الدكتور سميح خوري
مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم
حسب المراجع الطبية, وجد ان واحدة من كل خمس نساء نصاب بالليفة, لكن هذا لا يعني انها تصاب باعراضها, لانه حصل ان هناك نساء لم يعلمن اطلاقا انهن مصابات بالورم الليفي اثناء حياتن, وعندما اجريت لهم فحوص سريرية والتراساوند لمرض ما, اتضح انهن مصابات بها.
ما هي الليفة؟
هي ورم لحمي يحتوي على عضل ونسيج لين محيط به. اصل الكلمة نابع من اليونانية (Mys) وتعني عضل.
قد يكون حجم الليفة صغيرا جدا, او متوسطا بحجم الليمونة, او حتى ضخما بحجم كرة القدم, لدرجة ان الوزن يختلف من غرامات حتى كيلو غرامات. لكن عادة يُشخص الورم الليفي وهو بحجم معتدل, وغالبا ما نراه مابين الخامسة والثلاثين والخامسة والاربعين من عمر النساء.
اسبابها:
هناك عدة نظريات حول نشوئها, الا انه هناك نظرية يعتمدها اغلبية الاطباء لتفسير نشوئها وهي ان المواد الاستروجينية تُنشط نمو الليفة. فهو معروف لدى البعض ان الورم الليفي ينكمش على ذاته ويصغر متى تجاوزت المرأة سن الاياس وانقطعت عنها العادة الشهرية نهائيا.
إذاً يمكننا الافتراض دون جزم, ان الليفة تحتاج لهرمون الاستروجين للنمو, لكن ليست ناتجة عنه بمفرده. فهناك نساء عديدات يفرزن هرمون الاستروجين كغيرهن, ولا تنمو عندهن الليفة, وليس مؤكدا الاستعداد الوراثي عند بعض الاشخاص لظهوره عندهم.
انواعها وخصائصها:
شكلها دائري, وعددها افرادي او ثنائي او ثلاثي او اكثر. ويمكن ان تظهر بشكل ورم كبير الى جانب عدة اورام اخرى صغيرة. قد نجد الليفة في عنق الرحم او في الرحم, وتنمو عادة ضمن العضل الرحمي وهي صغيرة الحجم, لكن اثناء نموها التدريجي قد تتجه الى داخل الرحم او خارجه. فاذا بقيت كليا داخل عضل الرحم, تكون محاطة بألياف عضلية من كل جوانبها, واذا نمت الى جوف الرحم عندئذ تحيط بها البطانة الرقيقة من الداخل والألياف العضلية فيما تبقى. اما اذا نمت الى الخارج, فتتغطيها طبقة الرحم الخارجية الرقيقة وطبقة البريتون الرقيقة, بينما يبقى قسم منها ضمن عضل الرحم. ولليفة قساوة تفوق قساوة الرحم عادة.
ويتطور نمو الورم الليفي بشكل متنوع لللغاية, فيبدأ بالتحلل في غلب الاحيان او بالتكيس, فيظن الطبيب انه اما كيس مبيضي, او بالتكلس, او بالتقرح, او بالاهتراء جزئيا او كليا خاصة عند الاورام النافرة, عندما يهترئ الجذع المنبثق عن عضلة الرحم, او بالتحول الى الورم اللين, واحيانا نادر جدا (7ر0%) يتحول الى تضخم سرطاني, يعرف باسم ساركوما.
اعراضه:
اولا: النزف
لليفة النامية في جدران الرحم العضلية, قد تحدث نزفا كبيرا اثناء الميعاد, لكن دون اطالة مدة الحيض, وهذا النزف الغزير, يمكن شرحه باختلال توازن فسيلوجية التقلص الرحمي عند مجيء الدورة الشهرية. اما الليفة الداخلية فهي المعرضة اكثر من غيرها للنزف. وهنا تجدر الاشارة الى ان الدم الناتج عن وجود الليفة في الرحم ليس مانعا من التفكير بوجود سبب اخر مسؤول او مشارك في النزف.
ثانيا: الضغط على الاعضاء المجاورة:
من المنطقي ان يضغط الورم الليفي على القسم الاخير من الجهاز الهضمي (المستقيم) فينتج من جراء ذلك اضطرابات مثل صعوبة في البراز. والنوع الذي يؤدي الى مثل هذه الاضطرابات هو الليف النامي الى ما وراء الرحم, باتجاه العمود الفقري في جهته القطنية.
وقد تتعرض المثانة البولية الى ضغط ليفي عليها, فينتج عن ذلك ضرورة ملحة في التبويل مرات عديدة.
ثالثا: الألم:
حقيقة لا نعتقد بوجود الم ناتج عن ورم ليفي, الا في الحالات التالية:
- قد تحدث الاورام الليفية النامية خارج الرحم ألما اذا ما تميزت بجذع طويل معرض ان يلف على ذاته مما يؤدي الى منع دخول الدم النقي اليه, وتدريجيا الى الاهتراء والالتهابات الجرثومية. لا شك ان الألم الشديد ينتج مباشرة عن التفاف الجذع حول ذاته.
- اذا ما حصل تضخم مهم لليفة, عندئذ لا يمكننا نكران تأثير ضغطها على الالياف العصبية النابعة من العمود الفقري, مما يؤدي الى الم في الظهر.
الاورام الليفية والحمل:
الاورام الليفية الداخلية, هي احد اسباب العقم عند المرأة انها لا تسمح احيانا من تركيز البويضة الملقحة داخل الرحم من جهة, كما انها لا تسمح بنمو الجنين كما يجب داخل الرحم, وهذا يؤثر على سلامة نموه.
وقد تجهض الحامل المصابة بالليفة تلقائيا, لازدياد التقلصات الرحمية بسبب الروم. وهنا نشير الى انه يجب الا ننسب الى الليفة اسباب الاجهاض دوما. فهناك حوامل يحملن ليفات ضخمة وانجبن اطفالا بصحة جدية ودون صعوبة. صحيح تكثر الاشتراكات عند الحوامل المصابات بالليفة منه عند سواهن. فالليفات الداخلية والنامية في جدران الرحم, هي عامل مهم في ولادة الخداج وعامل مهم ايضا في ازدياد صعوبة الولادة. ولا ننسى ايضا النزف الذي يحصل قبل الولادة في الثلث الاخير من الحمل. فالورم الليفي يجبر المشيمة على النمو في غير مكانها الطبيعي, أي بجوار الفوهة الداخلية لعنق الرحم, مما يعرف بالمشيمة المتقدمة.
العلاج:
اذا كان الورم متسببا باعراض تشكو منها المصابة به, او سببا للعقم او للاجهاض المتكرر او ولادة اطفال خداج, عندها يكون العلاج باقتلاعها جراحيا.
تساؤلات نسائية - مفهومنا عن الليفة الرحمية
- التفاصيل