لها أون لاين
انتفاخٌ في البطن، وشعورٌ بالشبع، وعدم الرغبة في الأكل، واضطرابٌ في عملية التبرز بين الإمساك والإسهال وغيرها، مجرد أعراض قد تبدو في عين القارئ بسيطة (يسيرة) أو عادية، غير أن التشخيص الطبي يُشير إلى أنها الإصابة بالقولون العصبي.
حيث يُعرف القولون العصبي بأنه اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية – خاصة الأمعاء الغليظة- ، ويؤكد الأطباء أنه لا ينتج عن خلل مرضي، سواء التهاب أو جراثيم أو أورام، وإنما بسبب تقلصات واضطرابات في حركة الأمعاء، وهو يستمر لسنوات طويلة، وقد يلازمه على امتداد العمر، غير أن أعراضه تتفاوت من حين لآخر فتارةً تزداد وتارةً تخف، وحينًا تزول وحينًا تظهر بقوة.
من جانبهم، يؤكد المرضى أن تزايد أعراض القولون العصبي تنبع من تزايد القلق لديهم، وحين تعرضهم لأزمات نفسية، بينما تخف وطأته في الإجازات وفي حالة الاستقرار النفسي.
تقول "سماح سعيد" 37عاماً، أم لأربعة أطفال: "أشعر بعلاقة وطيدة بين زيادة ألم القولون العصبي وحالتي النفسية". مشيرة إلى أن ذروة معاناتها من آلامه تكون وقت الامتحانات، بينما تهدأ وتيرتها في أشهر الإجازة، وتستكمل أن حالة القلق التي تساورها أثناء الامتحانات تكون مزدوجة، فهي تسعى لأن تبقى على حال التميز لتحصد المرتبة الأولى على طلبة قسم الإدارة الذي تدرس فيه، ومن جهة أخرى تهتم بأن تؤدي واجباتها الأسرية على أكمل وجه، فتدخل في صراع الزمن وكفاءة المهمة، وتكون النتيجة ارتفاع وتيرة الألم في القولون العصبي.
أعراض كثيرة وتشخيص واحد
قبل أكثر من عشر سنوات وعلى إثر آلامٍ في البطن انتابت الحاجة وداد أحمد -65 عامًا- من مخيم الشاطئ(غزة)، توجهت إلى الطبيب لتخضع لفحص طبي وبعض التحاليل والأشعة، بالإضافة إلى المعاينة السريرية، تؤكد السيدة بعد جولة طويلة في قسم الباطنة بالمستشفى أخبرها الطبيب أنه القولون العصبي، وأن عليها الحذر من مشكلاته المستقبلية.
توضح الحاجة وداد أن الأعراض التي شكت منها مؤخراً وخاصة الآلام أسفل البطن وانتفاخه بعد الوجبات، بالإضافة إلى اضطراب عملية التبرز بين إسهال وإمساك كان يُشير إلى إصابتها بالقولون العصبي، إلا أنها أرادت الحصول على علاج من شأنه أن يُنهي معاناتها، لكن هيهات لها ذلك مع ضغوط العمل والحياة التي تواجهها.
وتقول لموقع لها أون لاين: "بعيدا عن الأعراض السابقة دائما ما أشعر بالتعب والإرهاق العام، وهذا يزيد المعاناة خاصة وأن العلاجات والأدوية تُثبط الألم الجسدي، بينما الإرهاق والتعب يبقى لا يزول" . لافتة إلى أنها تسعى إلى إيجاد آلية غذائية صحية تُساعدها على تجنب الإرهاق والتعب فلا تُكثر من السوائل (غير الماء) والخضراوات خاصة الخس والجرجير والخيار". وتقول: "أنظم طبيعة أكلي وفقًا للأعراض التي أشعر بها" ، لافتة أن استعمال الملينات عند الإمساك قد يُفيدها، بينما بعض المسكنات تجعلها أقل شعوراً بآلام تقلصات الأمعاء.
آلام متزايدة خلال الحزن والتوتر
من جهتها، تقول أم يحيى (ربة منزل): عانيت كثيراً من المغص الذي كان لا يتركني حتى في أيام الصيام، وبعدما ذهبت لطبيبة الباطنة قامت بعمل أشعة "سونار" على بطني، حيث أكدت أنني أعاني من القولون العصبي، حيث كانت معدتي خالية ولم يكن هناك سبب عضوي لهذا المغص.
وتضيف "كان الألم متواصلاً وغريبا لا يتركني بتاتا، حتى إنني ظننت إنني أعاني من الزائدة الدودية، أو ألم في المعدة، إلا أن الطبيبة أخبرتني بأنه قولون عصبي".
أما أشد الأوقات التي تشعر فيها بالآلام فتقول: يأتيني هذا الشعور حينما أحزن أو يصيبني التوتر، وأحيانا بعد الطعام خاصة الوجبات الحارة والدسمة.
وتضيف: اكتسبت بعض الخبرات، مثل: تناول الأدوية المطهرة للمعدة والقولون والمزيلة للانتفاخ، التخفيف من حدة انفعالي، عدم الذهاب للطبيب كلما شعرت بالألم، فصرت أعالج نفسي بتناول المشروبات المهدئة والتي كان الطبيب قد نصحني بها.
وحول تجاربها في تجنبه آلامه تقول: ذهبت لعدة أطباء حتى استطاع أحدهم تحديد نوع المرض، وبالتالي استطاع وصف الدواء المناسب. وأهم نصيحة نصحني إياها ألا أقلق فعلياً، مع التأكيد على أن التظاهر بالسعادة والتوافق مع الحياة ليس معناه إظهار السعادة في حالة الإحباط والحزن، إنما بالشعوربالسعادة الحقيقية من خلال عمل مصالحة مع الواقع.
نصائح مفيدة للحد من آلام القولون العصبي
يقول الدكتور نهاد الدين سيد ـ أخصائي الباطنة بمستشفى الدمرداش الجامعي ـ : إن سبب تسمية القولون العصبي بهذا الاسم لإصابة قولون الشخص باضطراب، وتكون عضلات القولون أكثر حساسية للانفعالات، وأية أحداث تؤثر على نفسية المريض، وهو يختلف عن مرض القولون العادي والذي يكون سببها أسباب مرضية كالالتهابات والأورام والقرحة.
وحول أعراض القولون العصبي يوضح الدكتور سيد أنها تكون على هيئة آلام في البطن كلها، مع الشعور الدائم بانتفاخات، والإمساك يتحول إلى إسهال، وذلك بسبب انقباض عضلات القولون "الإمساك" والإسهال يحدث عند انبساط العضلات.
ويؤكد الدكتور سيد أن الألم يقل كلما تخلص المريض من الغازات والفضلات، وينصح بالآتي: التقليل من تناول المخللات والأملاح والأطعمة أو الحريفة (التي تحتوى على الشطة أو الفلفل الحار) وتناول المشروبات الغازية والشاي والقهوة، كما يجب الابتعاد عن تناول الطعام المسبك والطماطم.
ويفضل أن يتناول المريض بالقولون العصبي الأطعمة الغنية بالألياف، والأطعمة المسلوقة والابتعاد عن العصبية أو أسبابها التي يتعرض المريض لها، والالتزام بنظام غذائي مناسب.
تجارب شخصية مع القولون العصبي
- التفاصيل