ترجمة: إيمان سعيد القحطاني
تختلف أشكال الناس وأحجامهم؛ لأنه غالبا ما ينطبق هذا الأمر على الأطفال، عندما يبدأ لديهم سن البلوغ. فقد يكون الطفل قصيراً جداً أو طويلاً، أو قد تبدأ علامات البلوغ بالظهور في سن مبكرة جداً. وهذا الأمر يرتبط بالمواد الكيميائية الطبيعية الموجودة في الدم والتي نطلق عليها الهرمونات. فإذا كنت مهتم بطفلك يجب أن تستشير طبيبا عاما، وهو بدوره قد يحيلك إلى أخصائي الغدد الصماء المتخصص بالهرمونات.
ماهو سن البلوغ؟
- البلوغ الطبيعي
في المتوسط تحدث التغييرات الجسدية للانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد؛ بسب ارتفاع المواد الكيميائية الطبيعية في الدم، والتي تسمى الهرمونات (استروجين لدى الفتيات، وتستستيرون لدى الفتيان). وعادة ما يحدث هذا الارتفاع في الهرمونات مابين سن 8 و21 لدى الفتيات، ويتأخر قليلا عند الفتيان حيث يحدث مابين سن 9 و14.
وتبدأ التغيرات الجسدية عند الفتيات ببروز الأعضاء الأنثوية، ثم ظهور شعر العانة، ومن ثم حدوث الحيض في سن 13 تقريبا. وعند الفتيان تكبر الأعضاء الذكرية أيضاً مع ظهور الشعر أخيراً.
خلال سن البلوغ هناك أيضا مايسمى بطفرات النمو، والتي تكون في أوج حالاتها في سن 13 عند الفتيات وسن 14 عند الفتيان. ومع ذلك هناك مشكلات يمكن حدوثها في حال ظهورعلامات البلوغ في سن مبكرة أو سن متأخرة جدا.
- البلوغ المبكر
يحدث البلوغ المبكر عندما تبدأ التغييرات الجسدية لسن البلوغ بالظهور في سن 8 للفتيات وسن 9 للفتيان. وهذا يسبب إشكالية لدى الجنسين، كما يصاحب أعراض البلوغ هذه طفرات في النمو، حيث يكون طفلك أطول من زملائه، وهذا قد يبدو أمرا جيدا، ولكن بعد ذلك قد يتوقف النمو ويصبح ابنك قصيرا في سن الرشد.
إضافة إلى ذلك فالناس في هذه الفترة غالبا ما يتواصلون مع الطفل كما لوكان أكبر من عمره، لذا فالأمر يتطلب تحاليل دم لاختبار الهرمونات؛ بهدف التأكد من أن هذه التغييرات بداية لسن بلوغ هذا الطفل. فإذا تم الـتأكد من ذلك؛ فقد يحتاج الطفل إلى علاج يتم من خلاله إيقاف الهرمون الذي يثير علامات البلوغ، وهذا يتطلب إعطاء حقنات للطفل بانتظام (كل 3-12 أسبوعا) وسوف تقوم بدورها بإيقاف أو إبطاء معدل التغيير الجسدي، حتى يصل الطفل لسن البلوغ المناسب. وبعد إيقاف العلاج تبدأ علامات البلوغ بالظهور بمعدل طبيعي.
ومن المهم معرفة الفرق بين البلوغ المبكر والحالات الأخرى، مثل: مجرد بروز مبكر للثديين، أو ظهور شعر العانة والتي تعتبر حالات طبيعية لاتتطلب أي علاج. رغم ذلك يصعب أحيانا تحديد الفرق، وقد يتطلب الأمر متابعة طويلة المدى أو إعادة تحاليل الهرمونات السابقة ذكرها. ويعد القيام بالتشخيص الصحيح من قبل متخصصين أمرا بالغ الأهمية؛ لأن العلاج قد يستمر لعدة سنوات إلى جانب أن الحقنات قد تكون مؤلمة.
- البلوغ المتأخر
قد يكون عدم ظهور علامات البلوغ على المراهق أمرا محبطا له من بين أقرانه. فقد يعني البلوغ المتأخر أيضا أن المراهق غير ناضج في تفكيره ومشاعره كسائر أقرانه. فإذا لم تظهر علامات البلوغ بحلول السنة 12 من عمر الفتاة و السنة 14 من عمر الفتى، فإنه من الضروري استشارة أخصائي أطفال، حيث قد تكون المشكلة مرتبطة بالدماغ أو المبيضين أو غيرها. ولكن معظم الحالات تكون بسبب تأخر طبيعي وذلك غالبا لا يتطلب التدخل الطبي. ومع ذلك يستفيد بعض الأطفال من العلاج الطبي لهذه المشكلة، وذلك بإعطاء جرعات من هرمون التستسرون للفتيان وهرمون الاستروجين للفتيات لتحريض الجسم على إظهار علامات البلوغ وغالبا ماتكون الاستجابة جيدة.
مشاكل في النمو
- طول القامة الزائد
إن السبب وراء طول القامة الزائد لدى الأطفال هو الآباء طوال القامة، وهذا مرتبط بالبناء الجسدي للأسرة. والطول الزائد قد يسبب مشكلات، خصوصا في المدرسة، حيث يرى الطفل أن حجمه لايتناسب مع أقرانه في الفصل. وللأسف علاج هذه المشكلة غير ناجح بشكل عام، ولكن في الآونة الأخيرة يتقبل المراهقون أطوالهم، وقد يكونون أكثر سعادة وتكيفا. وأحيانا يكون هذا الطول الزائد مرتبط بحالات عديدة، قد تحتاج إلى علاج متخصص، وهذا يتضمن حالات شذوذ في الكروموسومات أومتلازمات معينة، مثل: متلازمة مارفان ومتلازمة سوتو.
- قصر القامة الزائد
إذا كان طفلك قصير القامة ولكن طوله متناسب مع أطوال أفراد العائلة، إضافة إلى أن عملية النمو مستمرة بمعدل طبيعي، فهذا يعني أن طفلك طبيعي، وهذا ما يسمى بالجينات الأسرية. ولا يوجد أيضا علاج فعال لهذه الحالة رغم أن علاج تحفيز النمو في الولايات المتحدة يستخدم بشكل كبير بهدف زيادة الطول. وتشير معظم المعلومات إلى معدل النمو الأولي ولكن الطول النهائي لا يزداد بشكل ملحوظ. ولكن هناك علاجا جيدا لعدد من حالات قصر النمو.
ويحدث نقص هرمون النمو عندما يكون الجسم غير قادر على إنتاجه بشكل كافي لنمو أعضاء الجسم. وغالبا مايتضح هذا النقص انطلاقا من سن سنتين، وذلك عندما يقل معدل النمو ليصل إلى أقل من 4-5 سم في السنة. لهذا السبب تعتبر المحافظة على سجل لمعدل نمو الطفل والاهتمام بتحديثه كل سنة أمرا هاما. ويصعب تشخيص نقص هرمون النمو؛ لأنه يتطلب عدة خطوات، أولها جمع المعلومات الضرورية الخاصة بمعدل نمو الطفل خلال عدد معين من الشهور. وبعد التأكد من التشخيص الصحيح يتضمن العلاج إعطاء الطفل حقنات يومية تحت الجلد خلال فترة الطفولة بكاملها، ويتم تدريب الأسرة على إعطاء هذه الحقنات. ولكن لهذا العلاج أثارا جانبية، تتطلب إشراف متخصص في النمو. وهذه أمثلة من حالات نقص النمو التي تتطلب رعاية متخصصة: متلازمة التقزم (متلازمة راسل الفضة) ومتلازمة تيرنر وقصور في الغدة الدرقية، ومتلازمات انخفاض الوزن عند الولادة ومشاكل في الهيكل العظمي.
--------------
المصدر: totalhealth.co.uk
مشاكل صحية مرتبطة بالنمو والبلوغ
- التفاصيل