* الدكتور محمد احمد حوامده
في حالات القلق يشتكي الشخص من حالة توتر، وكثيرا ما يعاني من ضيق التنفس التي تعتبر توترات عضلية في مستوى الحزام البطني وفي مستوى العنق هذه التوترات العضلية هي مصدر الإحساس بضيق التنفس.
إن تقلصات عضلات الجدار البطني، تشرك مجهودا عند الشهيق بالتغلب الضغط الذي تمارسه التقلصات العضلية باتجاه البطن والتي تنقص من سعة التنفس.
هذه الضغوطات تعاكس الحركات التنفسية الطبيعية وتحد من سعتها وتشرك مجهودا إراديا للتنفس غير أن التنفس العادي يتم ومن المفروض بشكل اتوماتيكي وبكل حرية.
للعلم نذكر أن العضلة التنفسية الرئيسة هي الحجاب الحاجز وهو الذي يفصل التجويف الصدري عن التجويف البطني بشكل أفقي، فلما يتقلص تراه ينخفض في اتجاه الأسفل دافعا محتويات التجويف البطني إلى نفس اتجاهه.
في كل عملية شهيق يتقلص الحجاب الحاجز، وبانخفاضه يرفع من حجم الصدر والرئتين كل تقلص يدخل الهواء في الرئتين والحركات التنفسية تتبع إيقاع تقلصات الحجاب الحاجز. إن الانفعالات مهما تعددت أسبابها أو اختلفت تؤدي إلى التقلصات العضلية معناه أن كل حالة توتر تؤدي إلى ارتفاع مستوى تقلص العضلات فإذا كان ارتفاع التقلص العضلي يقع على جدار البطن والصدر فإنه حالا يسبب عسرا في الشهيق. هذا العسر أو هذه المضايقة في الشهيق تعكس حالة الانفعال وكلما اشتدت الانفعال يزداد ضيق التنفس.
كل ضيق تنفسي يصبح تدريجيا سببا ونتيجة لأي نوع من الانفعال. في حالة الضيق يتطلب التنفس جهدا حيث ترى الشخص المنفعل يبذل ما بوسعه ليتحصل على كمية أكبر من الهواء وهذا خطأ لأنه في الواقع لن ينقصه الهواء في أي حال من الأحوال.
إذ وبصفة عامة ما يحصل هو العكس حيث إن المجهود الذي يبذله للتنفس يفوق احتياجاته من الأكسجين وهذا ما نسميه بفرط التهوية وهو ظاهرة تنتج عند ارتفاع نسبة الأكسجين في الجسم بينما الجسم لا يحتاج لكل تلك الكمية لأنه وبكل بساطة في حالة راحة أي أن الجسم لا يعمل وبالتالي لا يحتاج للطاقة التي عادة يحصل عليها من حرق كميات من الأكسجين.

هذا ما ينفي اعتقادنا بأنا الجهد المبذول للحصول على كمية من الهواء قد ينفع الجسم فما يحصل هو العكس تماما.

إذ لما تزداد الشدة التنفسية وبالتالي تفوق كمية الأكسجين احتياجات جسمنا تؤدي إلى أحاسيس مزعجة يعتبرها الشخص كعلامة خطر لما يحدث له ذلك أثناء فترة انفعاله أو لأسباب أخرى منها مايلي:
الأفكار السلبية: كأن يعتقد هذا المصاب بفرط التهوية أنه سيختنق.
شدة الغضب والمفاجآت القاسية.
الاضطراب الفكري.
انشغال البال بقيود اجتماعية مثقلة.
الإرهاق الجسدي والفكري.
ارتفاع درجة حرارة المكان.
رطوبة الجو العالية.
القيامة بأعمال تتطلب جهد تنفسي كنفخ بالونات وكرات مطاطية.
أعراض فرط التهوية مهما كانت تبدو صعبة فهي في الحقيقة ليست خطيرة ولا مؤذية حتى وهي أعراض تختلف من شخص إلى آخر حسب الحدث المسبب للحالة.

ومن بين العلامات المزعجة التي تظهر عند حدوث فرط التهوية مايلي:
- الإحساس بصعوبة التنفس وكأن الإنسان يختنق.
- الدوار ( الدوخة).
- آلام في الرأس.
- تعرق الكفين.
- لشعور بالتمنيل في أطراف الأصابع.
- تسارع نبضات القلب.

في هذه الحالة فإن الحركة البسيطة والفورية التي يمكنها أن تساعدك في تجاوز هذه اللحظات المزعجة هي أن تضع كفيك قريبا جدا من أنفك وتحاول التنفس بشكل عادي ستلاحظ فورا تحسن حالتك وعبور الأزمة.

أما الحركة الثانية التي يمكننها أن تساعدك كذلك فهي أن تجلس وتمدد رجليك وذراعيك على استقامة واحدة وتشرع في القيام بحركات متتالية لكلتا الذراعين.

كلها مظاهر مزعجة لكنها غير خطيرة ورغم هذا تبقى زيارة طبيب العائلة أمرا ضروريا عند حدوث أو تكرر مثل هذه النوبات.

JoomShaper