إسراء الردايدة
عمان- في أحيان كثيرة، تتمكن منا بعض المخاوف، وتسيطر علينا، وكذلك لحظات القلق الصعبة التي تسكن عقولنا باستمرار وتدخلنا في مزاج عكر، وتجعلنا عرضة لأن نصبح إعصارا هائجا وكارثة مرتقبة ستحدث في أي لحظة وخارجة على السيطرة.
ولكن الأمر المهم أن هذه المصادر المقلقة والمفزعة لا يعني أنها ستنال منك، لأن هناك بعض الأمور التي من الممكن أن تساعد على تهدئة الوضع، وتخفف من الفزع الذي يصيبنا، وحتى تجعله مبررا من خلال اختيار الدخول للجوانب المظلمة داخل عقولنا، والترفع عن أعمق مخاوفنا بغض النظر عن حجمها.
بداية قد يبدو الأمر أنه ستؤدي إلى نتائج فعل عكسية، ولكن ورغم غرابة الأمر، ستنجح بحسب د.ريد ويلسون مدير مركز علاج القلق والاضطرابات في تشابل هيل نورث كارولينا، من خلال سيناريوهات وطرق تجعل أكثر الأمور المفزعة عادية وتخفف من القلق فينا، وهي كالآتي:
- اختر وقتا، حين تشعر أن هناك أمرا يسبب لك التراخي والتثاقل، خذ استراحة لعشر دقائق من أجل أن تفكر به، بحسب ويلسون، وحين تنتهي هذه المدة، حاول العثور على كرسي مريح واستقر فيه لفترة من الوقت، وأعد نشاطك، وبهذه الطريقة يقل الضغط والفزع الذي أنت فيه ويزول بنهاية اليوم.
- فكر بأكثر الأمور التي تقلقك وتلوح بالأفق، لو أنك فقدت كل أموالك، فتخيل كل الأشياء الرهيبة التي قد تأتي بعدها، بمعنى أنه يجب أن نسمح لأنفسنا بأن تشعر بالانزعاج، بحسب ويلسون، كونه يخفف من حدة الضياع والأرق والتعب الذي يصيب الفرد في هذه الحالة، وهو وضع طبيعي أن تقلق وتنزعج، بدلا من كتم كل شيء وكل ردة فعل.
- في مرحلة ما تجاوز المنطق الخاص بك، ستردد داخل عقلك "ما هذا الذي أفعله، ما الذي يحدث معي؟، ماذا لو انتهى بي المطاف في هذا الوضع؟ وكيف سأتفاعل معه وما ردة فعل أهلي وحتى المقربين مني إن عرفوا، من سيساعدني؟".
جمل وتساؤلات مختلفة ستدور في عقلك، بحسب ويلسون، وهي كلها تتطور بخط سيناريو من أسوأ إلى أكثر سوءا، وحتى تتجاوز المنطق وهو المطلوب، لأنه كلما تصاعدت الوتيرة، خف القلق تدريجيا وبات الفزع على بعد مسافات بعيدة جدا.
- انتهيت، لا تباطؤ هنا، فمن المحتمل أن تشعر بأن قلقك قلّ بعد هذه التجربة، ولكن، بحسب ويلسون، ستضطر لتطبيق الخطوات السابقة مرات عدة، حتى تطرد كل ما يفزعك ويسبب لك ذلك القلق الذي نال منك في الفترة التي سبقت التجربة.
وبحسب ويلسون "هذه الخطوات أشبه بتوجيه لكمات مصدر القلق نفسه، ومن خلال هذه الضربات، سيصبح القلق عفويا وردة فعلك ستتحول إلى القول "وأخيرا لقد انتهيت من هذا الأمر".