واشنطن - خدمة قدس برس
أبرزت دراسة طبية دور الأنماط الحياتية الصحية في التقليل من مخاطر نشوء سرطان الثدي عند النساء في مرحلة انقطاع الطمث، حتى بالنسبة لمن يمتلكن تاريخاً عائلياً ذا صلة بالمرض.
وأشارت الدراسة، التي نفذت بإشراف مختصين من المركز الطبي بجامعة روشستر الأمريكية، إلى أن اتباع العادات الصحية كممارسة المشي والمحافظة على أوزان طبيعية، يمكن أن ُيسهم في التقليل من احتمالية إصابة المرأة بسرطان الثدي، حتى بالنسبة لمن لديهن أقارب أصيبوا بهذا المرض.
وشملت الدراسة ما يزيد عن 85 ألف إمرأة ممن بلغن مرحلة انقطاع الطمث، ترواحت أعمارهن ما بين 50-79 عاماً، جميعهن كن مشاركات في دراسة أُجريت حول صحة النساء. وحرص الباحثون على استثناء المشاركات اللواتي اصبن بسرطان الثدي، وكذلك من أصيب أقارب لهن - من الحلقات القريبة - بهذا المرض قبل سن الخامسة والأربعين، فهن قد يمتلكن أنماطاً جينية سائدة ذات صلة بالمرض.
وهدفت الدراسة إلى تحديد ما إذا كانت توصيات جمعية السرطان الأمريكية حول الوقاية من سرطان الثدي، والتي تشدد على أهمية ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي جيد، يمكن أن تقلل من معدلات الإصابة بهذا المرض.
وتضمنت الدراسة تقييم المشاركات لجهة التزامهن بتوصيات الجمعية بهذا الخصوص، بعد أن تم توزيعهن إلى مجموعتين؛ الأولى تألفت من المشاركات اللواتي أصيب أقاربهن بسرطان الثدي في مرحلة ما بعد الخامسة والأربعين، والثانية ضمت النساء اللواتي لم يصب أي من أقاربهن بهذا النوع من الأورام السرطانية.
وعمد المختصون بعد ذلك إلى رصد حالات "سرطان الثدي الغازي" التي ظهرت بين المشاركات خلال فترة بلغت في المتوسط 5.4 سنة خلال الدراسة.
وأفادت نتائج الدراسة، التي نشرتها  اليوم (12/10) "دورية بحوث سرطان الثدي"، بأن معدل الإصابة بسرطان الثدي كان الأقل بين النساء اللواتي أظهرن التزاماً كبيراً بتوصيات جميعة السرطان الأمريكية فيما يختص بتني أنماطٍ حياتية صحية، حيث بلغ 5.94 حالة لكل ألف إمرأة بالنسبة لمن امتلكن تاريخاً عائلياً ذات صلة بسرطان الثدي (المجموعة الأولى)، فيما انخفض معدل الإصابة  إلى 3.5 حالة لكل ألف إمراة عند اللواتي لم يصب أي من أقربائهن بهذا المرض (المجموعة الثانية).
إلا أن الانخفاض في معدلات الإصابة كانت أقل عند النساء اللوتي لم يلتزمن بأي من تلك التوصيات، حيث وصل معدل الإصابة عند هؤلاء إلى 6.97 حالة لكل ألف إمرأة (المجموعة الأولى)، و 4.67 حالة لكل ألف إمرأة (المجموعة الثانية)، بحسب النتائج.
وفي تعليق على نتائج الدراسة أوضح الدكتور "روبرت جراملينج"، الأستاذ المشارك من دائرة (طب العائلة والمجتمع والطب والوقائي) من الجامعة ورئيس فريق المؤلفين، أنه من المهم الإشارة إلى أن التاريخ العائلي للإصابة بالمرض قد ينشأ بشكل جزئي بسبب ممارسة سلوكيات غير صحية تنتقل عبر الأجيال.
ويضيف :" تظهر دراستنا أن الانخراط في الأنماط الحياتية الصحية ُيمكن أن يساعد النساء"، حتى عند وجود استعداد لديهن تجاه الإصابة بالمرض، وفقاً لما أشار.

JoomShaper