تشمل أمراض سوء الامتصاص لدى الأطفال طيفا واسعا من الاضطرابات التي تصيب الأمعاء الدقيقة وتكون مكتسبة أو خلقية تستهدف أحد العناصر المغذية كالبروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن أو جميعها ويكون الخلل شاملا لمجمل الأمعاء أو موضعا في جزء منها.
ويوضح الدكتور بشار الحاج علي اختصاصي بأمراض الأطفال والرضع أن أسباب سوء الامتصاص متعددة وتؤدي جميعها إلى خلل معمم في مخاطية الأمعاء الدقيقة فقد يكون ناجما عن إدخال مادة محسسة للأمعاء مثل مادة الغلوتين الموجودة في القمح والشعير ضمن الحمية الغذائية لطفل بعمر ما بين 6 أشهر حتى 24 شهراً ويتماثل الطفل للشفاء التام بعد سحب هذه المادة من الحمية الغذائية.
ويضيف.. من أسباب سوء الامتصاص أيضا وجود خلل خلقي في مخاطية الأمعاء على مستوى الزغابات المعوية التي تقوم بامتصاص المغذيات المهضومة أو الخمائر الهاضمة التي تفكك الطعام مما يؤدي إلى خسارة البروتين خاصة مبينا وجود أسباب أخرى انتانية حيث تخرب بعض الجراثيم مخاطية الأمعاء وتعرض الطفل لسوء الامتصاص المعوي في حال تأخر الكشف عنها ومعالجتها كما قد تسهم اضطرابات المناعة بالإصابة بسوء الامتصاص.

وعن الأعراض يقول الدكتور الحاج علي.. بالنسبة للأطفال صغار السن يتبدى سوء الامتصاص وصفيا بإسهال كبير الحجم شاحب اللون وكريه الرائحة إضافة لنقص الوزن رغم شهية الطفل الجيدة للطعام والوارد الغذائي المناسب لعمره وقد يترافق في بعض الأحيان مع ضعف شهية وتطبل بالبطن أما الأطفال الأكبر سنا فيتظاهر سوء الامتصاص لديهم بتأخر نموهم مقارنة بأقرانهم لافتاً إلى أنه قد يكون بدون أعراض سريرية ليتم اكتشافه من خلال التحاليل المخبرية.

ويبين الدكتور الحاج علي أن التظاهرات السريرية ترتبط بنوع المادة التي يتعرض امتصاصها لخلل فسوء امتصاص البروتينات يسبب ضمور العضلات وسوء امتصاص الدسم ينتج عنه اسهال كبير شاحب اللون ودهني والخلل في امتصاص السكريات يتسبب باسهال مائي مع تطبل البطن وعدم تحمل الحليب واما بالنسبة للفيتامينات فإن عوز فيتامين الكوبولامين يسبب فقر الدم وإصابة عصبية أما عوز الفيتامين ب يسبب تشققات في الشفتين والتهاب اللسان والمعدة ونهايات الجلد أما خسارة الفيتامين أي يسبب عشى ليلي فيما ينجم عن خسارة الحديد فقر دم والتهاب اللسان اما نفص الكالسيوم والفيتامين د يؤدي إلى نقص تمعدن العظام والكسور والتكزز.

ويلفت الدكتور الحاج علي إلى أن كشف الاعراض يساعد بمعرفة المرض لكن التحاليل المخبرية والاستقصاءات هي مفتاح لتحديد نوع المرض مؤكداً أهمية متابعة الأهل لطفلهم ومراجعة الطبيب بالوقت المناسب لإنقاذه من تبعات مرض خطير يؤدي لمعاناة طويلة وتهديد لحياته في حال اهماله.

JoomShaper