* الدكتور جهاد سمور
اسرة صغيرة وجديدة انتظرت كثيرا (حوالي 7 سنوات) لترزق بالحمل وعندما اكتشفا ان طفلتهما التي ينتظران لحظة ولادتها بعملية قيصرية، تعاني اصعب الاعاقات والتشوهات الخلقية (الطفلة منغولية) اي تشوه جين الواحد والعشرين حيث تكون ثلاثة اجزاء بدلا من جزئين، تقول الام لا اتذكر كلام الطبيبة وماذا كانت تقصد ان تقول لنا في كل مرة ان الطفلة سليمة وبامان!! حين راجعناها انا وزوجي بالعيادة في شهري الخامس من الحمل، فلم تطلب منا اجراء فحص سلامة الجنين، الامر الذي وضعنا في دوامة الحيرة والقلق.
ان تشخيص وجود الاعاقات عند الاجنة تسبب الارق والقلق لدى الازواج وايضا الطبيب المعالج فما ان تكتشف المراة انها حامل حتى تذيع الخبر لكل الاهل والاصدقاء، ويصبح همها انجاب طفل وكيف سيكون استقبال الضيف الجديد، وخاصة بعد التغيرات والمشقة بفترة الحمل وما يتخللها من انتظار، وما ان تشاهد او تسمع المولود تكون هي فرحة عمرها لا يمكن ان تضاهيها اي فرحة في الحياة، فان اكتشاف اي اعاقة او تشوهات عند الجنين لا سمح الله، سيكون أمرا صعبا يحمل الألم والأسى لكل العائلة، لان استشارة الطبيب في جميع مراحل الحمل تكون مشروطة لكل السيدات الحوامل، لانها تجعل متابعة الام وحملها تحت السيطرة، لاكتشاف اي تشوهات او اختلالات ممكن أن يعاني الجنين منها.
ان فحص سلامة الجنين ضروري لجميع النساء الحوامل، ويجب القيام به بغض النظر عن عمر المراة لان التشوهات ممكن ان تصيب معظم الحوامل وحسب الدراسات والابحاث تزداد نسبتها بعد عمر 35 ولا يعني انها مقتصرة على هذا العمر فقط.
ان موعد الفحص؛ الزيارة الاولى لكل حامل يتم في فترة الحمل من 12 اسبوعا اي نهاية الشهر الثالث ومن خلال هذا الفحص يظهر امكانية وجود خلل كروموسومي (جيني) اذا كان هناك خلل واضح في اعضاء الجنين، وكم عدد الاجنة (توائم) ان هذا الفحص يعتبر مؤشرا على معرفة عمر الجنين بدقة ومتابعة الحمل ومعرفة الوقت المناسب للولادة خاصة ان كانت هناك مضاعفات للحمل كارتفاع ضغط الدم والسكري او ما يلازمها من ظاهرة التسمم الحملي.
لكن الاسبوع (18- 23) من الحمل يسمح بالكشف على جميع اعضاء الجنين الكاملة، حيث تكون الاعضاء قد تكونت كاملا ويمكن معرفة ان كانت سليمة ام لا، مع امكانية التأكد من كمية السوائل حول الجنين و اوضاع المشيمة ومكان التصاقها.
عرف الطب الحديث تشوهات اخرى من حيث الزيادة بالكرموسومات فهناك كروسوم 13 و18 التي من الصعب للجنين في حال وجودهما العيش لمدة تتجاوز العام، وان هذه التشوهات ممكن ان تتكرر بالاعتماد على نوعيتها فان كان سببها وراثيا مثل تشوهات الاعضاء الحركية فإن نسبة تكرارها في هذه الحالة ما بين 30- 48 % في كل الحمول، ومع التقدم الحاصل بالفحوصات الطبية الدقيقة وبالتقنيات الجديدة بعلاج بعض التشوهات الخلقية مكن الأهل من معالجة الكثير منها والحمدلله.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
صحة الجنين بالرحم مشروطة
- التفاصيل