* الدكتور جهاد سمور
يختلف البشر عن بعضهم بالزمر الدموية، فلكل شخص زمرته.. يتركب الدم بشكل أساس من الكريات الحمراء التي تقوم بنقل الاوكسجين الذي نتنفسه من الرئتين إلى كل أنحاء جسمنا، هذه الكريات تمتاز باحتواء غلافها الخارجي لعلامات مميزة تشكل ما نسميه الزمر الدموية.
قسم الـ A B O، AB.. العلامة Rh أو كما تسمى ايضا العلامة D تدل على الزمرة ريزوس
ـ ان وجدت يكون الشخص ايجابيا «هذا يمثل 85% من البشر»
ـ بغيابها يكون الشخص سلبيا
تنافر الزمر الدموية بشكل عام، يعتاد الجهاز المناعي للجسم على العلامات الموجود على كرياته، فإن دخلت لجسمه كريّة غريبة، يحاول محاربتها، إن احتوت هذه الكرية على علامة لا يملكها الجسم، يتنبه إلى أن هذه الكرية غربية، و يفرز مضادات مناعية تلتحم بالعلامات الموجودة على الكريات الغريبة و يدمرها.
بالحمل يمتاز الجنين أثناء الحمل بأن زمرة دمه مخالفة لزمرة دم أمه، و يفصل بين الجنين و أمه حاجز هو المشيمة.
بالحالة الطبيعية، يمنع الحاجز المشيمي من اختلاط دم الجنين بدم أمه. و لكن قد تطرأ حالات خاصة أثناء الحمل تختل بها وظيفة هذا الحاجز فيحدث تبادل في الكريات الحمراء بين الأم و جنينها. و قد يحصل هذا التبادل بشكل عفوي و دون أي سبب.
التنافر بجهاز العلامات A B O نادراً ما يحصل، وأن حصل فنتائجه قليلة الأهمية لكون مضادات العلامات A B كبيرة الحجم و لا تعبر الحجاب المشيمي بسهولة.
ولكن المشكلة تحصل عندما تكون الأم من الزمرة ريزوس سلبي ، بهذه الحالة لا تمتلك الأم علامات الـ Rh = D و لكن الجنين قد يمتلكها عندما يرثها عن أبيه ذو الزمرة ريزوس ايجابي. فإن حصل لسبب ما و مرت الكريات الحمراء الحاملة للعلامة د من الجنين إلى الأم، سيقوم الجهاز المناعي عند الأم بتصنيع مضادات الـ د تسمى هذه الحالة التمنع الجنيني الوالدي Rh غريب المنشأ
عندما يحدث هذا الأمر بأول حمل ، غالبا ما يمر بسلام و دون عواقب، لان ذلك يحصل بنهاية الحمل، و تحصل الولادة قبل أن يؤثر على الجنين. و لكن المشكلة تقع عند الجنين بالحمل التالي عندما يمر من جديد، و لو عدد قليل من كريات الجنين الثاني إلى أمه التي اعتاد جهازها المناعي على تصنيع مضادات الـ د. فتقوم الأم بتصنيع عدد كبير من هذه المضادات التي تستطيع ان تعبر الحجاب المشيمي بسهولة و تمر من الأم إلى جنينها، و يتعرض بذلك إلى حالة انحلال الدم الذي قد يترك عواقب وخيمة.
ماذا يحصل عند الجنين الايجابي الذي أتاه من أمه مضادات الـ د؟
سترتبط مضادات الـ د الوالدية المنشأ مع الكريات الحمراء الجنينية الحاملة للعلامة د. يسبب ذلك تدمير الكريات الحمراء عند الجنين، و كأنها أصبحت غريبة عنه. فيصاب الجنين بفقر الدم، وتخريب عدد كبير من الكريات الحمراء عند الطفل حديث الولادة يسبب إطلاق محتويات الكريات الحمراء بالدورة الدموية. أهم هذه المحتويات هو البيليروبين. وهو صبغة صفراء اللون، تنتشر بكل الجسم و تعطي للطفل اللون الأصفر. تسمى الحالة يرقان الأطفال.
- إعطاء هذا الدواء إلى الأم خلال :
* الولادة او إيقاف الحمل بأي عمر كان، وحتى لو نتج عن توقف الحمل او كان الحمل خارج الرحم .
*الرضوض البطنية أو الحوضية أثناء الحمل، مهما كان عمر الحمل، أي عملية جراحية أثناء الحمل، على البطن أو على الحوض، و كذلك عملية تطويق عنق الرحم.
* أخذ أي عينة من الحمل( بزل و خزعة المشيمة، بزل السائل الأمينوسي).
*النزوف النسائية أثناء الحمل والمهم يجب ان تتم الحقنة خلال الـ 72 ساعة التي تلي الحدث المسهل لهذا المرور.
كما اقترح مؤخرا، إعطاء هذه الحقنة بالثلث الثالث للحمل و بشكل روتيني لكل الأمهات الحوامل ذوات الزمرة الدموبة ريزوس السلبية ، و بشكل خاص ان كان الأب ايجابيا. إذ تبين مؤخرا أن الكريات الحمراء الجنينية قد تمر للأم بهذه الحالة بشكل عفوي و دون أي سبب ظاهر.
طبيبك : ضرورة اختلاف الزمرة الدموية عند الحامل ؟
- التفاصيل