باريس - وكالات
يعتبر الإرضاع الطبيعي الطريقة المثلى لتغذية الطفل وتُشجّع الأمهات عليه لما يحمله من فوائد للرضع. ولكن حليب الأم ليس مثالياً بالنسبة لحاجة الطفل من فيتامين (د)، إذ أنه لا يؤمن الكمية الكافية للرضع. هذا ما خلصت إليه دراسة حديثة نُشرت في مجلة الرابطة الطبية الأميركية. لذلك أوصت الدراسة بإعطاء الأطفال الذين يتغذون على الرضاعة الطبيعية مقدار 400 وحدة دولية من فيتامين (د) كجرعة يومية عن طريق الفم. أما الأطفال الذين يتغذون على الحليب الاصطناعي، فلا داعي لإعطاء هذه الكمية وذلك لأن الحليب الاصطناعي مدعما بفيتامين (د). يذكر أن نقص فيتامين (د) يؤدي لنقص امتصاص الكالسيوم وتموضعه في العظام، وبالتالي يؤدي لتلين العظام أو ما يسمى بالخرع عند الأطفال.
ويمكن للجسم تصنيع فيتامين (د) من تعرض الجلد للشمس، ولذلك ينصح بالتعرض للشمس لمدة بين 20-30 دقيقة يوميا بالنسبة للبالغين، وعلى الرغم من توفر أشعة الشمس في معظم أيام السنة في المنطقة العربية وخاصة منطقة دول الخليج ، إلا أن هناك انتشارا كبيرا لنقص فيتامين (د) وخاصة عند النساء. والسبب في ذلك هو تغير طبيعة الحياة وقضاء أوقات طويلة داخل البيوت أو في أماكن التسوق المغلقة وكذلك بسبب طبيعة الملابس التي لا تسمح بتعرض جزء كبير من الجسم للشمس.

ويؤدي نقص فيتامين (د) عند البالغين لترقق وهشاشة العظام ويمكن ألا يُكشف ذلك إلا عند حدوث كسر أو إجراء صورة شعاعية. ومن الأغذية الغنية بفيتامين (د) الأسماك والمنتجات البحرية وكذلك اللحوم ومشتقات الحليب والبيض والفطر.

الى ذلك.. ذكرت توصية أمريكية حديثة أن المكملات الغذائية من فتيامين «د» والكالسيوم لا يفيدان معظم السيدات من كبار السن، خاصة اللاتي يتمتعن بصحة جيدة ولا يحتجن للمكملات الغذائية من الكالسيوم وفيتامين «د» لتجنب الإصابة بكسور العظام في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.

ورغم أن الأطباء ينصحون السيدات بتناول الكالسيوم لتجنب وعلاج مسامية العظام, تلك المشكلة التي تتسبب في حدوث كسور في العظام لما يقرب من 50% من السيدات في سن الخمسين أو أكثر، إلا أن هيئة الخدمات الوقائية الأمريكية قامت بمراجعة دراسة عن المكملات الغذائية لتخلص لحقيقة أن تناول 400 وحدة من فيتامين «د» أو أقل من 1000 مليغرام من الكالسيوم يزيد من مخاطر الإصابة بحصوات الكلى عند السيدات في مرحلة انقطاع الحيض.

ولهذا يجب ألا تتناول السيدات تلك المكملات الغذائية.

ولم تجد د. فيرجينيا موير، من كلية بايلور للطب، دليل على أن تلك المكملات الغذائية تقي من الكسور عند الرجال أو السيدات في مرحلة الشباب قائلة: «للأسف ليس لدينا ما يكفي من معلومات عن تلك المكملات الغذائية التي ظللنا نتناولها لفترات طويلة، وكنا نتصور أننا ندرك فوائدها ومضارها. إلا أننا أدركنا أن هناك الكثير الذي يجب أن نعرفه عن تلك المواد».

وتعليقاً على هذه التوصيات ترى ماريون نيسلة من جامعة نيويورك ومالدين نشيم من جامعة كورنيل أن التوصيات ركزت على نقطة النهاية الخاصة بتأثير تلك المكملات الغذائية على الوقاية من الكسور من عدمها بدلاً من أن تتحدث عن مستوى فيتامين «د» بالدم.

JoomShaper