سيدتي - ميسون عبد الرحيم
تلاحظ الأم أن طفلها يتعرض لحالة من التشنج التي تختلف مدتها، ولكنها تشعر بالقلق الشديد والخوف عليه، وإن كان تفكيرها يذهب بها إلى احتمالات إصابة طفلها سواء كان رضيعاً أو أكبر من ذلك بأمراض خطيرة؛ فإنه في بعض الأحيان قد تكون التشنجات التي تصيب الأطفال، وخاصة الرُّضَّع؛ بسيطة وتزول تلقائياً وربما كان أحد أبسط أسبابها ارتفاع درجة حراة الطفل.
تقلق الأمهات بخصوص تشنجات أطفالهن، ويحدث التشنج مع المواليد، ولكن تشنجات المواليد قد تكون مقلقة ودلالة على عطب في الدماغ مثلاً؛ ولذلك يجب أن تتعرف الأمهات إلى أسباب التشنجات التي تصيب الأطفال في مراحل عمرية مختلفة ونواحي القلق منها، وقد التقت "سيدتي وطفلك"، في حديث خاص بها؛ استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور محمد أبو داود، حيث أشار إلى تجارب الأمهات في علاج تشنج الأطفال من حيث التعرف إلى أسباب كل حالة والأعراض المختلفة وطرق علاج كل حالة ونواحي الخطورة في الآتي.
أشكال التشنجات عند الأطفال والرُّضَّع
التشنجات المرتبطة بارتفاع حرارة الطفل، وهي تكون منتشرة لدى الأطفال ما بين عمر ستة أشهر وست سنوات، وقد يكون سببها وراثياً غالباً، حيث تكتشف الأم أن طفلها يتشنج عند ارتفاع حرارته كما كان يحدث معها عندما كانت طفلة، وقد تحدث لدى الأطفال تحت سن ستة أشهر أيضاً في حالات قليلة، ويمكن في هذه الحالة استخدام وصفات طبيعية لارتفاع درجة حرارة الطفل التي سرعان ما تزول غالباً، وتنتهي معها التشنجات والرعشات.
التشنجات المعقدة، وهي نوع من التشنجات تكون مصحوبة بفقدان الطفل للوعي.
تشنجات الوهن، وهي تعني أن يفقد الطفل حركة عضلاته فجأة في أثناء قيامة بنشاط ما حيث يرتخي الطفل ويفقد استجابته للآخرين، وقد يسقط الطفل على رأسه أو يسقط في أثناء وقوفه.
التشنجات الرمعية، وهي التشنجات التي تحدث عدة مرات في اليوم أو عدة أيام متتالية.
نوبات غياب الطفل عن الوعي، وهذه تستغرق ثواني معدودة، ولا يشعر الطفل بما يحدث معه، ويتصرف بعدها كأنه لم يُصب بأي شي ولا يصاحبها حدوث تشنج، بل هي نوبة غياب عن الوعي.
تشنج الطفل في أثناء النوم
لاحظي أن طفلك يُصاب بتشنجات بسيطة خلال نومه وإن كان سبب حدوثها ما زال مجهولاً؛ فهي يُطلق عليها اسم "الرمع العضلي"، ولكنك تلاحظين أن طفلك يُصاب بارتعاش بسيط وسريع لعضلة واحدة أو مجموعة من العضلات.
راقبي السن التي يحدث فيها الرمع العضلي عند طفلك وسوف تكتشفين أنه يحدث في السن التي بدأ فيها طفلك في الحركة والمشي، ويمكن أن يحدث أكثر من تشنج للطفل في الوقت نفسه مثل أن يحدث لديه تشنج الجسم كله أوتشنجات في الظهر والرقبة أو الوجه أو الذراعين أو الساقين.
ابحثي عن أي أدوية يتعاطاها طفلك، وتكون هي السبب في إصابته بهذا النوع من التشنج خلال نومه؛ فقد تبين أن هناك بعض الأدوية التي تسبب التشنجات للأطفال وتزول مع التوقف عن تعاطيها، كما أن تشنجات النوم عند بعض الأطفال ترتبط بمشكلات في الناقل العصبي المسمى الدوبامين، مثل تشنجات مرض الصرع عند الأطفال التي تحدث نتيجةً لتغيرات في كهرباء الدماغ عند الطفل، وتتساءل الأمهات بخصوصها هل يُشفى الطفل من الصرع؟ والحقيقة أن مثل هذه النوبات من التشنجات تُعد مرضية، وتحتاج إلى علاج طويل، ويمكن تقليل أعراضها.
تشنج الطفل في أثناء البكاء
لاحظي أن طفلك الرضيع قد يُصاب بنوبات من التشنج البسيطة، وتحدث معها حدوث زرقة في لون بشرة الطفل في أثناء البكاء أو في أثناء مرروه بنوبة من نوبات الغضب والهياج التي يمر بها الأطفال، ويحدث ذلك في سن الرضاعة وحتى عامة الأول، ويمكن أن يحدث التشنج أيضاً مع نوبة بكاء تصيب الطفل حتى عامه الرابع في بعض الأحيان.
دعي القلق بخصوص تشنج الطفل في هذه السن بسبب نوبة البكاء والغضب؛ فغالباً ما تُعد التشنجات في هذه الحالة عرضاً بسيطاً ينتهي ويزول دون قلق، فالطفل حين يبكي أو يتظاهر بالبكاء ليستدر عطف الأم فهو يأخذ أنفاساً طويلة ومتسارعة تؤدي لأن لا يصل الدم الكافي إلى قلبة، وكذلك لا يصل الأكسجين إلى الوجه؛ فيُصاب الوجه بالزرقة ويُصاب الطفل بالتشنج، ولكن ذلك لا يدعو للقلق في هذه الحالة.
توجهي بطفلك إلى الطبيب للبحث عن أسباب زرقة وجه طفلك في حال أن التشنج كان ليس بسيطاً ومدته أطول من المتوقع، وفي حال أصبح لون زرقة وجه الطفل بائناً، واختفى اللون الأحمر من وجه طفلك؛ فقد يكون ذلك من أعراض إصابة الطفل بخلل في القلب أو السكر أو من أعراص إصابته بالأنيميا وفقر الدم الحادين.
متى يكون تشنج الطفل مقلقاً؟
لاحظي حركة جفني طفلك في أثناء حدوث نوبة التشنج لديه؛ ففي حال لاحظت وجود حركة سريعة وغير طبيعية في العين في وقت حدوث التشنج نفسه في أحد أجزاء الجسم أو في كل الجسم؛ فيجب عليك القلق.
تابعي طريقة ونمط تنفس طفلك؛ فقد يكون تنفسه غير طبيعي ويتحول لون وجهه إلى الزرقة المقلقة، وتستمر معه حالة التشنج لأكثر من خمس دقائق؛ ففي هذه الحالة يجب التوجه بالطفل إلى أقرب مشفى أو طبيب على وجه السرعة.
علاج تشنجات الأطفال
اهتمي بالوقوف على أسباب تشنجات طفلك؛ لأن بعضها قد يكون خطيراً، ما يستدعي خضوع الطفل لفحوصات دم أو رسم وتخطيط المخ، أو الحصول على تصوير طبقي مثل الرنين المغناطيسي على المخ، وكذلك ضرورة الخضوع لفحص الأعصاب السريري، ولذلك يجب عدم التغافل عن حالات التشنج التي تستمر والتي تكون ذات أعراض شديدة وغريبة ولا تنتهي مثلاً بالتوقف عن تناول دواء معين؛ حيث من الممكن أن يكون السبب هو أحد الأعراض الجانبية للدواء، أو أن يكون السبب أبسط من ذلك، وهو إصابة الطفل بالحمى التي تجعل الطفل يرتعش ويتشنج ويُصاب بما يُعرف بـ"النقوزة".
قومي بإبعاد طفلك عن أي مصدر للخطر في حال حدوث نوبة التشنج لديه، وفي الوقت نفسه لا تقومي بإمساكه ومحاولة إيقاف النوبة، فإذا كان طفلك فوق سريره؛ فلا تتركيه مثلاً على حافة السرير، لكي لا يتعرض للسقوط.
احسبي المدة الزمنية التي تستغرقها نوبة التنشج لدى طفلك؛ لأن المدة ترتبط بحدة المرض، وإذا كانت هناك ضرورة للقلق بوجود خطر؛ فمعظم نوبات التشنج تنتهي بسرعة ولا تتكرر كثيراً، ويمكن حسابها على أنها نوبات عابرة.
ضعي وسادة أسفل رأس الطفل؛ كي تساعديه على التنفس جيداً، وفي الوقت نفسه حاولي أن يكون نائماً على أحد جابنيه؛ لكي لا يختنق بأي إفرازات تخرج من فمه أو أنفه ولا تحاولي أن تخرجي بقايا طعام من فمه؛ لكي لا تنزلق لمجرى التنفس وتتسبب بحدوث الاختناق، بل قومي بلف رأسه إلى الجانب فقط؛ لكي تقللي فرص ابتلاعه بقايا الطعام أو أي إفرازات تخرج من فمه أو أنفه.