* الدكتور جهاد سمور
هل تعريض الجنين للفحص الصوتي مضر وتترتب عليها اية اثار جانبية تؤثر على الحمل والام؟ وكم مرة تستطيع الحامل التعرض له في حملها؟ وتستفسر فيما اذا كان هناك دور في الامواج الصوتية لمعرفة نوع وجنس الاجنة بالرحم؟
لقد شهدت تقنية التصوير بالموجات الصوتية تقدما ملموسا منذ ان اخذ بها في الاوساط الطبية كاداة ضرورية لمراقبة ومتابعة الحمل، وانتشرت على نطاق واسع بالعيادة والمراكز الصحية وبالمستشفى، واصبحت في متناول جميع الحوامل تقريبا واصبحت تجري فحصها على بطن الحامل في كل زيارة لعيادة طبيبها، والان التحديث يعطي دقة كبيرة على صورة الجنين داخل الرحم واعضائه الداخلية التي لم تكن تظهر في السابق الا من الخارج، وينصح اطباء النسائية والتوليد عادة باجراء ثلاثة تخطيطات خلال الحمل للتاكد من ان الامور تسير على ما يرام، اذا كان مسار الحمل طبيعيا، الفحص الاول في الشهر الثاني من الحمل، والفحص الثاني في الشهر الخامس من الحمل، اما الفحص الثالث فيكون عادة في الشهر الثامن، مع امكانية الاجراء التقنية متى دعت الحاجة للذلك وحسب طلب الاختصاصي. ويلعب الفحص السوناري الاول دورا هاما، اذ يسمح بالتاكد من ان البويضة الملقحة تنمو داخل الرحم وليس خارجه، اي في احد الانبوبين مثلا او بالبطن او المبيض الخ ... ويدل على ان البويضة حية، وفي حالة تطور ونمو وتغير مستمر، حسب التوقعات، كما يسمح بتحديد بداية الحمل بدقة وعدد الاجنة الموجودة في الرحم (التوائم).

اما الفحص السوناري الثاني فاهميته تكمن على مستوى اخر، اذ يسمح بالتاكيد من ان بنية الطفل الاساسية صحيحة، ويمكن اكتشاف اي عاهات او تشوهات خلقية في وقت مبكر يسمح للاطباء بالتصرف المناسب والسريع، واتخاد الاجراءات المناسبة قبل فوات الاوان.

والفحص الثالث هدفه التاكد من شكل الجنين الذي تم الاطلاع عليه في الفحص الثاني، واعطاء الفكرة عن نمو الطفل السليم، وعن امكانية وجود اي صعوبات عند الولادة؟ يستدل عنها دراسة موقع المشيمة، وشكلها وحجمها، ومكان التصاقها، وتفسير بعض انواع امراضها مثل (التكلس في المشيمة)، ودراسة وافية عن السائل الامنيوسي المحيط بالجنين من ناحية كميتة وتحديد وضيع الطفل داخل الرحم، وفيما عدا ذلك ليس من الضروري على الاطلاق زيارة الطبيب كل اسبوع واجراء صدى صوتي لتفقد حالة الجنين.

وليس هناك اي خطر من تكرار التخطيط الصوتي على الام او الطفل، لان الفحص لا يعتمد على الاشعاع، او اي مصادر خطرة، بل على الموجات فوق الصوتية غير الضارة.

على الرغم من ان التقدم السريع لهذه التقنية فانها لا تزال محدودة في تشخيص بعض امراض الاجنة التي لا تظهر الا بعد الولادة ولا يمكن معرفة وجودها قبلها، ومع ذلك فان الصدى الصوتي باستطاعته ان يشخص انواعا من التخلف العقلي الذي يترافق مع التشوهات الخلقية.

اما بالنسبة للتعرف إلى جنس المولود ، فهو ممكن بالثلث الثاني من الحمل، غير ان موقع الجنين، وشكله، وتوضيعه داخل الرحم، كل هذه الاشياء تتحكم في عملية التعرف، وقد تنشأ بعض الصعوبات التقنية اثناء الفحص تحول دون التيقن من جنس الجنين.

ولا يجب اعتبار الصدى الصوتي على انه تقنية خالية من الشوائب او الاخطاء في هذا المجال، فكم حدثت حالات قال الطبيب للام انها حامل بانثى، وتبين بعد الولادة انه ذكر، والعكس كان اكثر. والان بدأ اكتشاف ما هو جديد بتقنية الأمواج الصوتية فيما يتعلق بالصورة والتلوين والافضل بعمق وشفافية الصورة والاهم من ذلك، نفاذية الصورة؛ ما سيسمح باجراء دراسة افضل للاعضاء والجنين والسائل الذي يحيط به.

JoomShaper