غادة بخش
في الوقت الذي نسمع فيه عن اكتشافات جديدة لعلاج السرطان أو الحد منه نسمع أيضا عن أعداد إضافية من المصابين مما يعني تزايد هذا المرض الخبيث وانتشاره.
الدكتور عبد الرحيم قاري (مدير مركز قاري الطبي، استشاري أمراض الدم والأورام) أوضح لـ (لها أون لاين) الكثير من المعلومات حول أسباب انتشار الأورام وطرق الوقاية منها.
بداية دكتور عبدالرحيم، يعد السرطان من الأمراض الخطيرة جداً، فما هي أهم مسببات انتشار هذا المرض ؟
المسببات كثيرة لكن التغذية لها دور واضح في الإصابة بالسرطان والخطر الواضح هو زيادة السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد لدي إحصائيات توضح أن الفرد السعودي يتناول في المتوسط 4000 سعر حراري بينما كان يتناول عام 1970م 1800 سعر حراري وهو يعني أن ما يتناوله الفرد من سعرات حرارية الآن أكثر من ضعف السعرات التي يحتاجها الشخص العادي لذا نجد في مدن المملكة التي يعتمد سكانها على الوجبات السريعة المليئة بالدهون كالرياض وجدة معدل إصابة أعلى بكثير من المدن التي يحتفظ سكانها بالعادات القديمة الصحية
كذلك نجد كثيراً من الأشخاص يتخوفون من الأغذية الجاهزة والمعلبة و ما تحويها من ألوان ومثبتات ومواد مسرطنة تكتشف بعد طرحها في الأسواق لأشهر وعلى الرغم من ذلك يتناولون كميات كبيرة منها.
وفي الحقيقة الأغذية المعلبة والجاهزة ليست بتلك الخطورة التي يتصورها البعض إذ كانوا على درجة من الوعي تمكنهم من اختيار الأنواع ذات الجودة العالية والمضمونة و الأهم تناول الأغذية الصحية التي تساعد على مقاومة الأمراض
ولكن يقال أن التلوث البيئي وراء الإصابة بالسرطان فما مدى علاقة انتشار السرطان بالتلوث ؟
أجريت بحوث كثيرة حول العوامل البيئية والتلوث و ارتباطها بالسرطان ووجدنا خلال هذه البحوث أن أكثر العوامل البيئية المؤثرة في صحة الفرد هو ما يسببه من تلوث لنفسه لأنه تلوث مباشر مثل التدخين الذي يعتبر من أكثر الملوثات البيئية خطورة على الصحة.
كثيرا لا يجد الأطباء سبب مباشر للسرطان فتعزى الإصابة إلى التوتر أو حالة المريض النفسية فهل ترجع مسببات بعض الأورام للتوتر والقلق ؟
فعلاً يشاع أن الحالة النفسية السيئة و التوتر سبب من أسباب السرطانات الغير معروف سببها لكن في الحقيقة لا يوجد دليل علمي إلى الآن يشير إلى أن الحالة النفسية تؤدي للسرطان لكن نجاح العلاج يعتمد إلى حد كبير على وجود دعم اجتماعي ونفسي.
مع تعدد أسباب السرطانات تزايدت أعداد المصابين ما هي آخر الإحصائيات التي تبين مدى انتشاره ؟
أعداد المصابين المتزايدة بمرض السرطان زيادة فعلية بسبب زيادة عدد السكان وهو أمر طبيعي عدا سرطان القولون فتعتبر فيه الزيادة ملحوظة خاصة لدى الرجال.
بالنسبة للمملكة فإن نسبة الإصابة بالسرطان أقل من الدول الغربية فحسب منظمة الصحة العالمية يصاب 80 شخص لكل 100,000 بينما في الدول الغربية يصاب حوالي 200 إلى 300 شخص لكل 100,000 لأن التركيبة السكانية في السعودية مختلفة تماما عن الدول الغربية ففي حين تتزايد أعداد الأطفال الذين تقل عندهم الإصابة بالسرطان في الدول العربية يتزايد أعداد الشيوخ لدى الدول الغربية وهم الفئة المعرضة أكثر لمثل هذه النوعية من الأمراض
هذا لا يعني أن الأطفال لا يصابوا بالمرض فعلى الرغم أن الإصابة أقل عندهم لكنهم يصابون بأنواع مختلفة و خطيرة من السرطانات ونحن كأطباء نهتم بهذه الفئة من المرضى ونسعى لدراسة أنواع السرطان التي تصيب الأطفال وطرق علاجها خاصة أن أكثر ما يصيب الأطفال سرطان الدم و سرطان الدماغ
والإحصائيات بالنسبة للبالغين حسب السجل الوطني للأورام تبين أن أنواع السرطان التي تنتشر بين الرجال غير التي تنتشر عند النساء فيصاب الرجال عادة بسرطان القولون والمستقيم وهو من أكثر الأورام انتشارا بينما في النساء فإن سرطان الثدي ما زال في مقدمة السرطانات التي تصيب النساء. ومنذ عدة سنوات فقط بين عامي 1994 و 2004 ارتفعت حالات سرطان الثدي بنسبة 66% وهي نسبة كبيرة كذلك سرطان الدرقية ينتشر عند النساء أكثر من الرجال أما سرطان الجلد فتعبر الإصابة به عند النساء ضئيلة.
أخيرا ما هو دوركم كأطباء في التوعية و نشر الثقافة الصحية للحد من تزايد الإصابة ؟
الشخص العادي يملك مفاتيح الصحة ومفاتيح المرض وزيادة التوعية الصحية واجب على الطبيب في توضيح المعلومة الصحيحة للمواطن سواء للوقاية أو العلاج ولكن يبقى الدور الأكبر على الجهات الإعلامية لأنها حلقة الوصل بين المواطن العادي وبين المريض و من جهة أخرى الإعلام المؤثر يصل إلى شريحة كبيرة من الناس بشكل مباشر لذا أدعو كل من يستطيع أن يؤثر في الناس ويساهم في توعيتهم أن يبادر في هذا العمل فمن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعاً.
حوار حول أسباب تزايد الإصابة بمرض السرطان في عصرنا
- التفاصيل