د. سميح خوري
تسبب معظم الأمراض المنتقلة عبر الجنس العقم لدى الرجل والمرأة على حد سواء، وذلك إذا لم يتدارك المصاب مرضه، ويباشر بمعالجته معالجة تامة.
ومن خلال الممارسات الطويلة لاطباء النساء والتوليد والدراسات لمشاكل العقم والانجاب، تبين لهم ان غالبية الذين كانوا يشكون من عقم، اصيبوا في يوم من الأيام بأحد الأمراض المنتقلة عبر الجنس، وفي مقدمتها السيلان (التعقيبة) والتراخوما الزهرية او الحراشف الـــــــــــبرعمية وغيرها، ولم يعالجوا معالجة صحيحة او كان العلاج متأخرا لعدم التشخيص المبكر للمرض.
وفيما يلي عرض موجز لمرضين منتقلين عبر الجنس يتسببان باحداث العقم بما يظهر أهمية كل عارض يشعر به المصاب في أعضائه التناسلية وضرورة التوجه إلى الطبيب حتى لا يحرم من الانجاب في المستقبل.
* السيلان (التعقيبة): مرض ينتقل من إنسان إلى آخر عن طريق المعاشرة الجنسية. وتبدأ أعراض هذا المرض عند المرأة في اجتياح مجرى البول، فإذا أهمل العلاج، نفذت الجراثيم إلى المهبل واستوطنت في قناة عنق الرحم والانبوبين، مسببة سيلانا اصفر مائلا الى الاخضرار.
إن تشخيص السيلان عند المرأة دون اللجوء الى الفحوص المخبرية أمر بالغ الصعوبة، وقد لا تنتبه المرأة لاصابتها به، إذ إنها تشعر بحرقة بسيطة عند التبول، أو بسيلان مخاطي خفيف، بعكس الرجل الذي يشعر عند اصابته بحرقة بالغة عند التبول وبظهور القيح في مجرى البول.
تسبب جرثومة السيلان التهاب غشاء الأنبوب الرحمي، فيتضخم، ويترك الالتهاب في معظم الحالات اكياسا من القيح والندوب التي تسد مجرى المسالك التناسلية العليا. وأحيانا يحدث الالتهاب التصاق الأنبوب بالمبيض لأنه أقرب عضو إليه. ويكون ذلك بسبب الارتشاحات التي يفرزها الأنبوب حينما يكون ملتهبا.
* التراخوما الزهرية ''Chlamyolia'' وتصيب الفرج والمهبل وعنق الرحم، ثم لا تلبث ان تنتشر الى بطانة الرحم وجوف البطن، فتصيب الانبوبين والمبيض والنسيج الحوضي وتتورم ثم تتقيح هذه الأعضاء مما يكون نتيجته التصاقات والتحامات تسد فتحتا البوقين مما يؤدي الى عقم المصابة.
تكون أعراض هذه العدوى عند المصابة أقل حدة من سائر الالتهابات، إذ تشعر المصابة بأوجاع خفيفة في أسفل بطنها، تنتابها من وقت لآخر مع ظهور افرازات خفيفة جدا من المهبل مترافقة على العموم بحكة وانزعاج خلال الاتصال الجنسي، كما تشعر المصابة بحرقة خفيفة عند التبول وظهور افراز سائل بسيط زلالي أو مائل إلى الخـــــــضرة من فتحة مجرى البول.
بعد التأكد من تشخيص المرض بواسطة الفحوص المخبرية ودراسة العينات المأخوذة من عنق الرحم وقناة مجرى البول عند الرجل، تسهل معالجته بالمضاد الحيوي المناسب.
اما بخصوص الرجل، فتصيب العدوى الجنسية الخصى والحويصلات المنوية والبربخ والانابيب المنوية، والبروتستات. وهذه الاصابة اذا لم تعالج في الحال، تسبب العقم عند الرجل بنسبة 20-30 بالمئة لأن جراثيم الأمراض الزهرية، تعشش في الخصى والأنابيب المنوية وتسبب تلفا وضمورا في أنسجة الخصية محدثة فيها جفافا وتصلبا، كما ينتقل الالتهاب الى البربخ فيتصلب هو الآخر.
ويبقى التأكيد على المرأة والرجل بالعناية الصحية بالأعضاء التناسلية والابتعاد عن الممارسات الجنسية غير النظيفة والشاذة.
مستشار الأمراض النسائية والتوليد والعقم
جريدة الرأي الأردنية