الدستور- ماجدة ابو طير
يعتبر التنقل بين الفصول من أهم العوامل التي تؤدي لاصابة الانسان بالكثير من الامراض، وخاصة ان كان الجو غير مستقر، فهو يجلب ظروفا مختلفة، تؤدي الى اصابة العديد من الفئات العمرية بأمراض تعيق نشاطهم اليومي، ومن الممكن ان تكون هذه الامراض مرتبطة بظرف محدد وتأتي بشكل سنوي، وبدأ الشخص يتكيف عليها مثل الحساسية وغيرها.
القاعدة الذهبية للوقاية من أمراض الصيف تتمثل في المحافظة على « النظافة «والابتعاد عن الطعام المكشوف، وهكذا تقي نفسك وعائلتك شر الأمراض بالإضافة إلى التحصين ضد الأمراض المتوطنة في أماكن قضاء الإجازات، والاماكن الاخرى التي تختلف عن الجو الاعتيادي المعتاد عليه الشخص، واكثر الفئات التي تتأثر بتغير الجو هم الاطفال وكبار السن كونهم الاكثر حساسية للاجواء المحيطة بهم.
تعطيل الام عن عملها
تقول سامية حسن وهي ام لاربعة اطفال:» ان الانتقال لفصل الصيف يعد من اسوأ الفصول التي اعيشها كأم ولي اطفال في سن المدرسة، ولايعرف الاطفال ان تخفيف الملابس يضر بصحتهم، ويصبحون يصرون على الام ان الملابس الحالية التي يلبسونها تشعرهم بالضيق والحر الشديد، في حين ان الاجواء الليلية تصبح باردة جداً وكأننا في كانون الثاني، هذه الاجواء التي نعيشها حاليا غير مستقرة، ولا نستطيع المراهنة على الظروف الجوية، لذلك معظم الامهات يتعمدن ان تكون ملابس اطفالهن ليست بالخفيفة خوفا على اصابتهم بالامراض المختلفة».
وتضيف حسن:» الامراض التي تصيب الاطفال هي بالاغلب الرشح والانفلونزا والتهاب في القصبات الهوائية، وهذه الامراض تؤخذ وقتاً الى ان تمضي، وبالتالي هي ليست فقط تعيق صحة الطفل، بل ان ظروف الطفل كلها تتعرقل، من ذهابه للمدرسة، وتعطيل الام عن عملها، وكذلك الاب يصبح قلقاً جراء الاوضاع التي لحقت بالمنزل كله، المشكلة الحقيقية في كون الاطفال لا يميزون الامور التي تضرهم والتي تفيدهم، وهم يعتقدون ان كل مايفكرون به ويريدونه هو صحيح، في حين ان الاب والام نتيجة خبراتهما بالحياة لديهما قدرة ومدى واسع في التفكير».
الجو مليء بالغبار
وتضيف رنا حجاج وهي ام لطفلين:» ان هذه الاجواء خطيرة جدا بالنسبة لطفلي، ولا تكمن الخطورة في عدم استقرار الجو فقط، بل ايضا ابني الاكبر «احمد» يعاني من ضيق التنفس في الاجواء العادية، وبسبب وجود زهر شجر الزيتون، وتفتح الورود بمختلف انواعها، فان ابني يصاب بنوبات الربو، وهي خطيرة جدا، الجهاز التنفسي من اهم اجهزة الجسم، فكيف له ان يتابع تفاصيل يومه دون ان يتنفس، وحاليا اعتمد على التبخيرات، واتجنب الاماكن المليئة بالزهور والاشجار، الا ان الغبار لا يمتنع من الوصول الى داخل المنزل».
الجو حالياٌ احيانا يكون باردا واحيانا دافئا، فانه ممتلئ بالغبار، تقول حجاج :» في كل سنة تعاد نفس القصة، نمضي اياما كثيرة في المستشفى من اجل التبخيرة لابني، ولهذا فانني اخاف من تقلب الاجواء، وافكر في كل سنة هل ستمضي هذه الايام على خير، او اننا سننام في المستشفى مع احمد ككل سنة من هذا التوقيت، على ما يبدو ان الاجواء لن تتغير، ولكن من الممكن ان نتكيف مع الظروف الخاصة بنا، وان نحاول قدر الامكان ان نبتعد عما يضر صحة ابننا، فظرفه مختلف عن بقية العائلة».
عدم التعرض المباشر للهواء
وتقول الطبيبة هبة حواشين من مستشفى الجامعة الاردنية :» تنقسم أمراض الصيف إلى ثلاثة اقسام:أمراض الجهاز الهضمي: (تيفوئيد، باراتيفو، الدوسنتاريا، النزلات المعوية، الإسهال)، اعراض الجهاز التنفسي : ( السل، الدفتيريا، الخناق)،امراض العيون ( رمد صديدي).وأمراض الجهاز التنفسي وأكثرها انتشاراً الالتهاب الرئوي وهذه تكثر في منطقة الخليج الحارة صيفاً وتتسبب فيها أجهزة التكييف حيث إن الانتقال المفاجئ بين الحرارة والبرودة يسبب الأنفلونزا، والتي قد تشتد لتصل إلى التهاب حاد قد يصيب الرئة والقصبات، وأهم أعراضه الحرارة الشديدة، والسعال، وصعوبة التنفس. وتضيف حواشين :» من اهم طرق الوقاية، عدم التعرض المباشر للهواء البارد بعد الحرارة الشديدة، أخذ قسط من الراحة خلال فترة اشتداد الحرارة وعم الخروج حتى يميل الجو إلى الاعتدال، وللأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة أو الحساسية الشديدة وعندهم قابلية للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي أن يتناولوا التحصين اللازم قبل السفر».
اعراض
وتقول حواشين: «وهنالك أمراض الجهاز الهضمي وأكثرها انتشاراً الإسهالات، والتي تتراوح بين البساطة والشدة، وأبرز أعراضها: القيء، وارتفاع درجة الحرارة، وفقد الشهية للطعام، والبراز مخاطي لونه بني مائل إلى الخضرة، وفي الحالات الشديدة يكون مائياً مصحوباً بالدم،ويصاحبه هبوط شديد، ومن سبل الوقاية:الحرص الشديد على نظافة الطعام وعدم التهاون في ذلك وإلا تحولت رحلتك إلى تعب وإرهاق وأموال مهدرة دون فائدة، والأفضل إعداد الطعام الخفيف منزلياً للحد من ارتياد المطاعم.عدم تناول الطعام في مطاعم لا تتوفر فيها الشروط الصحية كتلك التي تعرض الطعام بشكل مكشوف، إذْ يكون معرضاً للحشرات والعوامل الجوية، والأفضل استخدام مياه الشرب المعبأة أو المعقمة، وغسل الفواكه والخضار جيداً قبل الاستخدام ، والتحصين ضد الأمراض الوبائية المنتشرة في بلد السفر».
العيون
وتضيف حواشين: «هنالك امراض كثيرة ولكن هذه الاكثر اصابة، ومن هذه الامراض، أمراض العيون وهذه تنتقل عن طريق أحواض السباحة التي يزداد عدد المستخدمين لها خلال الصيف، فتسبب أمراضاً عديدة منها: الأمراض الجلدية الفطرية وأمراض العيون(كالتراكوما) وهو رمد يصيب جفن العين وقد يكون صديدياً ومزعجاً إذا لم يعالج بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب، الوقاية منه عدم استخدام حمامات السباحة العامة والمشتركة، وفي حال السباحة فيها فمن الأفضل أن يكون معك قطرة معقمة للعينين تستخدمينها عند الخروج مباشرة من المسبح».
أمراض الصيف .. شبح يطارد الأطفال!
- التفاصيل