابات القلق مشاعر قوية ومتواصلة بالخوف والرهبة، وغالبا ما تكون ناجمة عن مواقف لا تستطيع أن تتحكم بها بنفسك. فمصابو القلق يجدون أنفسهم عالقين في حلقة مفرغة من التوتر والخوف، وغير قادرين على إيقاف أفكارهم المتسارعة التي تتركز في احتمال حدوث نتائج مخيفة أو سيئة لموقف ما. وهذا بحسب موقع www.healthline.com الذي أوضح أن هذه الدوامة من الانفعالات والأفكار تستنزف كثيرا من الطاقة الذهنية.
ويلاحظ العديدون أن حالة القلق شبه المتواصلة تؤذي ذاكراتهم. ويشار إلى أن ضعف الذاكرة الناجم عن القلق قد يؤدي إلى مزيد من القلق نتيجة لما يلي:


• عدم القدرة على تذكر التفاصيل الدقيقة المهمة المتعلقة بأعمالهم أو دراستهم.
• نسيان المناسبات والتفاصيل الصغيرة المهمة على الصعيد الشخصي، ومنها تواريخ المناسبات والمواعيد العائلية، مما قد يفضي إلى حدوث خلافات مع أفراد العائلة والأصدقاء.
• صعوبة تذكر مهارات ضرورية لممارسة مهاراتهم اليومية، ومنها قيادة السيارة والطبخ.
أسباب تأثير القلق بالذاكرة:
لا يؤدي القلق بالضرورة إلى جعلك غير قادر على تذكر أحداث حياتك الماضية، فتأثيره غالبا ما يكون مركزا في الذاكرة العاملة، أي أن ما قد يتأثر لديك يشمل ما يلي:
• إجراءات تنفيذ المهام.
• الطريق إلى منازل الأصدقاء.
• ما دار بينك وبين شخص في محادثة قريبة.
• معلومات في كتاب قرأته منذ قليل.
وتلعب مجموعة من العوامل دورا في هذا التأثير، منها ما يلي:
– ارتفاع مستويات الكورتيزول: يعرف هورمون الكورتيزول بأنه هرمون الكر والفر، فهو يرتفع عند الشعور بالضغط النفسي. ولهذا الهرمون عديد من الوظائف المهمة، كما أنه يساعد في تكوين الذكريات عندما يكون في مستويات صحية. أما عندما تزيد مستوياته، الأمر الذي يحدث لأسباب عديدة، منها التعرض للضغط النفسي والقلق، فإنه يعطي نتائج عكسية.
قلة النوم: يفضي القلق في كثير من الأحيان إلى عدم الحصول على نوم كاف ومريح. فعلى سبيل المثال، قد يقضي الشخص جزءا كبيرا من ليلته مستلقيا في سريره والأفكار المقلقة تدور في ذهنه وتمنعه من النوم، كما أنه قد يستيقظ عدة مرات من النوم أو يرى الكوابيس أثناء نومه.
فقضاء ليالٍ قليلة في هذا الحال كفيل بأن يؤدي إلى صعوبة في التركيز. وإن استمر لمدة أطول، فهو يفضي إلى عديد من المشاكل الصحية، منها ضعف الذاكرة.
– القلق نفسه: يحتل الشعور بالقلق التفكير لدرجة أن الشخص قد لا يستطيع التفكير بشيء آخر حتى إن حاول. وذلك يؤدي إلى تشتيت القوة الذهنية عمّا يريد التركيز فيه من الأمور والمهام، منها التذكر وتكوين الذكريات.
لذلك، فإن كنت تعاني القلق، فعليك باستشارة الطبيب أو الاختصاصي النفسي، وذلك للتعرف الى أسباب القلق لديك وإيجاد الأساليب المناسبة للتخلص منه. فمع بدء أعراض القلق بالتحسن، فالذاكرة أيضا قد تبدأ باستعادة نشاطها.

JoomShaper