د. سميح خوري -
ان الطب النفساني «psychosomatic Medicine» هو من ضروريات العيادة النسائية وذلك لعدة اسباب نذكر منها:
اولا : لقد اعتاد الطبيب عامة ان يلجأ الى الفحوصات المختبرية والوسائل الموضوعية الكلاسيكية وفحص المريض جسديا، ولم يعبأ لمشاكل نفسيه لأنه ربما لم يحسن استعمال الوسائل السيكولوجية لعدم تفهمها. ولو كان الطبيب ممن يسعون وراء التشخيص الجسدي والنفسي بطريقة علمية لما تأخر عن اللجوء الى الوسائل الطبية والسبل النفسية في آن واحد. ثانيا : لقد لجأ الاطباء الى استخام العقاقير المؤثرة على التصرفات الشخصية والمهدئة للاعصاب او المنعشة من الناحية النفسية الخ.. وهذا ما يعرف طبيا بـ «Psycho – Pharmacoloqy»  وظنوا انهم توصلوا الى العلاج المناسب مهملين بذلك وسيلة التحدث او التفاهم السيكولوجي أي تلك الصلة التي يجب ان تسود بين الطبيب والمريض ليتم الشفاء.

الطب المكتمل
ثالثا : لقد عمد الاطباء المختصون بفروع الطب المختلفة الى تفهم مرضاهم بصورة محصورة ضمن وجهة اختصاصهم فقط، مما فقدت الاعراض الجسدية البحتة حقيقة امرها. وهذا أمر يؤدي الى عدم تفهم المريض كما يجب نفسيا وجسديا، وبالتالي يكون التشخيص والعلاج على غير ما يتوخاه الطب المكتمل.
وهذا يعني انه على الاطباء ان يدركوا ان علم النفس يلعب في التوليد وبصورة اكثر شمولا في الطب دورا هاما، وينبغي عدم تجاهله.

العلاقة بين الطبيب والمريض
ويبدو ان النظريات العقلية تبقى عديمة الفائدة في ارساء العلاقة بين الطبيب والمريض. فاذا كان العلم ضروريا في اتمام الاعمال الطبية، لكان التشكيل الادبي ضروريا في تنفيذ اعمال مثقلة بشحنة نفس وجدانية لولاها ما وجد الطب الانساني.
نعتقد ان الطبيب النسائي الناجح هو من سعى وراء الطب الجسماني والعقلي في آن واحد لمعالجة مرضاه، لأنه بهذه الوسيلة يتحقق من أمر المريض طبيا وبصورة ناجحة مما يجعله كفوءا وجديرا بمهنته وبمهمته الانسانية التي لا تفوقها مهنة اخرى في الدنيا.

JoomShaper