الدكتور سميح خوري -
بعض السيدات يشكين باستمرار من غزارة الضائعات المهبلية المائية غير الالتهابية. وهذه الافرازات تقلق بالهن بان هناك شيئا غير طبيعي في جهازهن التناسلي رغم تناولهن كثيرا من الادوية دون التوصل لحل هذه المشكلة.
تعنى هذه الحالة ازدياد مفرزات العنق ذات الكثافة الخفيفة (المائية) التي تحدث خارج فترة الاباضة دون وجود حالة مرضية موضعية كالتهاب عنق الرحم وتقرحه يُعزى سبب هذه الافرازات الى الاضطرابات النفسية عند المرأة، او الاجهاد، او قصور المبيض الوظيفي. لقد اختلف في تسميتها اذ يسميها البعض الافرازات النفسية، ويسميها البعض الاخر الافرازات العصبية، كما يسميها غيرهم الافرازات الناجمة عن اضطرابات مقوية الاوعية الدموية. من المفروض ان اسباب هذه الافرازات الناجمة عن ازدياد عمل عدد عنق الرحم (النشاط المخاطي لباطن العنق) تعود الى اضطرابات شديدة في الاجهزة المنظمة لعمل هذه الغدد وهي الجهاز العصبي النباتي والجهاز الهرموني، تلك الاجهزة التي تنظم كافة وظائف الجهاز التناسلي بما فيها مفرزات سراديب عنق الرحم، حيث تنظم كميتها وشفوفيتها وقوامها، لذا فليس من الصعب التصور ان أي اضطراب يصيب احد هذه الاجهزة سوف يؤدي الى اضطراب في افراز غدد العنق وبالتالي الى حدوث هذ الافرازات.
تعالج الافرازات الوظيفية المنشأ بعد نفي وجود أي التهاب في عنق الرحم او المهبل، الوسط، او الراحة الجسمية والنفسية، السباحة، والحمامات بالمياه المعدنية والنوم بشكل كافٍ، واعطاء المهدئات وفيتامين (ب2).
ومما يجدر ملاحظته هو ان افرازات العنق تنجم غالبا عن نقص الاستروجين، لذا ينصح باعطاء مقادير بسيطة من الاستروجين خارج فترة الطمث مما سوف يؤدي الى اثارة تنمي الغشاء المخاطي لباطن العنق والمهبل، كما يمكن ان يؤثر ايضا على الغشاء المخاطي لباطن الرحم.
مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم

JoomShaper