الاتحاد/ترجمة: هشام أحناش
نمط العيش الذي تتبعه كل بنت حواء يؤثر بطريقة ما على خصوبتها. فهناك أنماط حياتية تزيد معدلات الخصوبة، كما هناك أخرى تُضعفها. وإذا كنت تتمنين الحمل أو تُخططين له في المستقبل القريب، فقد تتساءلين عن مستوى خصوبتك وإمكانية تحسينها في حال كانت أقل من المستوى المطلوب. وهناك طبعاً بعض العوامل التي لا تملك المرأة حُيالها حولاً ولا قوةً- مثل القضايا الصحية التي تؤثر سلباً على خصوبة المرأة- لكن هناك عوامل أخرى من شأن اتباعها أو تفاديها التأثير إيجاباً أو سلباً على مستوى الخصوبة لديها. فالخيارات التي تتخذينها أسلوباً لحياتك قد تُعزز خصوبتك وتزيدها، كما قد تجعلها في تقهقهر مستمر.
يمكن تعريف خصوبة المرأة بأنها قدرتها على أن تحمل بشكل بيولوجي طبيعي. وقد يتساءل الزوجان الراغبان في الإنجاب عن مستوى خصوبة كل واحد منهما في حال حاولا خلال أكثر من سنة دون أن تتكلل محاولاتهما بالنجاح. وقد يكمن سبب ذلك في وجود مشكلات صحية قد تسهم إضعاف خصوبة المرأة، ومن بين هذه المشكلات اضطرابات الإباضة، وتلف أنابيب قناة فالوب، ومشاكل الرحم، وانتباذ بطانة الرحم، الذي يحدث عندما تنمو أنسجة شبيهة ببطانة الرحم خارج الرحم على جانبي تجويف الرحم، لتمتد إلى قناتي فالوب ثم المبيضين، أو إلى عنق الرحم، مُسببةً التهابات ثم التصاقات وآلام حوض دورية.
ويلعب السن أيضاً دوراً هاماً في الخصوبة. فتأجيل الحمل يمكنه التقليل من احتمالات قدرة المرأة على الحبل. فعندما تصل المرأة 30 سنةً فما فوق، تنخفض جودة بويضاتها ويقل عدد مرات تبويضها، حتى وإن ظلت دورتها الشهرية منتظمة. أضف إلى ذلك أن تخصيب بويضات المرأة المتقدمة في السن أصعب من تخصيب بويضات المرأة صغيرة السن.
نصائح ومحاذير
إن اختيارات المرأة على مستوى أنماط الحياة التي تتبعها لها أثر هام على خصوبتها. ولذلك ينصح أطباء الخصوبة النساء باتباع الخطوات الآتية:
- الحفاظ على وزن صحي. فالوزن الزائد أو الوزن الناقص يؤثر سلباً على إنتاج هرمونات الإستروجين لدى المرأة ويمنع حصول إباضة طبيعية. ولهذا فإن الحرص على التمتع بوزن مثالي يرفع عدد مرات الإباضة ويُضاعف احتمالات الحمل.
- تجنب الإصابة بأي نوع من أنواع العدوى المتنقلة جنسياً. فالأمراض المنقولة جنسياً -مثل مرض السيلان ومرض الكلاميديا (داء المتدثرات) ذي التأثيرات المدمرة على الأعضاء الداخلية- قد تؤدي إلى إتلاف أنابيب قناة فالوب. ويجدُر التذكير إلى أن تعدد الشركاء الجنسيين هو أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمثل هذه الأمراض والتسبب من ثم في حدوث مشكلات في الخصوبة.
- مراجعة الطبيب بشكل منتظم وإجراء فحوص دورية. فتعويد كل امرأة نفسها على مراجعة الطبيبة بانتظام للاطمئنان على خصوبتها يساعدها على متابعة حالتها بدقة، واستباق علاج أي مشكلات قد تُهدد خصوبتها.
حماية الخصوبة
لحماية خصوبتك، عليك اجتناب الآتي:
◆ التدخين. فبالإضافة إلى إضراره بعنق الرحم وأنابيب قناة فالوب، يؤدي التدخين إلى شيخوخة المبيضين ونضوب البويضات بشكل مبكر. كما أن النيكوتين وباقي المواد الكيميائية الموجودة في السجائر تؤثر سلباً على إنتاج هرمونات الإستروجين، وتجعل البويضات أكثر عُرضةً للإصابة باضطرابات جينية. فعلى المرأة المدخنة أن تُخبر طبيبها وتطلب منه مساعدتها على الإقلاع عن التدخين.
◆ الإفراط في استهلاك الكافيين. فتناول الكافيين بشكل كبير يرفع نسبة إنتاج هرمونات الإستروجين ويُقلل وتيرة استقلابها، ويُسهم بذلك في إلحاق الضرر بأنابيب قناة فالوب والتسبب في مرض الانتباذ البطاني الرحمي. ولحماية خصوبتك، لا تستهلكي الكافيين إلا بكميات محدودة، واحرصي على أن لا تتجاوزي ما يعادل ستة أكواب قهوة في اليوم (900 ميليجرام كافيين). ويوجد الكافيين في القهوة والشاي والشوكولاته والصودا ومشروبات الطاقة.
◆ التوتر. فالتوتر الشديد يمنع حدوث الإباضة، كما أن الإصابة بتوتر خفيف يؤثر أيضاً على خصوبتك. وعلى الرغم من حاجة الباحثين إلى إجراء المزيد من البحوث لمعرفة تأثير التوتر على خصوبة المرأة بشكل أدق، فإنهم يوصون بالحرص على الابتعاد عن مُسببات التوتر، واستخدام طرق صحية في الجماع لمضاعفة احتمالات حدوث حمل.
◆ ممارسة أنشطة تحمل بدنية كثيفة. فمزاولة أنشطة آيروبيك كثيرة قد تضر بخصوبة المرأة عبر تسبُبها في تقليل إنتاج هورمونات البروجستيرون ومنع حدوث الإباضة. وإذا كان وزنك مثالياً وكنت تفكرين في الحمل قريباً، فحاولي التقليل من تمارين الآيروبيك بحيث لا تتجاوز مدتها ساعتين في الأسبوع. أما إذا كان وزنك زائداً، فاستشيري طبيبتك عن عدد ساعات التمارين الرياضية التي يتعين عليك ممارستها أسبوعياً.
◆ التعرض للسموم. فتعريض المرأة نفسها لمواد كيماوية وملوثات متعددة قد يضر بخصوبتها. إذ إن العاملات في الحقول الزراعية وأولئك اللاتي يعملن في مصانع إنتاج حبوب منع الحمل يُعرضن أنفسهن لمخاطر الإصابة باضطرابات الدورة الشهرية. وتعتبر العاملات في عيادات طب الاسنان معرضات كذلك لمستويات عليا من أوكسيدات النيتروس والمذيبات العضوية من قبيل المواد الكيميائية المستخدمة في التنظيف الجاف. كما أن تعرُض العاملات في المصانع لأدوية وكيماويات خلال عملية التصنيع يرفع نسبة مخاطر الإضرار بخصوبتهن. ومن ثم فإن إخبار المرأة طبيبتها حول نوع عملها وظروفه تفيدها في تحديد ما إذا كان وسط عملها يُعرض خصوبتها لمخاطر ومشاكل صحية.
استشارة محمودة
إذا كنت تُفكرين في الحمل قريباً وكنت قلقةً بشأن تأثير نمط حياتك على خصوبتك، فلا تترددي في استشارة طبيبتك. فهي قادرة لا محالة على مساعدتك على تحسين مستوى خصوبتك ومضاعفة فرص الحبل والحمل دون اللجوء بالضرورة إلى علاج الخصوبة.
عن موقع “mayoclinic.com”
خصوبة المرأة تتأثر بنمط حياتها وظروف عملها
- التفاصيل