صحتك في غذائك : كيف نتعامل مع ضجة ڤيتامين جيم؟
- التفاصيل
تتيانا الكور
فيتامين جيم (C)، الذي نشير له أيضا بحمض الأسكوربيك، يعتبر من الفيتامينات الذائبة في الماء والتي يحتاجها جسمنا بصورة أساسية لأننا لا نستطيع تصنيعه أو حتى تخزينه، بل يتخلص جسمنا في العادة من الفائض منه عن طريق البول. لذلك يجب علينا أن نتناول إحتياجاتنا منه بشكل يومي وبصورة دائمة.
ويلعب فيتامين جيم دورا مهما في قدرتنا على التمتع بصحة جيدة إذ يدخل في تركيب بروتين الكولاجين الضروري لصحة جلدنا، و الأنسجة والأربطة التي تربط أعضاء جسمنا بعضها ببعض، وهو ضروري لصحة أوعيتنا الدموية حتى لا تخدش بسهولة ، ولصحة لثتنا حتى لا تنزف بسهولة، كما أنه يساعد على إلتئام جروحنا بسرعة . كل هذه الفوائد حقا تستدعي إستحداث ضجة علمية حوله، إلا أن ما أثار الجدل العلمي في الآونة الأخيرة هو إعتبار فيتامين جيم مادة مضادة للأكسدة والتي تمنع بدورها تجمع مادة «الجذور الحرة» الناتجة عن عمليات الإستقلاب في الجسم. ويؤدي تجمع «الجذور الحرة» إلى العديد من التغبرات في جسمنا، مثل الشيخوخة، وأمراض السرطان والقلب، وإلتهابات المفاصل. وما تزال الأبحاث مستمرة في كشف ما قد نحتاج من تناوله من فيتامين جيم للوقاية من تغيرات الشيخوخة والسرطان وأمراض القلب وإلتهابات المفاصل.
ويتواجد فيتامين حيم في غالبية الفواكه والخضار. وتتصدر الحمضيات أعلى قائمة الفواكه الغنية بفيتامين جيم (مثل البرتقال والجريبفروت وعصائرهما)، يليها فاكهة الجوافة، البندورة، المانجا، الفراولة، البطيخ، الأناناس، والتوت بأنواعه، بينما يتصدر الفلفل بأنواعه (الأخضر والأصفر والأحمر) قائمة الخضار الغنية بفيتامين جيم، يليها البروكولي، والبطاطا الحلوة، والكوسا، والملفوف، والسبانخ.
وتشير المعايير الدولية على وجود العديد من العوامل التي تؤثر على معدل ما نحتاج تناوله من فيتامبن جيم بالإعتماد على: 1) المرحلة العمرية وتقدم العمر: إذ أن هنالك إختلافات بين إحتياجات الرضع والأطفال والمراهقين والبالغين وكبار السن. 2) نوع الجنس، إذ يحتاج الذكر كمية أعلى مما تحتاجه الأنثى لمواكبة إحتياجات الجسم. 3) مرحلة الحمل والرضاعة لدى النساء. 4) النمط الحياتي الضاغط، إذ يحتاج الأشخاص الذين يتعرضون للضغط والتوتر إلى كمية أعلى من الفيتامين وذلك لأن الجسم يفقد كميات كبيرة من فيتامين جيم عن طريق البول عند التعرض للضغوطات والتوتر. 5) التدخين: إذ يحتاج المدخنون والذين يتعرضون لدخان المدخنين إلى كميات أعلى نسبيا. 6) الحالة الصحية والمرضية. 7) الوراثة، خاصة إذا ما كانت حصى الكلى منتشرة في سجل العائلة الصحي.
وبشكل عام توصي منظمة الصحة العالمية بتناول ما يقارب عن 45 ملغم يوميا لدي البالغين، بينما توصي الأكاديميه الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة بتناول ما يقارب 60 الى 95 ملغم يوميا لنفس المرحلة العمرية. والجدير بالذكر بأنه يمكن لأي شخص منا أن يلبي إحتياجات جسمه أو جسمها من فيتامين جيم عن طريق تناول الخضار والفواكه ومراعاة التنويع في مصادرها بشكل يومي، وبمعدل خمس حصص في اليوم الواحد (وتعادل الحصة الواحدة حبة فاكهة متوسطة الحجم، نصف كوب من عصير الفواكه أو الخضار المطبوخة، وكوب من الخضار النية).
وهنالك بعض الحالات التي يصعب الحصول فيها على ما نحتاجه من فيتامين جيم عند تناول المصادر الغذائية منه فقط، وذلك لأن فيتامين جيم يتأثر بالحرارة، ويتأثربالضوء، ويتأثر بالهواء. كما قد تستدعي الحاجة إلى وصف بعض المكملات الغذائية في بعض الحالات المرضية أو الحياتية حسب ظروف الشخص.
ويجب التنويه بأنه يجب تناول كميات أكبر من الماء والسوائل مع المكملات الغذائية لفيتامين جيم لأنها تزيد من التبول. كما ويجدر بي الإشارة إلى توخي الحذر وإستشارة الأخصائي عند تناول مكملات فيتامين جيم مع بعض الأدوية، كالأسبرين، والمسكنات، وأدوية ضغط الدم، وبعض أدوية السرطان (السايكلوسبورين)، وبعض أدوية القلب (النايترات)، وبعض المضادات الحيوية (التتراسايكلين)، والوورفارين.
وغالبا ما تقتصر أعراض نقص فيتامين جيم لدى البالغين على الشعور بالتعب والضعف ، وآلام في المفاصل والعضلات، وخشونة شعر الرأس، وجفاف الجلد، ونزيف الدم من الأنف. ويؤدي نقص فيتامين جيم في مراحل متقدمة إلى داء الأسقربوط والذي يتميز بفقر الدم ، نزيف اللثة، والتأخر في إلتئام الجروح. ويمكن لنقص فيتامين جيم المزمن أن يؤدي إلى زيادة في وزن الجسم نظرا لضعف قدرة الجسم على حرق الطعام والقيام بعمليات الإستقلاب، إلا أن الأبحاث جارية بهذا الخصوص.
وبالرغم من أننا نعتبر بأن حالات التسمم من فيتامين جيم نادرة جدا، ألا أنه تشيع لدينا ظاهرة تناول جرعات كبيرة من فيتامين جيم (خاصة تلك المعنية يتناول 1000 ملغم فما فوق)، خاصة في فصلي الخريف والشتاء، ولكني أوصي بتوخي الحذر في تناول هذه الجرعات لما قد تتسبب به من مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل عسر الهضم (خاصة عند تناول الفيتامين بدون طعام وعلى معدة فارغة)، والإسهالات. وسرعان ما تختفي هذه الأعراض عند تقليل الجرعة المتناولة (إذا كانت فوق 2000 ملغم يوميا). ومن المشاكل الأخرى التي يمكن أن تتسبب فيها الجرعات الكبيرة هو تفاقم حالة الكلية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من تواجد الحصى والحجارة فيها.
فيتامين جيم والتدخين
من المعروف والمثبت علمبا بأن إحتياجات المدخن أو المدخنة من فيتامين جيم تزيد مرة ونصف على الأقل عن إحتياج غير المدخن أو المدخنة إذ تحتاج المرأة المدخنة إلى حوالي 95 ملغم يوميا، بينما يحتاج الرجل المدخن إلى 110 ملغم يوميا. وتختلف النسبة باختلاف كمية التبغ المتناولة من سجائر، وأرجيلة، وسيجار، أو منتجات التبغ الأخرى.
ويعود سبب زيادة إحتياجات فيتامين جيم لدى المدخنين والمدخنات نظير ما تتسبب به المواد الكيميائية في منتجات التبغ من تحطيم لفيتامين جيم في الجسم إذ يمكن لتدخين سيجارة واحدة أن تحطم ما نحتاجه من فيتامين جيم خلال اليوم الواحد فقط!
ولعل أحدث ما أشارت إليه الأبحاث الحالية بأن الإحتياجات اليومية لدى الأشخاص من غير المدخنين والمدخنات والذين يتعرضون إلى دخان المدخنين والمدخنات على حد سواء تزداد أيضا، وبنفس نسبة المدخن والمدخنة (أي تحتاج المرأة غير المدخنة والمعرضة باستمرار للدخان إلى حوالي 95 ملغم يوميا، بينما يحتاج الرجل غير المدخن والمعرض باستمرار للدخان إلى 110 ملغم يوميا) ، خاصة الدخان في المنزل و في العمل، وذلك لما يحدثه هذا التعرض للدخان من أضرار في تحطيم فيتامين جيم في جسم غير المدخن أو المدخنة.
والآباء يعانون ايضا من كآبة بعد الولادة
أظهرت دراسة نشرت مؤخرا بأن وجود طفل حديث الولادة في المنزل قد يتسبب في كآبة 20 في المائة من الرجال وحتى بلوغ الطفل عامه الأول.
وقالت الدراسة، التي نشرت في مجلة طب الأطفال والطب الأسري، إن النساء عادة ما يكن أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة النفسية، وهي ما تعرف بكآبة ما بعد الولادة، أكثر من الرجال، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل، غير أن العلماء أكدوا على ضرورة عدم إهمال ما قد يواجهه الآباء من كآبة أيضا.
يقول الدكتور إيروين نازاريث، صاحب الدراسة والأستاذ بجامعة لندن: «هناك تركيز كبير على الحالة النفسية للأم بعد الولادة، إلا أن على العلماء الاهتمام بالعائلة بأكملها، وليس فردا واحدا فقط.»
وكانت دراسة سابقة قد أثبتت أن 10 في المائة من الآباء يعانون من كآبة ما بعد الولادة، والمرتبطة بكآبة الأم.
وترجع أسباب هذه الكآبة إلى التغيرات الحاصلة في البيئة المحيطة بالرجال، كما تقول الدراسة بأن الرجال الأكثر عرضة للإصابة بهذه الكآبة هم أولئك البالغون من العمر 24 عاما وأصغر، وفقا للدراسة.
يقول نازاريث: «عادة ما تكون هناك تغيرات في العلاقة الشخصية بين الوالدين، فبعد قدوم المولود الجديد، تتطلب هذه العلاقة مسؤوليات أكبر، بالإضافة إلى حصول تغيرات في برنامج النوم، والذي بالتالي يمكن أن يؤدي إلى كآبة الرجال.»
ويأمل العلماء في أن ترفع هذه الدراسات من درجة الوعي بشأن كآبة ما بعد اللادة لدى الرجال، وتشجيعهم على مناقشة هذه القضايا مع عائلاتهم والخبراء النفسيين.
وتستمر أعراض هذه الكآبة لمدة قد تزيد عن الأسبوعين، يظهر خلالها على الوالد التعب الشديد، والإحساس بالعزلة، ويتضمن العلاج جلسات استشارة وتناول أدوية مصادة للكآبة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.