الصيام المائي هو نوع من الصيام يقتصر على شرب الماء فقط لمدة زمنية معينة، عادة ما تكون بين 24 إلى 72 ساعة، دون تناول أي أطعمة أو مشروبات أخرى. ورغم أن الدراسات حول الصيام المائي محدودة، إلا أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى فوائده المحتملة. يلجأ الناس إلى الصيام المائي لأسباب صحية مختلفة، مثل فقدان الوزن، أو لتطهير الجسم، أو لأسباب دينية وروحية.

ما هو الصيام المائي؟

الصيام المائي هو صيام يتم فيه استهلاك الماء فقط دون أي طعام. يتم عادة لمدة تتراوح بين 24 و72 ساعة، ومن الضروري استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل البدء في هذا النوع من الصيام، بحسب موقع هيلث.

تشمل الأسباب التي قد تدفع إلى الصيام المائي:

- تطهير" الجسم" وتنقيته

-التحضير لإجراء طبي أو جراحي

-الفوائد المحتملة، مثل خفض ضغط الدم أو تحسين صحة القلب

- فقدان الوزن

كيف يتم الصيام المائي؟

لا توجد بروتوكولات طبية معتمدة للصيام المائي، إذ لا يتم التوصية به بشكل واسع في الطب الحديث. يفضل البعض البدء بصيام ليوم واحد لتقييم تأثيره على الجسم.

ومن الأفضل اختيار وقت يمكن فيه الحصول على الراحة خلال الصيام، وتجنب الصيام في أوقات النشاط البدني المكثف أو العمل الشاق.

كما يفضل البعض التحضير للصيام بتناول وجبات خفيفة قبل اليوم المقرر للصيام، أو الصيام الجزئي خلال اليوم السابق. ومن ثم، يتم الصيام المائي بشرب الماء فقط طوال اليوم، مع الامتناع عن تناول القهوة، الشاي، أو أي مشروبات أخرى.

وقد توفر بعض المراكز الصحية البديلة أو المختصين في الرعاية الصحية الطبيعية إرشادات للأشخاص الراغبين في الصيام المائي لفترات طويلة. من المهم مناقشة هذا الخيار مع مقدم الرعاية الصحية.

الفوائد المحتملة للصيام المائي

رغم محدودية الدراسات التي أجريت على البشر، إلا أن بعضها يشير إلى بعض الفوائد الممكنة. تعتمد هذه الفوائد بشكل أساسي على حالة "الكيتوزية الغذائية"، حيث يبدأ الجسم في حرق الدهون بدلًا من الجلوكوز للحصول على الطاقة:

-تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض: الالتهام الذاتي هو عملية تقوم فيها الخلايا بتكسير الأجزاء القديمة أو التالفة وإعادة تدويرها داخل الجسم. عندما تتعطل هذه العملية، يزداد خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل السرطان والأمراض العصبية كمرض الزهايمر.

وقد ثبت أن الصيام يُحفز الالتهام الذاتي في الدراسات التي أجريت على الحيوانات، مما يشير إلى أن الصيام القصير قد يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.

- إدارة مرض السكري من النوع 2: تشير بعض الدراسات إلى أن الصيام قد يزيد من حساسية الخلايا للأنسولين، مما قد يساعد في تقليل الاعتماد على الأدوية.

ويُعرف مرض السكري بأنه حالة تصبح فيها الخلايا أقل حساسية للأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تحويل الطعام إلى طاقة وتنظيم مستويات السكر في الدم.

وتشير الدراسات إلى أن الصيام قد يزيد من حساسية الخلايا للأنسولين. ففي دراسة صغيرة نُشرت عام 2023، شملت 36 شخصاً مصاباً بالسكري اتبعوا صيامًا متقطعًا لمدة ثلاثة أشهر، أظهرت النتائج أن 90% من المشاركين تمكنوا من تقليل جرعات أدوية السكري، بينما شهد أكثر من نصفهم تحسناً ملحوظاً في حالة مرض السكري لديهم.

- علاج ارتفاع ضغط الدم: أظهرت دراسة أجريت في 2022 أن الصيام المائي يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم الانقباضي لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، حيث خضع المشاركون للصيام تحت إشراف طبي لمدة 17 يومًا.

 

 

- تحسين صحة القلب: تعد أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة، ويصاب ما يقرب من مليون أمريكي بنوبة قلبية كل عام. 11 تشير بعض الأدلة إلى أن الصيام العرضي قد يحمي من أمراض القلب. الصيام يقلل من الإجهاد التأكسدي في الجسم ويحفز الكيتوزية الغذائية. 3

كما يمكن أن يؤثر الصيام بعد الإصابة بنوبة قلبية على العديد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل إيجابي. وتشمل عوامل الخطر هذه ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري والسمنة.

المخاطر المرتبطة بالصيام المائي

بالرغم من فوائده المحتملة، يحمل الصيام المائي بعض المخاطر، لذا، يجب عدم البدء بالصيام المائي دون استشارة طبية:

زيادة خطر الجفاف: قد يبدو الأمر غير متوقع، ولكن الجفاف يبقى خطرًا قائمًا أثناء الصيام المائي، لأن الترطيب يعتمد على أكثر من مجرد شرب الماء. يحتاج الجسم إلى معادن مثل البوتاسيوم والصوديوم والمغنيسيوم التي نحصل عليها من الطعام.

- انخفاض ضغط الدم الانتصابي: يمكن أن يزيد الصيام من خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم عند الوقوف بسرعة، مما قد يؤدي إلى الدوار والسقوط.

- نقص الصوديوم (فرط الماء): قد يحدث نقص في مستوى الصوديوم نتيجة شرب كميات كبيرة من الماء دون تعويض الصوديوم والمعادن الأخرى، خاصة عند التعرق الشديد.

من يجب عليهم تجنب الصيام المائي؟

يكون الصيام المائي مناسبًا للأشخاص الأصحاء الذين لا يتناولون أدوية بشكل مستمر. ولكن هناك عدة أمور يجب أخذها في الاعتبار، مثل الشعور بالتعب والضبابية الذهنية. كما أن فقدان الوزن خلال فترة قصيرة قد يكون ناجمًا عن فقدان الماء أو العضلات وليس الدهون.

ولكن الصيام المائي قد لا يناسب جميع الأشخاص، لذا من المهم التحدث مع مقدم الرعاية الصحية قبل الشروع فيه، خصوصًا إذا كنت تتناول أدوية. وهناك فئات معينة يجب عليها تجنب الصيام:

- أعمار معينة: لا يُنصح بصيام الماء للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا أو تزيد عن 65 عامًا. الأطفال تحت سن 18 عامًا ما زالوا في مرحلة النمو ويحتاجون إلى التغذية من وجبات منتظمة. كما لم تتم دراسة تأثيرات الصيام على كبار السن بشكل كافٍ.

-مرضى الكلى المزمن (CKD): يُنصح الأشخاص الذين يعانون من مرض الكلى المزمن عادةً بعدم الصيام، لأنه قد يؤدي إلى تدهور وظيفة الكلى. ومع ذلك، تشير بعض الأدلة إلى أن المصابين بمرض الكلى حتى المرحلة الثالثة قد يصومون تحت إشراف طبي دقيق.

-مرضى السكري: يُنصح الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول بعدم صيام الماء. وفي حالة الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل البدء بالصيام، نظرًا لخطر الإصابة بنقص السكر في الدم (انخفاض نسبة السكر في الدم). قد يتطلب عدم تناول الطعام تعديل جرعات الأنسولين أو الأدوية الأخرى، وهو ما يجب القيام به فقط تحت إشراف طبي.

- الذين يعانون من اضطرابات الأكل: : الأشخاص الذين لديهم تاريخ مع اضطرابات الأكل يُنصحون بتجنب الصيام المائي، حيث قد يؤدي إلى تفاقم هذه الاضطرابات أو البدء في نمط تقييد الطعام والإفراط فيه.

- الحمل أو الرضاعة الطبيعية: تزداد الاحتياجات الغذائية والسعرات الحرارية خلال فترة الحمل أو الرضاعة، وأي تغيير في النظام الغذائي قد يؤثر على الجنين أو الطفل. لذلك، لا يُنصح بالصيام لأي شخص حامل أو مرضع.

JoomShaper