نوار الماغوط
يقول المثل الشعبي الذي لدغته الحية يخاف جر الحبل , لا تستطيع المرأة في مجتمعاتنا أن تغير قناعتها في عدم أخذها الدواء رغم مرضها الشديد فمأساة التاليدوميد في عام 1960 والذي سبب استعماله ولادة آلاف الاجنة فاقدي الاطراف ما زالت ماثلة للعيان حتى اليوم وقد ادت المشاكل المماثلة إِلى إِمتناع معظم الامهات عن استعمال اي دواء اثناء الحمل مهما كان الدواء ضروريا
لذلك قامت منظمة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA) بوضع تصنيف خاص للادوية حسب درجة خطورة الدواء المحتملة على جنين الأم ويقسم هذا التصنيف إلى خمس مجموعات (A,B,C,D and X) ، وذلك لمساعدة المتخصص في مجال الطب والدواء، سواء أكان طبيباً أم صيدلياً وكذلك الشخص العادي، على تصنيف الدواء بسرعة عند استخدامه أثناء الحمل.
وهذا التصنيف هو كالتالي :
: A الدواء سليم بشكل موثوق.
: B الدواء سليم على الحيوان ، ولم تثبت الدراسات وجود ضرر على جنين الإنسان.
: C الدواء مؤذ للحيوان ، ولا توجد دراسة للدواء تثبت أذاه على جنين الإنسان
لذلك لا يستعمل هذا الدواء عند المرأَة الحامل إِلا عند الضرورة.
; D الدواء مؤذ نسبيا للجنين الإِنساني ولا يستعمل هذا الدواء إِلا عند تعرض الحامل لخطر الموت عند غياب هذا الدواء.
; F الدواء مشوه للجنين الإِنساني والحيواني ولذلك لا يمكن استعمال هذا الدواء.
إن استعمال الدواء عند الحامل لا يعني إن جنينها سيصاب حتما بالتشوه ويكمن السبب في ذلك إلى تداخل عدة عوامل في تكوين المشكلة كما يقول الدكتور ناصر بوكلي حسن استشاري الوبائيات وطب المجتمع في الجامعة السورية
أـ العوامل الوالدية : ونقصد بها مجموعة العوامل الموجودة عند الاُم الحامل نفسها إذ أن اختلاف طريقة اعطاء الدواء قد يعني غياب المشكلة أو تفاقمها فمثلا ان إعطاء النيوميسين عن طريق الفم للمرأة الحامل لن يجلب اي ضرر للاُم الحامل وللجنين لأن النيوميسين لا يمتص عن طريق الامعاء بل يؤثر تاثيرا موضعيا.
اما إعطاء الكاناميسين عن طريق العضل وهو دواء ينتمي إِلى فصيلة النيوميسين نفسها فقد يجلب الصم للجنين وخاصة إِذا أُستعمل لمدة طويلة وبكميات مفرطة.
كما تؤثر عوامل اُخرى عديدة في تحديد المشكلة مثل وقت اعطاء الدواء في الاشهر الاُولى من الحمل أو في الاشهر الاخيرة وكذلك فإن حالة الاُم الصحية وسلامة كبدها وكلوتيها والتداخلات الدوائية لها عظيم الاثر في كبح جماح المشكلة أو تفاقمها وهناك العوامل الجينية والوزن الجزئي للدواء وغيرها .
لا شك إن كثير من انواع الادوية محظورة على المرأه الحامل تناولها بالمقابل هناك الادوية التي يمكن للمرأَة الحامل استخدامها اثناء الحمل باشراف الطبيب دون خوف أو وجل بشكل يقلل من أعراض مرضها او يشفيها دون مخاطر إصابة جنينها بهذا المرض أو غيره و التمتع بحمل امن و سليم .
الحمل و الأدوية
- التفاصيل