عمان- تكمن أعباء العمل في سباقات المفاضلة في الوظائف، إضافة لضغوط المديرين وبيئات العمل المليئة بالتحديات ومواعيد التسليم الضيقة للمهام، كذلك في السعي وراء الحصول على درجات عالية في التقييمات. ومن الجدير بالذكر أيضا أن زملاء العمل غير المتعاونين، أو قليلو الخبرة أو الكفاءة يقعون ضمن الأسباب التي تزيد ضغوط العمل. وفي كثير من الحالات، قد تنتج أعباء العمل عن الإدارة غير الكفؤة، والتخطيط السيئ، والأهداف غير الواضحة وضيق الوقت وعدم ترتيب الأولويات.
قد تفضي كل هذه المنعطفات في الحياة إلى فقدان القدرة على التعامل والتأقلم مع التحديات والصُعوبات التي تواجهنا، ولكن دعونا نتوقف قليلاً ونلاحظ ما إن كنا نعاني من عرض من – أعراض الضغط النفسي:
– ألم في الظهر أو الصدر، تشنجات أو آلام عضلية، ضعف وصداع وارتفاع ضغط الدم، كذلك أمراض قلبية، وضعف بالمناعة.
– اضطرابُ المعدة:
يمكننا أن نعرف أننا نتعرض للضغوط إن كنا نصاب بنوبات من الغضب أو نشعر بالقلق وأحيانا بالإرهاق. وعلينا الانتباه في حال واجهتنا صعوبة في التركيز في العمل الذي بين أيدينا مع الإحساس بالتعب المستمر، أو إن شعرنا بعدم القدرة على الاسترخاء في المنزل رغم محاولة ذلك، لأن ذلك قد يؤدي إلى الإصابة باضطراباتٍ في النوم، أو الإصابة بالاكتئاب، وهذا الاحتمال الأسوأ.
كيف يمكن أن تصبح ضغوط العمل مصدرا مهددا للحياة؟
رغم أننا نتعامل مع إدارة الضغط على أنها مهارة حياتية يمكن تعلمها أثناء جلسات التدريب، فيجب علينا أولًا أن نفهم العلم الكامن وراء كيفية استجابة أجسادنا للضغط النفسي.
يتسبب الضغط النفسي في زيادة إفراز الغدة الكظرية هرمونا يسمى الكورتيزول، إضافةً إلى الأدرينالين والنورادرينالين، مما يزيد من معدل ضربات القلب، والتعرق واليقظة (ويفضي إلى قلة النوم).
نتيجة ذلك، يعمل الضغط النفسي على إبطاء العديد من الوظائف المهمة في الجسد، منها الهضم والجهاز المناعي، كما يرفع ضغط الدم. ومن المرجح أن يؤدي التعرض المستمر طويل الأمد للضغط النفسي إلى زيادة احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. فضلا عن ذلك، فالضغط النفسي المزمن المطول قد يزيد احتمال ظهور أفكار انتحارية.
ضغوط الحياة:
لكل الأفراد عوامل مختلفة تسبب لهم الضغط النفسي في حياتهم، كما يختلفُ مستوى شدة تلك العوامل من شخص لآخر.
ضغوط العمل تكمن بالوظيفة التي تتطلب كثيرا من المهام.
عندما نجد أنفسنا منهكين في عملنا أو حياتنا، فإن السلوكيات غير الصحية، منها الرغبة الشديدة في تناول الطعام ونوبات الغضب الحادة وتعاطي المخدرات أو الكحول والتدخين المفرط والعزلة الاجتماعية، ستزيد الأمور سوءا. بدلا من ذلك، أشجعكم على تعلم مهارات التعامل مع الضغط النفسي لاكتساب عادات جديدة من شأنها أن تساعد في تخفيف ما تشعرون به من ضغوط.
ينبغي أن يحاول الشخص التخلص من العوامل المسببة للضغط النفسي، منها الابتعاد عن المواقف والأماكن أو الأشخاص المسببين له إن أمكن، وممارسة هواية ممتعة أو إيجاد اهتمامات جديدة. كذلك، ممارسة اليوجا أو التأمل والرياضة، تعلم كيفية التنفس السليم، الحصول على جلسات تدليك منتظمة.
إلى ذلك، الاستماع إلى موسيقا هادئة، تناول الأطعمة الصحية والحد من الوجبات السريعة، التقليل من شرب الكافيين، تعلم تقنيات إدارة الوقت، إحاطة أنفسنا بأشخاص إيجابيين وجديرين بالثقة، إنشاء مجموعات للدعم النفسي.
أنواع الضغط النفسي الثلاثة:
– الضغط النفسي الحاد: يستمر هذا النوع لفترة قصيرة، ومثال ذلك عندما تحاول تسليم العمل في موعده النهائي.
– الضغط النفسي العرضي: يتسم هذا النوع بالتكرار – التزامنا بكثير من مهام العمل يجعلنا تشعر بالإرهاق والتعب.
– الضغط النفسي المزمن: هذا النوع هو الأشد، وتتمحور فكرته في إحساسنا بالضغط على نحوٍ مستمرٍ و طويل الأمد، الأمر الذي سيؤثر سلبًا في صحتنا إن لم نعالجه.
كتبت: غدير حبش
خبيرة في التدريب الإداري
مجلة نكهات عائلية