قال الدكتور جهاد سمور استشاري أمراض النسائية والتوليد أن المراقبة المبكرة للوضع الصحي للأم وحملها واجراء كافة الفحوصات الجينية والروتينية المتعارف عليها قد تساهم في تقليص خسارة الحمل "الإجهاض" والوقاية من أمراض كثيرة تسبب فقدان الحمل مثل امراض العدوى والامراض الوراثية والكروموسومية والتشوهات الخلقية والابتعاد عن مصادر خطر توقف الحمول وخاصة في فترات تكوينها الاولى. ويجب مراعاة الارشادات والنصائح والتوصيات البسيطة التي قد تساعد الحوامل ، وفي مقدمتها إجراء فحوصات عامة قبل الحمل للتأكد من عدم وجود أسباب وراثية والتي تشكل 3 - 5% من أسباب الإسقاط المتكرر "خلل في الكروموسومات لدى أحد الزوجين او كليهما وتتسبب في 70 % من اسقاطات الثلث الأول ، و %30 من اسقاطات الثلث الثاني من الحمل ، و3 % من وفيات الأجنة داخل الرحم" ، أو خلل تشريحي في الرحم وتشكل 10 - %15 من أسباب الإسقاط المتكرر ومنها خلل خلقي كالحاجز الرحمي اوالاتصاقات داخل الرحم مع الألياف الرحمية ونقص مواد إفراز هرمون البروجسترون وهناك مرض تكيس المبايض والذي يصاحبه ارتفاع في هرمون الـ LH أو اضطرابات الغدة الدرقية والمفروض التاكد ايضا من عدم احتمال وجود مرض السكري أو ضغط الدم المرتفع أو أي مرض آخر على علاقة بالجهاز التناسلي مثل الالتهابات المتكررة أو الأورام غير الحميدية والخبيثة او امراض ذات طابع مزمن ، كما ويجب مراعاة تخفيف القلق والتوتر السابق للحمل أو المرافق له ، وعدم جعل الموضوع الشغل الشاغل للزوج والابناء وللأسرة ، فقد أثبتت دراسة بريطانية أن شعور المرأة بالراحة والاسترخاء والفرح قد يحد من فرص خسارتها الحمل بنسبة 60 % ، وان التعب والجهد والأرق وسوء حالتها النفسية تعرضها لخسارة الحمل وبنفس النسبة ، والافضل دعم معنويات الحامل بدرجة كبيرة.ہ التحاليل الخاصة بالإجهاض "الإسقاط" المتكرر: - الفحوصات المخبرية - صورة كاملة للدم - تحليل البول الكامل وزراعته - وظائف الكبد والكلى.- فحص الحمل بالبول والدم. - مسحة عنق الرحم والزراعة. - التصوير السوناري. - إجراء تحاليل للزوجين وللجنين المجهض في محاولة لإيجاد الخلل ، إلا ان التحاليل التي تجرى في المختبرات العامة لا تجد جميع أنواع التشوهات بالكروموسومات والأسباب الأخرى نتيجة لحدوث مرض وراثي للجنين ناتج عن ظفره في أحد الجينات والذي لا يتناسب مع الحياة الطبيعية ، وينصح بفحص كروموسومات للزوجين وأجراء فحص للرحم عن طريق التنظير الرحمي وفحص للدم من الأجسام المضادة وإعادة الفحص بعد ستة أسابيع وحتى في بعض الحالات يلزم فحص مضادات ألاجسام النووي ، ويعتبر الفحص الجيني في حالة خسارة الحمل من أهم القضايا التي يجدر بالمرأة متابعتها ، إذ قد يكشف تحليل أنسجة الجنين وجود خلل جيني سببه هذا الإجهاض ، علماً أن هذا النوع من الخلل مسؤول عن 50 % من حالات خسارة الحمل ، وفي حال ثبوت خلو أنسجة الجنين من عيوب جينية ينصح الطبيب الاختصاصي الأم الحامل بإجراء عددا من الفحوصات المختلفة والتي ينبني عليها التشخيص والوقوف على العلاج ، ومثال على الفحوصات الاخرى قياس درجة تخثر الدم ومعرفة مدى سلامة عنق الرحم ، وقياس توازن الهرمونات ، لكن يتوجب على النساء مناقشة ملفاتهم الطبية مع المختصين قبل بدء الحمل ، وذلك كخطوة احترازية ضرورية ، وطرح المعلومات الخاصة بالام قبل وبعد زواجها ، ومعرفة الأمراض الوراثية الأخرى ان وجدت ، وتأخذ الملفات بداية بالتاريخ المرضي وفحص أجهزة الجسم ، ويمكن إيجاد العلاج المناسب لكل حالة على حدة ، إذ بمقدور الأطباء منح الأم أدوية لضمان الوقاية من فقر الدم والتسمم الحملي او سيلان الدم ، كما أنه يمكن موازنة الهرمونات أو حل مشكلة ضعف عنق الرحم عبر قطبة بسيطة في فقرته الأولى "تقنية مادونالد" ، يسار الى اجراءها تحت التخدير العام وبعد الأسبوع الـ15 من الحمل لضمان عدم اتساع عنق الرحم بالفترة المتبقية بالحمل.واثبتت البحوث الحديثة أن خسارة الحمل تصيب 15 إلى 50 % من النساء اللاتي غالباً ما ينجبن أطفالاً أصحاء بعد ذلك ، غير أن 5 % منهن مرشحات لمواجهة هذه الحالة مجدداً ، خاصة إذا ما تجاوزن سن الخامسة والثلاثين.

 

جريدة الدستور

JoomShaper